الرباط -المغرب اليوم
يشهد حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الموريتاني صراعا متنامياً لحسم "مرجعيته" التي تسبّبت في تفكك أواصر الصداقة بين الرئيسين الحالي والسابق، حيث تتجه أنظار المراقبين الموريتانيين إلى المؤتمر المزمع عقده في نهاية الأسبوع الجاري من أجل انتخاب قيادة جديدة للتنظيم السياسي الماسِك بزمام الرئاسة في "بلاد شنقيط".وما بين فوز محمد ولد الشيخ الغزواني بانتخابات رئاسة الجمهورية في الصيف الماضي، وعودة محمد ولد عبد العزيز إلى الواجهة السياسية في موريتانيا بعدما ظن الجميع أنه سيتوارى عن الأنظار، أحداث سياسية مختلفة فجّرت الصداقة التي جمعت بين الجنرالين السابقين في الجيش، كان أبرزها شروع الرئيس المُنتخب في تصفية إرث النظام السابق.
وعقد الجنرال محمد ولد عبد العزيز ندوة صحافية في الأيام الماضية اضطراريا بمنزله، عقب عدم قبول الفنادق استضافتها لغياب ترخيص مكتوب، حضرها قياديان فقط في الحزب الحاكم، أكد فيها استحقاقه لنيْل مرجعية الحزب بدعوى أنه مؤسسه.ولم يتضح بعد الموقف الرسمي للجنرال الغزواني بشأن الصراع حول حسم المرجعية، لكن التحرّكات التي يقوم بها تحمل مواقف مبطّنة؛ حيث شرع في لمّ شمل المعارضة التي كانت تنتقد الرئيس الأسبق، وبدأ يصفي التركة العسكرية لسلفه، ولم يُبد انحيازه الكلّي لجبهة البوليساريو مثلما كان الموقف الموريتاني في عهد ولد عبد العزيز.
وبخصوص موازين القوى في "الاتحاد من أجل الجمهورية"، قال عبد الله حافيظي السباعي، باحث في الشؤون الصحراوية الموريتانية، إن "كل أصدقاء الرئيس القديم انفضوا من حوله، حيث بات الحزب مع الرئيس الجديد"، مؤكدا أن "الحزب سيعتمد في المستقبل على التفافه وراء الرئيس الجديد ومناصرته في البرلمان، وكذلك تحقيق برنامجه الانتخابي".وأضاف حافيظي السباعي، في تصريح أدلى به أن "ولد الغزواني سيعمد بلا شك إلى حلّ البرلمان إذا ما أحسّ بأن الأغلبية لم تعد معه"، وزاد: "لقد حسم أمر المرجعية بشكل نهائي لصالح النظام الحالي، فإما أن يكون الحزب أداة في يد النظام الجديد، أو سيتم تهميشه وحله، لأن الأغلبية الحالية كانت تابعة برمتها للنظام القديم".
وتابع الباحث عينه بأن "الجميع يجزم أن الرئيس القديم خطط لوضع أغلبية كان ينوي السيطرة على النظام الجديد من خلالها، إلا أن الرياح جرت بما لم تشته سفنه؛ إذ بمجرد جلوس الرئيس الجديد على كرسي الرئاسة انفضت الأغلبية من حول الرئيس القديم".وفي تعليقه على الندوة الصحافية التي عقدها الرئيس الموريتاني الأسبق، قال حافيظي السباعي إن "ولد عبد العزيز اضطر إلى عقدها في قصره الذي بناه مؤخرا، ولم يحضرها إلا عدد قليل من الموالين والصحافيين"، مشيرا إلى أن "الجنرال ولد عبد العزيز خطّط لأن يكون بوتين موريتانيا، إلا أن الشعب الموريتاني رفض ذلك".
قد يهمك أيضًا :
العثماني يؤكد أن التعديل الحكومي المغربي الأخير يمهّد لتنزيل "اللاتمركز الإداري"
العثماني يؤكد أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على رأس أولوياته
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر