مواطنون يكشفون حقيقة استدراج الكازاخستانيين إلى الصين وسجنهم
آخر تحديث GMT 18:37:41
المغرب اليوم -

وسط حملة القمع على الأقليات المسلمة عبر الحدود

مواطنون يكشفون حقيقة استدراج الكازاخستانيين إلى الصين وسجنهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مواطنون يكشفون حقيقة استدراج الكازاخستانيين إلى الصين وسجنهم

استدراج الكازاخستانيين إلى الصين
بكين ـ مازن الأسدي

عادت المواطنة الكازاخستانية الصينية غولي إلى الصين للمرة الأولى؛ لأن الشرطة كانت تتصل بأمها، وقيل للمواطنة غولي، والتي تعمل في مدينة هورغوس الكازاخستانية، إن الشرطة بحاجة إلى رؤيتها في مقاطعة شينغيانغ الصينية في غرب البلاد، وكانت الفتاة قلقة بشأن المخاطر التي ربما تتعرض لها عائلتها في الصين، إذا لم تمتثل لأوامر الشرطة.

وذكرت صحيفة "الديلي تيليغراف" البريطانية، أن غولي احتُجزت لفترة وجيزة عند عودتها، ولكن سمح لها بالذهاب بعد أن تركت بصمات أصابعها وعينات دم، وكلمة مرور هاتفها، ولكن في المرة الثانية لعودتها لم تكن محظوظة بما فيه الكفاية، إذا لعام كامل، تعرَّضت الأم لأربعة أطفال إلى الضرب، والتقييد وتعذيب لا هوادة فيه يخص السياسة الصينية الشيوعية في معسكر شينغيانغ، وقد تضخمت قدميها بسبب أغلال الحديد.

وقالت غولي التي غيرت اسمها لحمايتها، إلى الصحيفة، "يريدون تدمير والقضاء على جميع الأديان التي تخالف ديانتهم، والقضاء على التقاليد والثقافة وجعل الجميع شخص واحد".

 أقرأ أيضًا : وزارة الخارجية المغربية تستعد للمشاركة في مباحثات جنيف حول الصحراء

ويُقدَّر عدد المحتجزين في شينغيانع نحو مليون مسلم وهم من الأقلية، ويعتقد أن الغالبية العظمى تنتمي إلى أقلية الإيغور، وهي جماعة تستهدفها الدولة الصينية منذ فترة طويلة، ولكن الآن، امتدت حملة القمع إلى الأقليات المسلمة الأخرى إلى عبر حدود كازاخستان، مما يمثل منعطفا في نطاق القمع الصيني العرقي.

وقال سيرخان بيلاش مدير مجموعة أتاغورت، وهي مجموعة مناصر تدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين، في هذا السياق، "إن شهادة غولي واحدة من آلاف الشهادات المتشابهة التي جمعتها المجموعة".

وفر العديد من الكازاخستانيين من الصين في الستينات، هاربين من الإصلاحات التي يقوم بها الحزب الشيوعي، وتهدف إلى القضاء على طريقة حياتهم، ولكن العديد من العائدين عادوا في السنوات التي تلت ذلك، وكان من الشائع أن يتحرك الكازاخستانيون من البدو بحرية بين البلدين، ويتزوجون ويعملون من كلا الجانبين.

وتُعد هذه الروابط التي يبدو أنها وضعت العرقية الكازاخستانية داخل الصين في خطر، مما يجعلها هدفا لتجديد الشكوك من جانب الدولة الصينية، وتعتبر الاتصالات مع كازاخستان، المدرجة على قائمة من 26 دولة تعتبرها السلطات الصينية حساسة، بما في ذلك روسيا وتركيا، جريمة يعاقب عليها القانون.

وتقول أينا شورمانباييفا رئيسة المبادرة القانونية الدولية في كازاخستان، وهي منظمة غير حكومية تساعد العائلات في توجيه نداء إلى موظفي الأمم المتحدة والمسؤولين الكازاخستانيين بشأن أقاربهم المفقودين "حتى أن المكالمات أو الرسائل من الخارج تكفي لتدين السلطات الصينية شخصا بأنه جاسوس مزدوج".

ويقول رون ستينبرغ الخبير في شؤون شينجيانغ بجامعة كوبنهاغن "هم المجموعة الثانية، المجموعة الثانية في الخط إذا جاز التعبير، حين يتعلق الأمر بالأويغور".

وأكد أنه في ظل القوة الصاعدة في آسيا الوسطى، أصبحت كازاخستان دولة قوية تقف بجانب المواطنين في منطقة شينغيانع، وهذا ما يجعل بعض المسؤولين في الإقليم قلقين.

وقامت الصين بعد فترة طويلة من إنكار وجود المعسكرات، بتشريعها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبدأت منذ ذلك الحين حملة دعائية ضخمة تدافع عنها باعتبارها "تدريبا مهنيا" ومراكز "إعادة تعليم" والتي تعيد تأهيل المسلمين المعرضين لخطر أن يصبحوا متطرفين، ولكن مقابلات التيلغراف مع ثمانية معتقلين سابقين رسمت صورة مختلفة إلى حد كبير، إذ يقول السجناء إنهم يخضعون لتلقين سياسي شديد وضغط نفسي كبير.

ويغطي دوسنبيك نورسيديك، 45 عاما، جدران مكتبه في ألماتي، أكبر مدن كازاخستان، بصور لأفراد عائلته المفقودين، ويقول إنه لم يرى زوجته منذ نحو عامين، بعد الانتقال مع أطفالهم الثلاثة من كازاخستان في عام 2013، وقد عاد الزوجان لزيارة أسرهما، ولدى وصولهما إلى الصين، جمعت السلطات بيانات بيومترية منهما، وأوقفت طلبه بإلغاء تسجيل أسرته الصينية، ثم قال مسؤولان أمنيان إنهما بحاجة إلى استجواب زوجته، مختار بخارغول.

سألهم لماذا، قال إنهم سيتصلون به في وقت لاحق، وأجبروا زوجته على الركوب في سيارة ثم غادروا، وكان ذلك في مايو/ أيار 2017، ومن ذلك الحين، قالت السلطات الصينية "إنها تخضع للتحقيق، ونقلتها إلى السجن دون تفسير".

وعلى الرغم من الانتصارات الصغيرة كونه أب وحيد، حيث اكتشف نورسديك مدى صعوبة تسريح شعر ابنتع الصغيرة البالغة من العمر 4 سنوات، يكافح ليشرح لأطفاله المكان الذي ذهبت إليه أمهم.

وتكشف هذه الزيارة لغزا دبلوماسيا لكازاخستان، حيث تربطها بمبادرة حزام واحد طريق واحد، المشروع التجاري الصيني الذي أعلن عنه الرئيس الصينيي في العاصمة أستانا، في عام 2013، وتقول شورمانباييفا "إن كازاخستان تتعرض لضغوط من كلا الجانبين، حيث الشعب والحكومة؛ لأن لديها علاقات اقنصادية وثيقة للغاية مع الصين، وفي نفس الوقت لا يمكنها إغماض هينها عن هذا الانتهاك الجماعي لحقوق الإنسان".
وعلى الرغم من أن المسؤولين الكازاخستانيين لا يصرحوا علنا إلا بالقليل، فقد توصلوا بهدوء إلى اتفاق مع بكين للسماح بالإفراج عن 2000 من الكازاخستانيين من الصين، والذين سيتم منحهم الجنسية الكازاخستانية، ولم ترد وزارة الخارجية الكازاخستانية على طلب للتعليق، يوم الخميس.

وقال السيد أورازولي، "على عكس الإيغور لدى الكازاخستانيين بلد يحميهم، وربما لم تتوقع الصين أن يتحد الكثير من الأفراد والنشطاء ويبدأوا في الإبلاغ عن هذه الحالات".

ومع ذلك، لا تزال الحرية بعيدة المنال حتى عند إطلاق سراحهم، فقد أُجبر البعض على العمل في المصانع مقابل أجر قليل أو بدون أجر، ويظلون رهن الإقامة الجبرية، ويخضعون لمراقبة مستمرة جسدية ورقمية، ولا يستطيعون استرداد جوازات السفر أو وثائق الهوية، كما أنهم مجبرون على التوقيع على أوراق معلنين أنهم لن يتحدثوا أبدا عن المخيمات.

قد يهمك أيضاً :

الصين تدين أعمال العنف في ولاية راخين في ميانمار

الصين تطالب الدول العربية بالحفاظ على وحدتها بعد قطع العلاقات مع قطر

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواطنون يكشفون حقيقة استدراج الكازاخستانيين إلى الصين وسجنهم مواطنون يكشفون حقيقة استدراج الكازاخستانيين إلى الصين وسجنهم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت

GMT 14:57 2021 الثلاثاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

برشلونة يمنح ديمبيلي فرصة اخيرة لحسم مستقبله

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib