الرباط - المغرب اليوم
بعد فترة من الجفاء وعقب عودة الدفء إلى العلاقة بين الرباط وبرلين، تباحث ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربية، أمس الأربعاء عبر تقنية الفيديو، مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك.ويشكل هذا اللقاء أول تواصل رسمي مباشر بين البلدين بعد تدهور العلاقات بين المغرب وألمانيا، منذ مارس 2021. ففي بيان مشترك صدر حول اللقاء، جاء فيه أن “وزيري خارجية البلدين اتفقا خلال اللقاء على إعطاء نَفَس جديد للعلاقات الثنائية بجودتها الخاصة في جميع المجالات، بروح من التناسق والاحترام المتبادل والسياسات الناجعة”.كما رحب البيان بـ”تبادل الرسائل بين الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير وجلالة الملك محمد السادس، والتي أكدا فيها على المصلحة المتبادلة في تأسيس شراكة جديدة بين البلدين”.
وأبرز البيان أن “الوزيرين اتفقا على إطلاق حوار جديد يهدف إلى تجاوز سوء الفهم الطارئ وتعميق العلاقات الثنائية المتعددة الأوجه”. كما اتفق الوزيران على “تحديد الخطوط العريضة ـ خلال الأسابيع المقبلة ـ الرامية إلى تجديد وتعميق الحوار والتعاون لمواجهة التحديات المستقبلية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ورحب الوزيران، حسب البيان، بعودة سفيرة جلالة الملك إلى برلين، وشدد على ضرورة وصول السفير الألماني إلى المغرب قريبا.بعد فراغ لما يقرب من سنة، اقترحت برلين اسم سفيرها الجديد في الرباط. ويتعلق الأمر بروبرت دولغر، الذي كان يشغل منصب مفوض الخارجية الألمانية في إفريقيا.
وكانت بيربوك قد تدخلت، في وقت سابق، مقترحة تغيير الاسم الذي كان مقترحا في السابق، حيث استقر الآن رأي الخارجية الألمانية على دولغر، وهو أحد العارفين بخبايا القارة الإفريقية؛ وهو الاقتراح الذي لا يزال ينتظر موافقة الرباط عليه.ففي حوار له مع بوابة دوتشلاند دوت كوم، وجوابا عن سؤال لماذا تعتبر القارة الإفريقية شريكا رئيسيا لأوروبا؟، قال: “إننا نسترشد عن كثب بمبادئ وأهداف أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي والمبادئ التوجيهية لسياسة الحكومة الألمانية بشأن إفريقيا: نريد التركيز بوعي على الموضوعات والاهتمامات المستقبلية المشتركة؛ بما في ذلك الرقمنة والابتكار والتدريب، ولكن أيضا تعزيز التجارة والاستثمار الخاص.
وتابع “نريد أيضا تعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون والمشاركة المجتمعية – وخاصة من قبل النساء – وتكثيف الاتصالات مع المجتمع المدني. تمتلك إفريقيا إمكانات كبيرة للطاقة المتجددة وتفتخر بتنوع بيولوجي مثير للإعجاب. لذلك، فإن القارة هي شريك طبيعي لنا في حماية المناخ والبيئة”.وفي حوار آخر له مع دويتشه فيله، أجاب عن سؤال حول شراكة ألمانيا مع دول غرب إفريقيا قائلا: “ما زلنا بعيدين عن استنفاد إمكاناتنا في المنطقة. تمثل التجارة الخارجية الكاملة مع غرب إفريقيا حوالي واحد في المائة من التجارة الخارجية الألمانية. تعمل الشركات الألمانية مع شركاء أفارقة على اكتشاف الإمكانات الهائلة”.
وأردف: “نأمل أن نتمكن في المستقبل من استخدام أدوات جديدة لمنح الشركات الألمانية مزيدا من الدعم لكسب موطئ قدم في غرب إفريقيا. ففي غضون 20 إلى 30 عاما، سيكون لغرب إفريقيا حوالي مليار شخص. إنه سوق ضخم لا يمكننا تجاهله. علينا الوصول في الوقت المحدد”.أوروبا وإفريقيا، حسب دولغر، “هما معا في نفس القارب، ليس فقط عندما يتعلق الأمر بالمهام الرئيسية لتأمين المستقبل، مثل حماية البيئة أو سياسة المناخ والطاقة؛ وإنما أيضا بمبدأ الشراكة والتعاون نفسه”.
مياه كثيرة جرت تحت الجسر
كان الطرفان قد تبادلا، منذ بداية دجنبر الماضي، عددا من الإشارات الإيجابية؛ باتخاذ برلين لخطوة مهمة تلقتها الرباط بارتياح كبير. جاء ذلك عندما قامت الخارجية الألمانية بتحيين المعلومات على موقعها على الأنترنيت حول المغرب.واعتبرت الخارجية الألمانية أن “المغرب صلة وصل وازنة وشريكا موثوقا بين الشمال والجنوب في مجالي الثقافة والاقتصاد”.
كما شدد صفحة الخارجية على دعم برلين لمهمة ستافان ديمستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، “في جهود البحث عن حل سياسي عادل ومستدام ومقبول من جميع الأطراف” على أساس القرار رقم 2602 المنبثق عن مجلس الأمن الدولي في 2021، معتبرة أن “مبادرة الحكم الذاتي، التي طرحها المغرب في 2007، مساهمة مهمة للوصول إلى مثل هذا التوافق”.وبمناسبة دخول السنة الجارية، أرسل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير رسالة إلى الملك محمد السادس شدد فيها على أن مبادرة الحكم الذاتي هي مساهمة مهمة وذات مصداقية، داعيا فيها العاهل المغربي إلى زيارة ألمانيا من أجل إرساء شراكة إستراتيجية بين البلدين.
قد يهمك أيضَا :
مُساءلة داخل البرلمان المغربي عن إجراءات إجلاء الطلبة المغاربة في أوكرانيا
بوريطة يَسْتَقْبِل عبد الله بن ثامر آل ثاني سفيراً مفوضاً فوق العادة لدولة قطر في الرباط
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر