،كشف رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن القوات المتبقية في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة لا تزال تقاتل وستواصل تحدي الإنذار الروسي لهم بالاستسلام.
وأكد شميهال أن "المدينة لم تسقط".
ووجهت روسيا إنذارا نهائيا لآخر المدافعين الأوكرانيين عن ماريوبول مطالبة بإخلاء الميناء الاستراتيجي الذي سيشكل الاستيلاء عليه انتصارا مهما لموسكو.
وكرر مسؤولون أوكرانيون آخرون نفس الرسالة. وقال النائب الأوكراني أوليكسي جونشارينكو لبي بي سي في وقت سابق إنه تحدث إلى جنود في ماريوبول وأنهم "سيقاتلون حتى النهاية".
وقال بيترو أندريوتشينك، وهو مستشار لعمدة ماريوبول، على تطبيق تيليغرام للرسائل إنه وعلى الرغم من "ممر الاستسلام" الذي حددته روسيا "للقوات الباقية في المدينة"، إلا أن "مقاتلينا ما زالوا صامدين في خطوط دفاعهم".
وأضاف أندريوتشينكو أن الأعمال العدائية من جانب روسيا غير محدودة بمصنع "أزوفستال" للفولاذ، الذي تفيد الأنباء بوجود الجنود الأوكرانيين فيه.
وقال: "خلال القتال، قصف المحتلون منازل سكنية بالمدفعية الثقيلة مجدداً".
وقد أقرّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع في مدينة ماريوبول خطير للغاية وأن القوات الأوكرانية أصبحت تسيطر على جزء صغير فقط من المدينة، لكنه قال إن حكومته على اتصال يومي مع المدافعين عن المدينة.
وجاء كلامه بعد تقارير أفادت بأن روسيا منحت المقاتلين الأوكرانيين في ماريوبول مهلة ساعات لإلقاء أسلحتهم مقابل ضمان سلامتهم.
وأكدت وكالة أنباء تاس الروسية أن جنرالا في الجيش الروسي قُتل في الحرب في أوكرانيا. وأشارت الوكالة إلى أن الجنرال فلاديمير بتروفيتش فرولوف، القائدة المعاون للجيش الثامن الروسي سقط أثناء عمليات في إطار الغزو الروسي.
ولم يتطرق زيلينسكي إلى مزاعم روسيا بأن جيشها طرد جميع مقاتلي القوات الأوكرانية في المدينة الساحلية المحاصرة تقريبا، باستثناء أولئك الصامدين داخل مصنع آزوفستال، وهو مصنع ضخم للحديد والفولاذ في ضواحي المدينة.
وأكد الرئيس الأوكراني على أن حكومته على اتصال يومي بالمقاتلين هناك.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إن نحو 2500 جندي أوكراني كانوا داخل المصنع، وقد منعت القوات الروسية خروجهم، بحسب وكالة الأنباء الروسية تاس.
ولم يتم التأكد بشكل مستقل من هذه التقارير.
وعرضت روسيا إنقاذ أرواح الجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون في مدينة ماريوبول الساحلية الرئيسية، بشرط أن يلقوا أسلحتهم يوم الأحد.
وقالت الحكومة الروسية إن الجنود الأوكرانيين و من وصفتهم بـ "المرتزقة الأجانب" الذين ما زالوا يقاتلون في ماريوبول، والتي تقول روسيا إنها سيطرت عليها تقريبا، يمكن أن يلقوا أسلحتهم بين الساعة 06:00 و13:00 من يوم الأحد بتوقيت موسكو وستكون سلامتهم مضمونة.
وأضافت أن من يفعلون ذلك سيعاملون بما يتماشى مع اتفاقية جنيف بشأن أسرى الحرب.
ولم يذكر البيان ما سيحدث لأي جندي يرفض وقف القتال، وقال إن العرض قدم "على أساس مبادئ إنسانية بحتة".
وتقول روسيا إن القوات الأوكرانية الوحيدة المتبقية في المدينة موجودة في منطقة صغيرة حول منطقة مصانع الصلب في آزوفستال.
مقتل قادة في الجيش الروسي
قال مسؤولون روس، السبت، إن نائب قائد اللواء الثامن للجيش، الجنرال فلاديمير فرولوف، قتل في المعارك في أوكرانيا.
أكد ألكسندر بيغلوف، حاكم ولاية سان بطرسبرغ، أن "فلاديمير بتروفيتش فرولوف مات ميتة الأبطال أثناء المعركة مع القوميين الأوكرانيين".
وأضاف حاكم بطرسبرغ أن فرولوف "ضحى بحياته حتى لا يسمع الأطفال والنساء والشيوخ في دونباس دوي انفجارات ثانية. لنتوقف في انتظار الموت ونغادر الوطن، ولنقل وداعا كما لو كانت المرة الأخيرة".
رغم ذلك، تشير تقارير إلى أن أغلب القصف الذي يشهده إقليم دونباس المتنازع عليه يأتي من جانب القوات الروسية.
ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، لقي عدد من الجنرالات وضباط من رتب عليا في الجيش الروسي مصرعهم رغم أنه من غير المعتاد أن يعرض هؤلاء الضباط الكبار أنفسهم للخطر بالاقتراب من أرض المعركة.
وترجح مصادر غربية أن هؤلاء القادة العسكريون أٌقدموا على ذلك بهدف السيطرة على العمليات العسكرية التي تعثرت في بعض المناطق.
"ستبث باستمرار" تفاصيل العرض الذي تقدمه للجنود الذين ما زالوا في أزوفستال كل 30 دقيقة طوال الليل.
كما شجعت القوات على عدم انتظار الإذن بالاستسلام من كييف، واتخاذ القرار بأنفسهم.
وكان الرئيس زيلينسكي قد حذر في وقت سابق، من أن "القضاء" على المقاتلين المتبقين في ماريوبول سيضع حدا للمحادثات مع روسيا.
وفي غضون ذلك، قال زعيم محلي إن القصف عطل الإخلاء من المنطقة الشرقية.
وتم إجلاء 1449 شخصا من المدن الأوكرانية عبر ممرات إنسانية يوم السبت، بحسب ما أعلنت أوكرانيا، لكن زعيما محليا أكد ان القصف الروسي لإحدى المدن أوقف هذه الأرقام عن الارتفاع.
وقال سيرهي هايداي، حاكم منطقة لوهانسك الشرقية، إن روسيا انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار بفتح النار في وسط مدينة ليسيتشانسك.
وقد دفع ذلك السكان المحليين إلى البحث عن الأمان في أقبيتهم وعدم محاولة الخروج في رحلات الإجلاء المخطط لها.
واستمرت عمليات الإجلاء من البلدات والمدن الأخرى؛ وتم إجلاء 42 شخصا من سيفيرودونيتسك، على بعد 11 كم من ليسيتشانسك و11 شخصا من منطقة روبيجني على بعد 21 كم إلى الشمال.
وأعلن كيريلو تيموشينكو، نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، عن العدد الإجمالي لمجموع عمليات الإجلاء من جميع أنحاء البلاد والتي بلغت 1149. إلا أن هذا كان أقل مما أعلنته كييف في أيام سابقة عدة.
وواصلت روسيا توجيه ضربات جوية جديدة إلى المدن الأوكرانية، إذ هزت انفجارات كل من مدينتي كييف ولفيف.
وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، إن شخصا قتل وأصيب عدد آخر في العاصمة، كما حذر السكان من العودة إلى المدينة بسبب مخاوف من وقوع مزيد من الهجمات.
وأشار مسؤولون إلى انه تم الإبلاغ عن انفجارات أيضا في مدينة لفيف الغربية، حيث ورد أن الدفاعات الجوية الأوكرانية دمرت أربعة صواريخ كروز روسية.
قد يهمك ايضا :
موفد RT يتعرض لقصف قرب منزل الأديب "غوغول" في ماريوبول
ماريوبول تقاوم القوات الروسية وما نشر عن نفاذ الذخيرة الاوكرانية كان غير صحيح
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر