أطلقت روسيا وابلاً من الصواريخ على العاصمة الأوكرانية كييف، قبل ساعات من عودة آلاف الأطفال إلى المدارس في اليوم الأول من العام الدراسي.
وقال رئيس البلدية، فيتالي كليتشكو، إن محطة لمعالجة المياه ومدخل محطة مترو تستخدم كملجأ تعرضا للقصف، كما لحقت أضرار بمدرستين وجامعة.
ووفقا للجيش الأوكراني، دمرت القوات الجوية 22 صاروخ كروز وصاروخاً باليستياً جوياً.
وتقول السلطات المحلية إن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح جراء حطام الصواريخ المدمرة.
بالنسبة لتلاميذ المدارس في جميع أنحاء العاصمة، تزامن قصف يوم الاثنين مع اليوم الأول من العام الدراسي، وهو يوم احتفال في أوكرانيا.
وحاول المعلمون وأولياء الأمور الحفاظ على مظاهر الحياة الطبيعية، مع تشغيل الموسيقى بينما تم الترحيب بالطلاب المبتسمين بباقات الزهور.
وقالت إحدى الأمهات، التي اختبأت مع ابنتها في المنزل أثناء الهجوم الصاروخي قبل اصطحابها إلى المدرسة، إنهم يظهرون مرة أخرى "أن هذه الأمة لا تقهر".
وقالت لبي: "الأطفال يبتسمون، ولكن يمكنك رؤية الضغط على وجوه معلميهم الذين يحملون هذا العبء، أنا ممتن جداً لهم على كل ما فعلوه لجعلها عطلة حقيقية للأطفال."
بالنسبة لييفينيا البالغة من العمر 33 عاماً، والتي كانت تصطحب ابنتها البالغة من العمر ست سنوات إلى المدرسة للمرة الأولى، كان اليوم محاطاً بالخوف.
ووصفت ييفينيا، حالتها لوكالة رويترز للأنباء بالقول إن: "يداها كانت ترتجفان".
وتقول "بدأت رائحة الدخان تفوح من شقتنا، لكننا لا نزال نريد الذهاب إلى المدرسة، أليس كذلك؟ قالت لابنتها ذلك الصباح: "نحن أوكرانيون".
وقالت ألينا، وهي طالبة في الجامعة التي تعرضت لضرر جراء الصورايخ الروسية، للتلفزيون الأوكراني إنها "بدأت بالصراخ" عندما انطلق إنذار الغارة الجوية، وركض الجميع إلى الملجأ الموجود في سكنهم الجامعي.
واستمر دوي صفارات الإنذار لمدة ساعتين تقريباً خلال الهجوم، قبل أن يعتبر الجيش السماء صافية.
وقالت ألينا: "كنا خائفين للغاية"، وأضافت أنهم رأوا حريقاً بعد سماع أصوات الانفجارات.
وفي أعقاب الهجوم، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأول من الدراسة بأنه "أحد أهم أيام السنة" للأطفال وأسرهم ومعلميهم.
وقال عبر قناته على تطبيق تليغرام: "جميع مدارسنا وجميع مؤسسات التعليم العالي التي تعمل اليوم هي دليل على صمود شعبنا وقوة أوكرانيا".
وتم وضع أوكرانيا بأكملها في حالة تأهب لعدة ساعات، وقالت بولندا، الدولة المجاورة والعضو في حلف شمال الأطلسي، إنها نشرت طائراتها وطائرات الحلفاء لتأمين مجالها الجوي خلال الضربات الروسية.
تقدمت القوات الروسية الشهر الماضي على مساحة 477 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية، وهي أكبر زيادة شهرية لموسكو منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، وفقا لبيانات معهد دراسة الحرب والتي حللتها وكالة فرانس برس.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قواته لم تتقدم "بمثل هذه الوتيرة" في دونباس "منذ فترة طويلة" وإنها تسيطر على عدة كيلومترات مربعة من الأراضي يومياً.
وفي الوقت نفسه، في منطقة كورسك الروسية - حيث شنت أوكرانيا توغلاً مفاجئاً في 6 أغسطس/آب الماضي - تباطأ التقدم حيث ادعت كييف مؤخراً أنها تسيطر على 1294 كيلومتراً مربعاً (500 ميل مربع) من الأراضي، بما في ذلك 100 مستوطنة.
وأضافت أنه تم أيضاً أسر نحو 600 جندي روسي.
لكن الرئيس بوتين - الذي كان يتحدث إلى الأطفال الذين يبدأون عامهم الدراسي الجديد - قال إن هذا لن يردع تقدم قواته إلى شرق أوكرانيا، مدعياً أنهم يتقدمون بأسرع معدل منذ "فترة طويلة".
وقال "كانوا يقدرون أنهم سيوقفون تحركاتنا الهجومية في أجزاء رئيسية من دونباس، النتيجة معروفة، لم ينجحوا في وقف تقدمنا".
وأشار بعض المنتقدين في أوكرانيا إلى أن التوغل في كورسك أدى إلى تحويل القوات المتمرسة عن خط المواجهة في دونباس في لحظة حرجة.
ومع ذلك، دافع الرئيس زيلينسكي عن الهجوم يوم الاثنين، قائلا إنه يسير "وفقا للخطة"، مضيفاًأن الهجوم قد يخفف الضغط على الجبهة الشرقية.
قد يُهمك ايضـــــًا :
أميركا تتوقع إن روسيا ستشّن هجوماً مضاداً لمُحاولة إستعادة الأراضي التي سيطرت عليها أوكرانيا
أوكرانيا تُؤكد أن عملية كورسك أعادت التوازن في ميزان الحرب ضد روسيا وهدفها الدفاع عن النفس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر