عبّر أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، عن “سعادته بالحضور إلى جانب كل من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وزيف أفيرام، مؤسس ورئيس مؤسسة عائلة أفيرام، بمدينة مراكش بالمملكة المغربية؛ لأن هذه رسالة كبيرة إلى العالم كله”، معربا عن فخره بـ”استقبال بلدي، الذي يشكل نموذجا لوطن الحوار والتعدد الثقافي، لهذه التظاهرة التي تتابعها شعوب العالم”.
وخلال الجلسة الافتتاحية لحفل نظم، مساء الثلاثاء، لاختيار خمسة رواد أعمال رائدين من جميع أنحاء شمال إفريقيا والشرق الأوسط كمرشحين نهائيين لجوائز أفيرام 2023 التي تنظمها مؤسسة أفيرام ومجلة فوربس بمدينة مراكش، بحضور الرئيس الأسبق للولايات المتحدة بيل كلينتون، أضاف أزولاي: “يمكن أن يساعد النموذج المغربي على خلق أجواء حوار بين إسرائيل وفلسطين، ورؤيتكم ستقودنا إلى تحقيق هذا السلام بين مختلف الشعوب، لما لهذه المبادرة من غايات إنسانية”.
وتابع موجها الخطاب إلى زيف أفيرام: “تمثلون نموذجا لرجل أعمال حقق إنجازات اقتصادية عظيمة، والآن يعمل على ربط الاقتصاد بالقيم الانسانية، وقدمتم تحديا بتنظيم هذه الجائزة بالمغرب بلدي.. ما نريده هو خلق دينامية جديدة، لتحقيق عالم بدون فروقات وحدود؛ فأنا كمغربي يهودي متعدد الهويات. لذا، فأنا في وطني ببعد عالمي، ما يعطي للحياة معنى متميزا؛ لأن ديانتي تساعدني على رؤية الآخر وفهم أفضل للغير والدخول معه في علاقة مبنية على الكرامة والاحترام المتبادل، وهذه شيم مغربية أصيلة”.وتحت تصفيقات الحاضرين، واصل أزولاي: “نحن كمغاربة لدينا قصة مختلفة كليا عن باقي الدول العربية والعالم أجمع؛ لأن اليهودي والمسلم عاشا في القرية والحاضرة متجاورين ومتفاعلين ومتواصلين بلغة جوار نبيلة، تشهد عليها القصص والحكايات منذ آلاف السنين، فاليهودية جاءت إلى الأرض المغربية قبل حوالي ألف سنة من قدوم الإسلام وعاشا جنب إلى جنب؛ إذن فنحن نتحدث عن شيء ثقيل في ميزان التاريخ”.
وختم مستشار الملك محمد السادس كلمته قائلا: “ديانتي تفرض علي أن أطالب وأسعى إلى أن يستفيد الآخر أيضا من حقوق الكرامة والعدل والحرية نفسها التي أتمتع بها. وهنا، نلتقي مع غايات هذه الجائزة التي تعنى بتبادل المنافع تقاسم الخيرات في قطاع اقتصادي أناني. ومن هذا المنطلق، فإن هذه المبادرة تأتي لتعزز الحوار بين الثقافات، الذي يجب أن يكون رافعة تساعدنا على إعطاء فرص نجاح لعالم نعيش فيه”.
وخلال حوار بين وزيف أفيرام مؤسس ورئيس مؤسسة عائلة أفيرام، وبين الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، أكد الأخير أن أهم شيء بالنسبة له “هو الطريقة المثلى للتركيز على كيفية التعامل مع المستقبل، ووقف الصراعات والحروب، ومواجهة التحديات الاقتصادية، وضرورة التركيز على المشترك؛ فأنا خائف من هذا المستقبل، وأكبر تحدّ هو العمل على تحقيق مجتمع إنساني يؤمن بالقيم المشتركة، وفي حاجة إلى أشخاص يتحدون معا ويلتقون مع وجود غاية في أذهانهم”.
وفي معرض جوابه خلال هذا الحوار الذي برمج في الجلسة الافتتاحية، شدد كلينتون على ضرورة مناقشة الآثار الاجتماعية للحركة الاقتصادية، مؤكدا الانطلاق من هذه الفرضية لمواجهة التغيرات المناخية، ومن أجل التفكير في كيفية بناء هذا الاقتصاد ليكون نافعا للجميع، والتفكير في من يعانون من خصاص الطعام والماء، ويشكون العلل والأسقام، حتى نعطي للإنسانية ما تستحقه من عناية ونحقق الإنصاف في الاستفادة من خيرات العالم، ونضع حدا للحروب والدراسات”.
وعن هذه الجائزة، قال كلينتون: “لهذه المبادرة معنى نبيل عنوانه الكبير في ظني هو إيقاف إطلاق النار، وما وقع في غزة شيء جميل لأنه أفضل من استمرار قتل الناس لبعضهم، لأن مجابهة الكوارث تحتاج إلى التعاون، وأن نتكلم بلغة الإنسانية؛ إذ من المهم الاعتقاد في مجتمع بصيغة عالمية تجمعه قيم النبل والشرف. لذا، علينا أن نكون متفائلين وأن نؤدي واجبنا اتجاه الآخر، وهذا ما يضمن بقائنا في دفء الإنسانية التي تجمعنا”.
وأضاف الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية: “ومن مسؤوليتنا التفكير في سؤال ما الذي يمكن عمله؟، داعيا إلى التعاون ومساعدة العالم المشتعل، ثم قال: “أظن من الواجب الاستمرار في دفع الناس إلى ما يجب فعله لضمان بقاء الحياة الإنسانية، وعلينا دراسة الفرص والإمكانيات، وأفكر أيضا في أننا في حاجة إلى المزيد من العناية بالنساء والمحرومين من فرص الحياة والذين يعانون من الأمراض المزمنة”.
وتهدف Aviram Awards كل عام إلى تحديد وتوجيه ودعم المشاريع في المنطقة التي لديها القدرة على إحداث تغيير اجتماعي وبيئي كبير من خلال الابتكار والتكنولوجيا، واختيار المتأهلين للتصفيات النهائية لهذا العام من خلال إثارة إعجاب لجنة التحكيم الدولية بمقترحاتهم لتقنية رائدة ستغير العالم نحو الأفضل.
ومن بين المترشحين لهذه الجائزة يوسف بوياخف، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـDeepecho (المغرب) التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة فنيي الموجات فوق الصوتية المدربين في التشخيص بالفيديو المتقدم. ويكتشف المنتج العيوب الخلقية ويسمح بالاستجابة للولادة المبكرة التي تتضمن انخفاض الوزن عند الولادة.
وتوفر المسابقة نقطة انطلاق لرواد الأعمال في المستقبل لجعل أفكارهم الخارقة حقيقة واقعة. وستفوز الشركة الناشئة الفائزة، التي تستند إلى ابتكار خلاق ذي بعد إنساني، بجائزة نقدية قدرها 500.000 دولار، وتوجيه احترافي من زعيم الأعمال الشهير ومؤسس Aviram Foundation، زيف أفيرام، بالإضافة إلى الدعم الإعلامي من Forbes. وسيحصل الفائز بالمركز الثاني على جائزة قدرها 100.000 دولار، أما صاحب المركز الثالث فسيحصل على جائزة قدرها 50.000 دولار.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر