بغداد - نهال قباني
نشر تنظيم داعش صورة جديدة لأكبر مقاتليه وهو رجل صيني يبلغ من العمر 81 عامًا، فيما يبدو محاولة يائسة لرفع المعنويات في الوقت الذي يفقد التنظيم فيه السيطرة على الفلوجة, وينتمي الرجل الصيني محمد أمين الى الأقلية المسلمة التي تدعى اليوغور في شينغيانغ وهو اقليم مستقل يقع في شمال غرب الصين كان يعرف سابقا باسم تركستان، وغادر بلاده مع أسرته بعد أن رأى فيديو لابنه المتطرف وهو يقتل في سورية، وانضم الى التنظيم الذي يقاتل للحفاظ على سيطرته على معقله العراقي في الفلوجة.
ويظهر هذا الكهل المتطرف في صورة يحمل فيها بندقية مع رجل آخر مجهول الهوية، وتأتي هذه الصورة في الوقت الذي شن فيه مقاتلو داعش سلسلة من الهجمات المضادة اليائسة ضد القوات العراقية التي تمضي قدما في الفلوجة، هذا وقتل أكثر من 75 مقاتل منهم في هجوم ظهر اليوم.
وأفادت التقارير أن المتطرفين المذعورين جمعوا داخل المدينة 100 شاب فيما اتهم المقاتلون الاخرون السكان بالجبناء لعدم دعمهم لهم، وينظر الى نشر هذه الصورة على أنها محاولة لرفع الروح المعنوية بين صفوف مقاتلي داعش, وأظهر شريط فيديو في العام الماضي صادر عن الجماعة الرجل الصيني يقول فيه, " لقد تعرضت للاضطهاد على أيدي الصينيين في تركستان لمدة 60 عامًا، وقررت الهجرة برفقة أربعة من أحفادي وابنتي وزوجتي."
ويبدو في بعض المشاهد وهو يحمل بندقية AK-47 ويرتدي زي المقاتلين، ويذكر أن حمله للسلاح اقتصر على التصوير ولم يقاتل في صفوف التنظيم، وتابع في نفس الفيديو, " جئت الى الجماعة الاسلامية وذهبت الى التدريب في المعسكر على الرغم من سني الكبير، زحفت وركضت وتدحرجت في المعسكر، فعلت كل شيء تقريبا، وانتهت فترة تدريبي بشكل جيد، وبعد أن حصلت على السلاح طلبت الاذن كي اشارك في المعركة، ولكني لم أمنح الاذن لذلك بقيت في القاعدة."
وكان محمد يعمل اماما في الصين، ويدعي أن المسلمون يواجهون اضطهادا في وطنه، ويبدو أن الفيديو قد صور له في سورية، وبعض المشاهد صورت داخل مدارس المتطرفين حيث يجلس الاطفال داخل الفصول الدراسية ويرتدون قبعات تحمل شعار داعش, وزعم المسؤولون الصينيون في عام 2015 أن المسلمون من شينغيانغ يسافرون الى سورية والعراق للانضمام الى داعش، ويعودون الى وطنهم للمشاركة في مؤامرات ضد الحكم الشيوعي.
وصرحت السلطات في المنطقة الغربية انها تخطط لتعزيز حملة لمناهضة الارهاب والتطرف في المنطقة التي تعتبر موطن لأقلية اليوغور المسلمة، والذين يطالبون بدولتهم المستقلة، وأعربت الصين عن قلقها في وقت سابق حول صعود داعش، وأن هذا الصعود سيؤدي الى اضرابات وعنف في شينغيانغ حيث يسعى البعض لإقامة دولة مستقلة تسمى تركستان الشرقية.
وشهدت شينغيانغ موجات عنف متكررة مؤخرا، وتفيد الاقلية المسلمة هناك أنهم يتعرضون لقمع الحكومة الصينية، من جانبها اتهمت بكين المتشددين الاسلاميين والأجانب بحصول أعمال العنيف بسبب سعيهم لإنشاء دولة مستقلة في شينغيانغ، ولكنها لم تقدم أدلة كافية على ادعاءاتها وتجاهلت اجراء تحقيقات مستقلة.
وتدعي جماعة اليوغور أن الشرطة استخدمت القوة القاتلة دون تمييز ضد الشعب الذي احتج على سياسيات الحكومة في المنقطة، ووقعت الهجمات التي نسبت الى اليوغور في مناطق أخرى من البلاد أيضا، بما في ذلك اصطدام سيارة ببوابة تيانانمين في بكين في عام 2013 مسفرة عن مقتل خمسة أشخاص.
ويلجأ العديد من أفراد المجموعة الذين يتبعون تقليديا شكلا معتدلا من الاسلام الى ممارسات موجودة بكثيرة في السعودية وأفغانستان من بينها فرض النقاب على المرأة، وقد وضعت بعض المدن في شينغيانغ قيودا على الزي الاسلامي بما في ذلك العاصمة أورومتشي الذي يحظر فيها ارتداء الحجاب منذ اواخر العام الماضي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر