الدار البيضاء ـ جميلة عمر
أكَّد عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية خلال الاجتماع الأسبوعي للمجلس الحكومي الآخير في الرباط، أنَّه بالرغم من كل المجهودات الجبارة المبذولة لتسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين، فإن المغرب لن يقبل أن يتحمل العبء لوحده، ولن يسمح بأن تصبح أراضيه مرتعًا لأنشطة مهربي البشر، كما أنَّه لن يقبل يلعب دور الدركي في المنطقة.
وأشار لفتيت أنَّ المغرب مازال يدعو إلى تفعيل مبدأ المسؤولية المشتركة، ونهج مقاربة تضامنية مع مختلف الدول المعنية لمعالجة إشكالية الهجرة غير الشرعية، كما أنَّه يدعو الشركاء كافة إلى الارتقاء بمستويات التفاعل والتواصل لتحقيق الأهداف المرجوة.
وأوضح لفتيت بأن المغرب تبنى منذ سنة 2013، استراتيجية وطنية جديدة للهجرة واللجوء ذات أبعاد إنسانية وتضامنية، مبرزًا أنَّه تم إجراء عمليتين لتسوية الوضعية القانونية والإدارية للمهاجرين غير الشرعيين خلال سنتي 2014 و2017، أسفرتا عن تسوية ما يناهز 50 ألف مواطن أجنبي، من ضمنهم 90 في المائة ينحدرون من دول إفريقية، بالإضافة إلى الشقين القانوني والإداري لعمليات التسوية هاته، وفرت المملكة مجموعة من الخدمات الاجتماعية الأساسية للمهاجرين، منها السكن، والصحة، والتعليم، والتكوين المهني، وذلك بهدف تيسير اندماجهم في المجتمع المغربي.
وأضاف لفتيت أنَّه بالموازاة مع ذلك، عملت المملكة، بتنسيق تام مع التمثيليات الدبلوماسية للبلدان المعنية والمنظمة الدولية للهجرة، على ضمان الرجوع الطوعي للمهاجرين الراغبين في العودة إلى بلدانهم الأصلية في ظروف تصون كرامتهم وحقوقهم، حيث بلغ عدد المستفيدين من برنامج العودة الطوعية، منذ سنة 2004، أزيد من 22 ألف مهاجر، من بينهم أكثر من 1400 شخصًأ ضمن سنة 2018 .
وأشار المسؤول الحكومي أنَّه رغم هذا الانفتاح والتعاطي الإيجابي مع ملف الهجرة، تم تسجيل حالات معدودة لعدم تجاوب مهاجرين غير شرعيين مع كل المبادرات المقترحة في سياق الاستراتيجية الوطنية للهجرة، حيث ظل هاجسها الوحيد هو العبور إلى الدول الأوربية بشتى الوسائل.
وتابع المسؤول أنَّه انسجامًا مع مسؤوليات المملكة في التصدي المتواصل لكل أشكال الجريمة المنظمة، تمكنت المصالح الأمنية المغربية في إطار القوانين الجاري بها العمل، خلال سنة 2018، من إحباط أزيد من 54 ألف محاولة للهجرة غير القانونية، وتفكيك 74 شبكة إجرامية تنشط في مجال التهريب والاتجار بالبشر، وحجز أزيد من 1900 آلية تستعمل في مجال تهريب البشر "زوارق مطاطية، دراجات مائية، محركات مستعملة في الإبحار".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر