الدار البيضاء - جميلة عمر
أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة، على تدشين المركز الصحي "9 يوليو"، في اطار النصف الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة في الدار البيضاء، باستثمار إجمالي قدره 11.6 مليون درهم.
وزار الملك محمد السادس المعبد اليهودي "التدغي" وضريح "سيدي علال القرواني"، الموقعين المتميّزين بهويتهما المعمارية، التراثية والتاريخية القوية، واللذان خضعا إلى أشغال ترميم كلّفت استثمارات بقيمة 3,1 مليون درهم، وتحمل مختلف هذه المشاريع في طياتها طموحا جديدا بالنسبة للمدينة القديمة، تماشيًا مع ما يتوقّعه السكّان في المجال الثقافي والسوسيو- اقتصادي والعمراني، بهدف تحسين الظروف المعيشية، والارتقاء بجمالية المشهد الحضاري للمدينة، والحفاظ على موروثها التاريخي.
وتهدف المشاريع المنفّذة إلى تحسين الخدمات الأساسية للسكان، والنهوض بقطاع الصناعة التقليدية، وتثمين الموروث الثقافي، التاريخي والمعماري للمدينة القديمة للدار البيضاء، وسيمكّن مشروع إعادة بناء المركز الصحي "9 يوليو" من تعزيز الموقف الصحي على مستوى المدينة القديمة، وذلك من خلال تعزيز الجهود المتعلقة بتشخيص الأمراض المزمنة والتحسيس والوقاية، ويشتمل المركز في مستواه الثاني، على قاعات للفحص بينها "الطب العام، صحة "الأم والطفل"، طب الأسنان، طب العيون، طب الكلي وطب الغدد، وطب القلب والشرايين، وتشخيص سرطان الثدي وعنق الرحم" إلى جانب مختبر، وصيدلية، وقاعات للعلاجات والطوارئ.
وتساهم "دار النسيج"، المخصصة للصناعة التقليدية، في الحفاظ على مهن النسيج، والنهوض بالمنتوجات المحلية للصناعة التقليدية، ودعم تنظيم وهيكلة القطاع، وسيستفيد شباب المدينة القديمة من خلال هذا المشروع، الذي يشتمل على ورشات لإنتاج وعرض منتوجات النسيج، من تأهيل مهني يتلاءم مع الواقع السوسيو- اقتصادي لقطاع الصناعة التقليدية، لاسيما عبر نمط التدريب بالتدرج، أما مشروع تأهيل المعبد اليهودي "التدغي"، فيعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك محمد السادس، للموروث الثقافي والروحي للطائفة اليهودية المغربية، وعزمه على صيانة غنى وتنوع المكونات الروحية للمملكة المغربية وموروثها الأصيل، وهم هذا المشروع على جعل الأماكن الخاصة بالعبادة فضاءات للحوار الثقافي وتجديد القيم المؤسسة للحضارة المغربية، ترميم بناية المعبد وفق النمط الأصلي، وإنجاز تجهيزات جمالية، وبناء متحف "الملاح" المجاور للمعبد، والذي تعرض فيه لوحات تجسد تاريخ الديانة اليهودية بالمغرب
ويندرج مشروع ترميم ضريح "سيدي علال القرواني" في إطار اهتمام العاهل المغربي للشأن الديني بصفة عامة، وأماكن العبادة على وجه الخصوص، حيث هم هذا المشروع إعادة تأهيل الضريح، وقاعة الصلاة، ومختلف المرافق، وأشرف الملك محمد السادس على التسليم الرمزي لمفاتيح 16 دراجة- طاكسي لرئيس تعاونية "المدينة القديمة"، المسيرة لهذه الدراجات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي ستستعمل في الجولات السياحية داخل المدينة القديمة للدار البيضاء، وتنسجم مختلف هذه المشاريع، مع المخطط الملكي الكبير لتنمية الدار البيضاء، والذي يهدف إلى إيجاد شروط تنمية متناغمة ومستدامة، من خلال تحسين ظروف عيش السكّان، وتعزيز الخدمات والبنيات التحتية الأساسية، وتقديم المدينة كوجهة سياحية لا محيد عنها، وستتيح مشاريع الحفاظ على ذاكرة المدينة القديمة، والانفتاح على محيطها وتعزيز والمحافظة على إطار عيش ملائم والانخراط الفاعل في التطور التنموي المتسارع الذي تشهده حاضرة الدار البيضاء.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر