تعز تتعرض لأبشع الجرائم وسط حصار ميليشيات الحوثيين واتساع رقعة المعارك
آخر تحديث GMT 00:18:47
المغرب اليوم -

منع وكيل الأمم المتحدة من زيارة المدينة ووزير الخارجية اليمني يطالب بالتدخل الدولي

تعز تتعرض لأبشع الجرائم وسط حصار ميليشيات "الحوثيين" واتساع رقعة المعارك

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعز تتعرض لأبشع الجرائم وسط حصار ميليشيات

مواجهات بين سكان مدينة تعز والحوثيين
تعز - حسام الخرباش

تعاني تعز، أكبر المحافظات اليمنية، من أوضاع خطيرة، نتيجة اتساع رقعة المعارك المستمرة، منذ عامين، وحصار جماعة "الحوثيين" لقرى ومدن المحافظة، إضافة إلى القصف العشوائي، الذي تتعرض له تعز من الجماعات المتطرفة، وحركة النزوح الكبيرة، وتوقف الخدمات ومعظم المستشفيات.

وتفتقر تعز لتواجد المياه، بسبب توقف مؤسسة "المياه الحكومية"، نتيجة الحرب، إضافة إلى انقطاع الكهرباء، منذ اندلاع المعارك، ويعاني الأهالي من الحصول على متطلبات العيش الرئيسية والخدمات الطبية، لتصل إلى حد الصراع مع الموت جوعًا كل يوم. وفرض "الحوثيون" حصارًا خانقًا على المدينة بداية الحرب، ومنعوا دخول الغذاء والأدوية والمياه، بينما تمكنت القوات الحكومية من فك شريان لدخول الغذاء والدواء للمدينة من الجهة الغربية بسيطرتها على منطقة الضباب، أواخر العام الماضي، وتربط منطقة الضباب المدينة بالمديريات الجنوبية، التي تمتلك طريق يربط تعز بالمحافظات الجنوبية، التي تسيطر عليها سلطات الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي، وانتقلت مليشيات الحوثيين بعد ذلك لحصار القرى والمديريات بالأطراف في ظل استمرارها في قصف المدينة.

وسيطرت القوات الموالية للحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، قبل أسابيع على تبيشعة في بلاد الوافي، التابعة لمديرية جبل حبشي غرب تعز، ومارست المليشيات، انتهاكات جسيمة في حق سكان تبيشعة، وهجرت المئات منهم وفجرت عددًا من المنازل.

وأكد المدير التنفيذي لمركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، نشوان الجلدوي، أن مليشيات الحوثيين، خلال سيطرتها على تبيشعة غرب تعز، فجرت 6 منازل، فيما تعرضت 5 بيوت أخرى لتدمير جزئي، وهجرت 250 أسرة، بينها أسر نزحت إلى قرى مجاورة، فيما وصل بعض المهجرين إلى مدينة تعز، واستقر جزء منهم في مدرستي اليرموك و26 سبتمبر، والجزء الآخر في مراكز إيوائية في أحياء عقاقة وبير باشا والدحي والضباب، مشيرًا إلى أن الأسر تركت المواشي والأراضي، التي كانت تزرعها، وذلك يعدّ مصدر عيش أساسي للحياة البسيطة في ريف تبيشعة.

وأشار الجلدوي، إلى أن مليشيات الحوثيين، تحاصر قرى جبل حبشي غير الخاضعة، لسيطرتها العسكرية، وأغلقت المنافذ والطرقات المؤدية لقرى جبل حبشي المكتظة بالسكان، ويحصل السكان على الغذاء بأسعار مضاعفة، نتيجة الحصار ووصول الغذاء عبر طرق شاقة ووعرة، ويحيطها خطر القصف والقنص، وأصبح سكان تلك القرى في وضع إنساني حرج جدًا.

ولفت إلى أن الميليشيات مارست أبشع الانتهاكات، وتعمدت حصار المدينة وقراها، وتفجير منازل من يعارضونها، في ظل الاعتقالات الخارجة عن القانون، وتعذيب المعتقلين في انتهاك واضح، في حق القانون الدولي والقوانين اليمنية والأعراف، مبيّنًا أن مليشيات الحوثيين صادرت كميات كبيرة من المساعدات الغذائية والطبية التي كانت في طريقها إلى تعز، ومقدمة من منظمات دولية وإقليمية منذ بداية الحرب، وتعمدت سياسة الحصار الذي يستهدف المدنيين الأبرياء، وقصف الأحياء السكنية المدنية بصواريخ الكاتيوشا، وقذائف الهاون والمدفعية، إضافة إلى تعمّد استهداف المدنيين بالأسلحة الثقيلة والقناصة.

وأوضح الجلدوي أنه في يناير / كانون الثاني الماضي، قتل 142 شخصًا، وجرح 477 آخرين، بينهم نساء وأطفال، جراء القصف العشوائي من قبل مليشيات "صالح" و"الحوثيين" على الأحياء السكنية في تعز، وقُتل 23 طفلًا، وجُرح 62 آخرين، وقتلت ثماني نساء، وأصيبت 18 أخريات. وبلغ عدد قتلى الرجال 111 شخصًا، إضافة إلى إصابة 397 آخرين، وكانت أغلب الإصابات خطرة.

وعبر عن خيبة أمله من تجاهل المنظمات الدولية لهذه الانتهاكات والوضع الإنساني في تعز، مطالبًا المنظمات الدولية والأمم المتحدة بالالتفات إلى ما تقوم به مليشيات الحوثي في تعز، من انتهاكات وجرائم حرب لا ينبغي كف أبصار العالم عنها، فالسكوت عنها بمثابة دعمها وتشريع تكرارها واستمرارها بحق الأبرياء.

وبيّن الناشط فواز الوافي، وهو أحد أبناء مديرية جبل حبشي، أن المديرية تتكون من 106 قرية، ويبلغ عدد سكانها نحو 161025 نسمة، ونزح إليها حين كانت آمنه نحو 40 ألف مدني، ويقدر عدد المتواجدين فيها نازحين، وسكان بنحو 200 ألف مدني. وأكد أن جميع قرى جبل حبشي، أصبحت تعاني من انتهاكات الحوثيين، والقصف والحصار المتعمد والجماعي والاعتقالات، وذلك من خلال سيطرت مليشيات الحوثي على منافذ جبل حبشي، وتوغلها في بعض القرى مثل تبيشعة.

وكشف أن المخزون الغذائي والأدوية في جبل حبشي على وشك النفاد، ويعرض ذلك عشرات الألاف من الأبرياء للمجاعة والموت جوعًا أو مرضًا، وتمنع مليشيات الحوثيين، دخول الغذاء والأدوية، وتعتقل عددًا كبيرًا من المدنيين في المنافذ، وتخفيهم من دون وجود اتهامات لهم، كما أن المدنيين لا يحملون السلاح، منوهًا أن القرى القريبة من مواقع الحوثيين تتعرض للقصف المدفعي، وقصف الرشاشات الثقيلة، بينما القرى البعيدة من مواقع الحوثيين تُستهدف بصواريخ الكاتيوشا، وتحولت الحياة لجحيم.

وأردف الوافي أن هناك طرق وعرة وخطرة، يقوم السكان من خلالها، بنقل ما يمكن من غذاء، وتتعرض هذه الطرقات لاستهداف مباشر، لافتًا إلى أن أسعار المواد الغذائية، تضاعفت بسبب شحة المخزون الغذائي في المديرية. وأشار الوافي إلى أن السكان المتواجدين في جبل حبشي، معظمهم في منازلهم ولا يريدون النزوح كونهم لا يمتلكون المال والسكن، خارج قراهم وحياتهم الريفية البسيطة، وتعتمد على الزراعة التي اقترب موعدها والمواشي، وخروجهم من قراهم أشبه بخروج السمك من الماء، ومن نزحوا يعيشون في أوضاع إنسانية قاسية للغاية. ولفت إلى أن هناك حركة نزوح من القرى التي تتعرض لقصف عنيف إلى القرى الأقل تعرضًا للقصف، وسكن النازحين مدارس ومنازل مهجورة، وبعضهم سكن العراء.

ودعا الوافي المنظمات الدولية إلى النزول ميدانيًا لقرى جبل حبشي، وإنقاذ عشرات الألاف من المدنيين من المجاعة، موكدًا أن موسم الزراعة من المفترض أن يحضر له سكان جبل حبشي، من هذه الأيام بتجهيز الأرض وحرثها، كون الأمطار على الأبواب، واستمرار هذا الوضع سيمنع السكان من زراعة الحبوب، التي تمثل مصدرًا رئيسيًا للعيش هناك، وهذا سيخلف جوع مداه عام باعتبار الأمر يمثل نحو50% من مصادر عيش السكان.

ولم يتمكن ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من دخول مدينة تعز اليمنية، بعد محاصرة موكبه من قبل الحوثيين، وتعرض الموكب إلى إطلاق نار، ما دفعه إلى العدول عن فكرة دخول المدينة.

وأكدت المصادر أن "الحوثيين" في منفذي حذران وغراب، غرب المدينة، افتعلوا معركة هناك، من أجل إيهام وفد الأمم المتحدة بوجود قتال ضد القوات الحكومية اليمنية، مشيرًا إلى الميليشيات بررت منع دخوله بـ "الخوف على سلامته".

وأعلن مصدر في الأمم المتحدة، أن تأجيل تنقل موكب أوبراين في منطقة النزاع المسلح، كان "لأسباب أمنية". وقائلًا "إنه عدل عن زيارة تعز في نهاية الأمر، وأن أوبراين كان يخطط ليتوجه إلى محافظة إب وسط اليمن، حيث كان ينوي زيارة مدرسة استضافت نازحين من ميناء المخا على ساحل البحر الأحمر في محافظة تعز. وكان من المفترض أن تأتي زيارة المسؤول الأممي إلى تعز، بناءً على دعوة موجهة له من محافظ تعز علي المعمري، للاطلاع على الأوضاع الإنسانية وما يعانيه سكان المدينة والقرى المحيطة بها من حصار وتهجير من قبل الحوثيين.

وقال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، إن ما تعرض له وكيل الأمين العام للأمم المتحدة استيفن أوبراين في تعز، من قبل مليشيات الحوثيين وصالح، لمنعه من زيارة المدينة يكشف حجم معاناة تعز وما تعيشه. وأضاف في تغريدات على صفحته على "تويتر"، أن الانقلابين يكشفون كل يوم عن وجههم الاجرامي المستهين بالمجتمع الدولي، والقضايا الإنسانية وهو ما تكشف اليوم بمنع السيد استيفن أوبراين من دخول تعز. وأكد "المخلافي" أن إطلاق النار على موكب أوبراين، وإشعال معركة من قبل المليشيات لمنعه من زيارة تعز، تقتضي موقف قوي منه ومن الأمم المتحدة، وتفضح مواقف جيمي ماكغولدريك.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعز تتعرض لأبشع الجرائم وسط حصار ميليشيات الحوثيين واتساع رقعة المعارك تعز تتعرض لأبشع الجرائم وسط حصار ميليشيات الحوثيين واتساع رقعة المعارك



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib