الرباط - المغرب اليوم
انتشرت أخبار مضللة على شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب، لم تؤد سوى إلى إرهاق المغاربة وبث القلق في نفوسهم، فوق معاناتهم من الزلزال، إلى أن جاءت بيانات رسمية تكذب هذه الأخبار المفبركة.
ومن الأخبار المفبركة التي جرى تداولها:
تحطم مروحية كانت توصل المساعدات إلى ضحايا الزلزال.
أمطار عاصفية ستضرب مناطق مجاورة للحوز.
تصدع السدود بفعل الهزات الارتدادية.
تسونامي سيضرب سواحل المغرب بعد أيام قليلة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور قديمة لرضيع، زعمت تعليقات أنه لقي مصرعه خلال الزلزال، فتبين لاحقا أنها تعود للسنة الماضية وتوثق لطفل تخلت عنه أمه في الشارع.أمام غزارة الأخبار الكاذبة التي تنتشر خلال هذه الكارثة، حذرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية من انتشار الشائعات وتأثيرها على معنويات ضحايا الزلزال ومتابعي تطورات الوضع في المنطقة المنكوبة.
وأفادت النقابة في بيان أنها "تابعت بقلق استغلال التغطية المباشرة لقنوات فضائية لترويج الأكاذيب وتهويل كثير من الأخبار غير الصحيحة، مما ينتج عنه بث أجواء الرعب في المناطق المعنية بهذه التصريحات غير المسؤولة"، مشيدة في الوقت ذاته بمهنية منابر أخرى.وأكدت أن "الأخبار الكاذبة والإشاعات في مثل هذا الظرف العصيب لا تنتهك حق المواطنين في المعلومة الصحيحة فقط، بل تؤدي كذلك إلى إحداث الذعر والترويع، مما قد يؤدي إلى أشكال من الانفلاتات غير المرغوب فيها، كما قد تؤثر أحيانا سلبيا على عمليات الإنقاذ وإيصال المساعدات للمحتاجين".
النقابة أعلنت عن "إحداثها للجنة من أجل رصد هذه الانتهاكات والممارسات اللاأخلاقية للمهنة، وحتى تلك التي يقوم بها البعض على منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الفورية، وستعمل على فضح هذه الأخبار الكاذبة وتصحيح المعطيات الواردة فيها".الدكتور محمد عبد الوهاب العلالي، أكاديمي مغربي في علم اجتماع الإعلام، شدد على أن الأخبار الكاذبة أو المشوهة أو المنقوصة عادة ما تنتشر في بيئة تتسم بنقص المعلومات أو تأخر وصولها. وخلال الأزمات لاسيما منها الطبيعية، فإن حاجة الناس إلى المعلومات تتزايد.
وأضاف أن سياق الأزمة الحالي يُفسح المجال للناس العاديين لنشر الأخبار والمعلومات، وبالتالي فإن هذه الأخبار التي ينشرها هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تكتسب نوعا من الشرعية، وذلك بسبب السبق والسرعة والانتشار الواسع.لكن المشكلة هنا، حسب الخبير الأكاديمي، هي مصداقية ما يتم تداوله، مشيرا إلى أن معظم ما تنشره هذه الوسائط لا يرقى إلى المهنية التي يتناول بها الإعلاميون الأخبار، وهو ما يخلق نوعا من التشويش على الأخبار المنتشرة، التي تبثها الصحف والإذاعات والتلفزيونات.
العلالي أبرز أن قوة شبكات التواصل قائمة في العالم بأسره، ولا يمكن إيقافها، لهذا يجب التعامل معها بذكاء لتخفيف آثارها السلبية، سواء في فترات الأزمات أو غيرها، لأن تأثيرها يمكن أن يُخلف خسائر ليست فقط معنوية ولكن مادية يمكنها أن تعيق جهود الدولة والمجتمع في مواجهة آثار الكارثة.
ودعا وسائل الإعلام التقليدية إلى تعزيز وجودها بمكان الكارثة، بشكل يضمن إشباع المتلقي من حيث الأخبار والمعلومات الميدانية، ويسد الثغرات التي يمكن أن تملأها مواقع التواصل أو بعض القنوات التي قد تخرج عن الحياد خدمة لخطها التحريري.واسترسل: "كما أن كافة المؤسسات المعنية مطالبة بالتدخل وإصدار بيانات من شأنها تصحيح الأخبار المغلوطة والشائعات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تجنبا للتضليل وانتشار المعلومات المشوهة".
وتبذل السلطات المغربية جهودا مضاعفة لكبح انتشار الأخبار الكاذبة التي رافقت الزلزال الذي ضرب البلاد منذ حدوثه قبل أسبوع، وتكثف كافة المؤسسات والأجهزة الحكومية المغربية جهودها كل بحسب اختصاصه، في تتبع المعلومات المضللة والأخبار غير الدقيقة قصد تصحيحها وإعطاء صورة واقعية لما يحدث في عين المكان.ولهذا الغرض، تبث وكالة الأنباء المغربية نشرة تتضمن لائحة للأخبار الكاذبة حتى يتسنى للمتابعين معاينة وتصحيح ما يتم تداوله من أخبار.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر