جندي سوفييتي  يكشف عن عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي
آخر تحديث GMT 15:34:19
المغرب اليوم -

روى قصة كفاحه ونضاله لسنوات طويلة من أجل العودة لأرض الوطن

جندي سوفييتي يكشف عن عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جندي سوفييتي  يكشف عن عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي

الجيش السوفييتي
موسكو ـ ريتا مهنا

كشف نيك محمد، أحد جنود الجيش السوفييتي السابق، الذي أسُر في أفغانستان، عودة روسيا إلى أفغانستان، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وتحدث الروس في 1989 عن وجود متلازمة أفغانية، مثل متلازمة فيتنام في الولايات المتحدة، فلا يريدون أن يفعلوا شيئا مع الدولة، وقال محمد "عانت روسيا من المرارة"، وأمضى الجندي السابق السنوات الـ 35 الماضية في مختلف المنازل ذات الجدران الطينية في شمال أفغانستان.

جندي سوفييتي  يكشف عن عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي

وعندما غادر الجيش السوفييتي، لم يكن أمام محمد، الذي وُلد باسم غينادي تسفيما، خيار سوى الاستقرار في أفغانستان، وكان قد تم القبض عليه من قبل المجاهدين حيث كان يبلغ من العمر 18 عاما في عام 1983 بعد أن خرج من قاعدة جيشه، وبعد سنوات، اعتنق الإسلام وتزوج وأنشأ أسرة، وأصبح من البقايا الحية وعلامة بارزة لفترة روسيا الأخيرة من السياسة الخارجية التوسعية، وقد أعرب عن ندمه على قراره بالبقاء في أفغانستان.

وتوجد منطقة جبلية خارجة عن القانون على طول الحدود مع دول وسط آسيا بشمال أفغانستان في مناطق شاسعة غير مسيطر عليها وتعد موطنا لقادة الميليشيات ومهربي الهيروين والمسلحين، ويحلم محمد بحقول زهرة عباد الشمس حين كان في شرق أوكرانيا، حيث الحنين إلى الماضي، وقام بتعليم زوجته طهي "الشوربة الحمراء"، وناضل لسنوات لإنهاء رحلة طويلة للعودة للوطن، قائلا "لقد كنت حزينا، كنت قلقًا كثيرا، ظننت أنني لن أعود أبدا إلى بلادي"، ولكنه يعود مرة أخرى في مكان ينتشر فيه النفوذ الروسي، ويقول مسؤولون أفغان إن منزله في قندو، كان نقطة محورية في الجهود الروسية الرامية إلى توسيع نفوذها من جديد في أفغانستان، بما في ذلك الوصول إلى بعض عناصر من حركة طالبان.

جندي سوفييتي  يكشف عن عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي

وقال يوري كروبنوف، خبير روسي في أفغانستان، عن اهتمام روسيا المتجدد "لا يرتبط هذا الموقف بأي شكل من الأشكال بفشل أميركا أو سوء الحظ"، ووصفه بأنه رد فعل منطقي على مخاوف عدم وجود مسار واضح لخطة السلام رغم الجهود الأميركية، مضيفا" هناك تفاهم بأن مجرد دعم السياسة الأميركية لن تقود إلى الاستقرار، وهذا يجب أن لا يفاجئ أحد".

وفي إحدى علامات التراجع، نشرت روسيا معلومات مضللة في أفغانستان، تعكس أساليب النفوذ المستخدمة في حرب أوكرانيا، وفي التدخل الانتخابي في الولايات المتحدة، وجاء في أحد العناوين البارزة الأخيرة على خدمة سبارتنيك، وهي البوابة الإخبارية الروسية الرسمية، أن "القوات الإيطالية فرت بعد قتال مع طالبان"، وقال مسؤولون أفغان وأميركيون إن موسكو سلحت سرا حركة طالبان في جميع أنحاء مدينة قندز، وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية نشرت الجمعة، قال الجنرال جون نيكلسون جونيور، قائد القوات الأميركية وقوات الناتو " نعرف أن الروس متورطون". وكشف الجنرال نيكلسون في مقابلة معه إن الأسلحة الروسية وصلت إلى شمال أفغانستان، كما أنها تدعم حركة طالبان، وأشار إلى أن المساعدات الروسية تشير إلى عودة حرب بالوكالة في أفغانستان، وقال إن الدليل على الدعم الروسي أصبح الآن واضحا لا لبس فيه، موضحا "كان لدينا أسلحة جلبت إلى هذا المقر وأعطيت لنا من قبل القادة الأفغان، وقالوا هذا ما قدمه الروس إلى طالبان".

جندي سوفييتي  يكشف عن عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي

وشملت المساعدات الروسية تقديم الرعاية الطبية لحاكم الظل السابق في حركة طالبان في قندز، الملا عبد السلام، قبل وفاته في غارة بطائرات بدون طيار شنتها الولايات المتحدة العام الماضي، حسبما قال نصر الدين سعدي، رئيس منطقة دشت آرتشي في قندز المحافظة، وفي عهد الملا سلام، استولت طالبان لفترة وجيزة على قندز مرتين في عامي 2015 و2016، في اعتداءات هزت الحكومة الأفغانية وحلفائها الأميركيين. ونفت روسيا ما تردد عن أنها تسلح الجماعة المتمردة وتؤكد أن اتصالاتها مع طالبان تهدف إلى تشجيع المقاومة ضد تنظيم "داعش"، والانضمام إلى محادثات السلام مع الحكومة.

ويعيش محمد على بعد أقل من ميلين من القرى التي تسيطر عليها مجموعة من الطالبان المرتبطين بالروس، حسب وصف لخطوط المعارك المحلية التي قدمها نجيب الله عمرخيل عمدة قندوز، وقال محمد "يقول الناس إن الروس يدعمون طالبان، لم أتوقع أبدا أنهم سيعودون". وفي قصة تشابه مع قصة الجندي الأميركي باو بيرغدال، الذي غادر موقعه العسكري وسقط في أيدي طالبان، ابتعد محمد عن وحدته، وقال إنه غضب بعد أن ضربه ضابط مخمور.

واستردت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الرقيب بيرغدال في مقابل الإفراج عن خمسة من طالبان الذين أطلق سراحهم من خليج غوانتانامو، وعاد إلى بيته، ولكن لم يكن هناك أي تبادل للسجناء مع محمد، الذي يبلغ الآن 53 عامًا. وقال أحد المجاهدين الذين القوا القبض على محمد عبر الهاتف، إن الجندي السوفياتي السابق انضم عن قصد إلى صفوفهم للقتال ضد رفاقه السابقين، مضيفا "عندما أصبح مسلما، كنا نحبه لذا أعطيناه البندقية، كان يقاتل في الجهاد المقدس ضد روسيا".

وفي المقابل، قال محمد إنه كان في خطر في كلتا الحالتين، مؤكدا أنه كان هناك أمل ضئيل في رؤية بلاده مرة أخرى، ويستعيد محمد ذكريات السنة الأولى بعد أسره قائلا" لقد كتبت خطابا إلى والدتي، كتبت عن نفسي، وقلت أمي، هذا ما حدث لي." وردت أمي على خطابي قائلة "بكيت وبكيت."

ورتب أحد قادة المجاهدين زواجه من فتاة تبلغ من العمر 14 عاما، وهي "بيبي حوا" وأنجب الزوجان ستة أطفال، توفي اثنان منهم في وقت مبكر، لا يزالان متزوجين، وبعد ثمانية أشهر من الانسحاب السوفيتي، أصدر الاتحاد السوفيتي عفوا عن الفارين، وقال محمد إنه لا يملك المال لنقل عائلته إلى أوكرانيا، وعلى أي حال لم يثق في العفو.

وفي هذا السياق، قال فياتشيسلاف نيكراسوف، مدير المركز الثقافي الروسي في كابول، إن المسؤولين القنصليين الروس التقوا بمحمد، وقد قبل مبلغ 2000 دولار كمساعدة لإعادة التوطين، لكنه لم يتحرك، على الرغم من التأكيدات بأنه لن تتم مقاضاته، وفي عام 2012، سافر السيد محمد إلى مسقط رأسه، أمروسيفكا، في شرق أوكرانيا، وقال السيد محمد إنه سار في حقول عباد الشمس.

ولا يزال تنتابه آمال نقل أسرته إلى اوكرانيا على الرغم من أن زوجته تخشى العيش في بلد غريب، وعارضت الفكرة، لكن الضربة الأخيرة لحلمه جاءت عندما استولى الانفصاليون المدعومون من روسيا على مسقط رأسه في عام 2014 خلال حرب أوكرانيا الشرقية، بعد ذلك، فإن أي عودة الآن ستضعه مرة أخرى في أيدي روسيا، قائلا "لا أحد ينتظرني الآن"، حيث لقى أخيه وابن أخيه، حتفهم في الحرب في أوكرانيا، وفي قندز، ما زالت طالبان تحيط بالمدينة، والطريقة الوحيدة لأنتقاله الآن على متن الطائرة التي تنزلق مباشرة إلى مسقط رأسه  وسط حراسة جيدة.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جندي سوفييتي  يكشف عن عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي جندي سوفييتي  يكشف عن عودة روسيا إلى أفغانستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib