انخراط الغرب في إعادة إعمار المغرب بعد الزلزال المدّمر الذي ضرب المملكة
آخر تحديث GMT 00:18:34
المغرب اليوم -

انخراط الغرب في إعادة إعمار المغرب بعد الزلزال المدّمر الذي ضرب المملكة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - انخراط الغرب في إعادة إعمار المغرب بعد الزلزال المدّمر الذي ضرب المملكة

الزلزال المدّمر
الرباط - المغرب اليوم

قال نائب القائد الأعلى لقوات الناتو سابقاً ريتشارد شيريف، إنه على الغرب إعمار المغرب بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في الـ8 من شتنبر الحالي، فحسب رأيه فإن “تعهد إعادة الإعمار، بعد الزلزال الذي مات فيه حوالي 3.000 شخص، طموح وضروري، فأمن الغرب يعتمد على إعادة إعمار ما دمره الزلزال”، مُشيراً إلى أن “المملكة التي يبلغ تعداد سكانها 37 مليون نسمة، ظلت المقياس الرئيس للتنمية في القارة، وهو نفسه واحة استقرار”.

وفي مقال بصحيفة Financial Times البريطانية، رأى شيريف أن الحرب في أوكرانيا علّمت الغرب الكثير عن القوة غير المستثمرة في الشراكات الإستراتيجية، والتدخل في الأزمة من أجل الحفاظ على الأمن الإقليمي، وقال “علينا تقبّل الدروس التي تم تعلمها والتعامل مع الأوروبيين والأمن الدولي كصِنوين. فالغرب بحاجة لأصدقاء في أفريقيا، كحاجة الأفارقة لأوروبا”، مشيراً إلى أنه لا يمكن التنبؤ بهذه الكوارث التي تحدث على قاعدة واسعة، “إلاّ أن الطريقة الوحيدة التي يمكن عملها هي تخفيف تقدمها. فالحرب في أوكرانيا كشفت لأوروبا أننا لا نستطيع التواطؤ بشأن التهديدات التي تواجه أمن قارتنا، وكانت واضحة في مخاطر التردد بالإنفاق العسكري، والثقة الزائدة بأن ميزان القوة لا يمكن حرفه أبداً بالقوة”.

ووصف نائب القائد الأعلى لقوات الناتو، المغرب بـ”حليف في موقع استثنائي”، وقال “حتى قبل الكارثة الرهيبة كان يجب علينا أن نكون أقرب، فكحلفاء في الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، فقد أوقف المغاربة أكثر من 300 محاولة إرهابية منذ هجمات 9/11، وفي مجال الهجرة، قاموا، وخلال الخمسة أعوام الماضية، باعتقال والكشف عن آلاف شبكات الإتجار بالبشر. ومنعوا أكثر من 300.000 مهاجر غير شرعي كانوا في طريقهم إلى القارة الأوروبية، وتم دمج حوالي 45.000 مهاجر في المجتمع المغربي ومعظمهم من منطقة الساحل. وفوق كل هذا، فالمغرب مواجه للغرب وبلد متوسطي يحترم أهمية الإصلاحات المدنية والتنمية الاقتصادية، ولديه سجل في الترويج لكليهما في القارة”.

وأضاف “كما توسطَ الملك محمد السادس في النزاعات بمنطقة الساحل، وتفاوضَ بشأن مئات من اتفاقيات التعاون. ونشر أكثر من 70.000 جندي مغربي ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ويعتبر المغرب ثاني أكبر مستثمر بالتنمية الاقتصادية بالقارة، وضامناً حيوياً لأمنها الغذائي”، مشيراً إلى أن “العمل بشكل قريب مع المغرب سيعطي الغرب فرصة للتعلم، وكثيراً عن تعقيدات المنطقة، كخطة المغرب للحكم الذاتي بالصحراء، والتي تدعمها الولايات المتحدة وبقية الحلفاء الدوليين، وكحل للنزاعات الطويلة، ويحتاج هذا لنظرة وعناية من الغرب كجزء من إستراتيجية معتبرة، وفوق كل هذا، يحتاج الغرب لأن يظهر فهمه أن مستقبل المنطقة هو مسؤولية أهلها الذين يعيشون فيها”.

ورأى أن فشل السياسة الأوروبية بمنطقة الساحل متجذر بهذه الفكرة وعدم الاعتراف بأهميتها، “وهو ما جلب الغرب إلى مفصل حيوي، أي الحاجة للعمل السريع والحاسم من أجل خفض التوتر، وأي تحرك بدون دعم وقيادة من الحلفاء الإقليميين مآله الفشل”، مؤكدا وجوب “أن يكون هدف المستقبل هو تجنب سيناريو الحرب في أوكرانيا من خلال تشكيل شراكات يمكن أن تتوقع وتمنع النزاع، بدلاً من دفعها بعيداً عن عتبة أوروبا، وفق شيريف، ووجوب استخدام الاستخبارات التكهنية لتحديد الأماكن التي تعاني من عدم الاستقرار وقد تقع أسيرة الفوضى، وتسليح الحلفاء لكي يكونوا قادرين على احتوائها، ويعني هذا في عالم اليوم النظر إلى الجنوب والشرق أيضاً، وأبعد من المغرب إلى منطقة الساحل والصحراء، المنطقة الأكثر تقلباً والتهاباً في العالم.

وأضاف شيريف أنه “بدون إستراتيجية نشطة وطويلة الأمد تتعامل مع الحلفاء الإقليميين، مثل المغرب، بجدية، كتلك التي تَعامَلَ الغربُ فيها مع أوكرانيا، فإن الوضع مهدد بالتدهور، ومنذ العقد الأخير من القرن الماضي، شهدت دول عدة في القارة من غينيا وتشاد سلسلة من الانقلابات، في وقت ركزت فيه الحكومات الغربية مستقبلها على السلام الدائم. وشكلت الظروف هذه أداة جيدة لنمو تحالفات بين الجريمة المنظمة وجماعات إرهابية فروع عن الجماعات الكبرى، إلى جانب المهربين بالسلع والبشر والمنظمات المتمردة التي تحاول تحطيم سيادة الدول”.

ولعبت هذه الظروف دوراً في دفع الهجرة، وهناك حوالي 4.2 مليون نازح في منطقة الساحل، حيث يحاول الكثيرون منهم السير في رحلة قاسية شمالاً، وعبر البحر المتوسط، وحسب ريتشارد شيريف، فإن انتشار شبكات الجريمة يحول دون أي تنمية كفيلة بتحسين ظروف الحياة بالمنطقة، كتلك التي تعني مواجهة التغيرات المناخية والتعليم والتجارة وإصلاح المؤسسات السياسية وتقوية مساهمة المرأة والأقليات الدينية والعرقية، وفق شيريف.

وأكد أن هذه “العوامل تُسهم بتحديد استقرار المنطقة، وكما علمتنا التجربة، لا يمكن فرضها من الخارج، وبالتأكيد من الحكومات الغربية، ومن هنا فمواصلة الدعم واستمرار التواصل الدبلوماسي مهم، ولكنها بدون وزن إن لم يكن هناك شركاء لديهم مصلحة، صوت أو موقع إستراتيجي بالمنطقة، وتترك بالضرورة تغيراً دائماً وحقيقياً”.

قد يهمك ايضاً

المغرب تُعلن توقيف سائق يشتبه في استيلائه على مساعدات لضحايا الزلزال

أزيد من 60 شاحنة جديدة محملة بالمساعدات من طنجة إلى مناطق الزلزال

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انخراط الغرب في إعادة إعمار المغرب بعد الزلزال المدّمر الذي ضرب المملكة انخراط الغرب في إعادة إعمار المغرب بعد الزلزال المدّمر الذي ضرب المملكة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib