الدار البيضاء - جميلة عمر
عاد المهدي، من تجربة قاسية كان ينوي من خلالها التسلل مع رفاقه المغاربة، الذين ما زالوا عالقين في بلدان البلقان، إلى إحدى الدول الأوروبية، أو الفردوس الذي طالما حلم به الشباب، فيما وصلت نفقات الرحلة إلى 7000 يورو لاجتياز مقدونيا عبر الاستعانة بخدمات مهربين.
يحكي المهدي، 24 سنة، الذي سبق أن سافر تركيا عبر رحلة منظمة معية رفاقه، وللمرة الأولى يركب أمواج المغامرة ، لكنه وبعد وصوله إلى تركيا بدأت رحلة لن ينساها ركب من خلالها أمواج المغامرة والتقى.
وخرج المهدي مع 50 مهاجرًا سريًّا من مختلف الأجناس، واتجهوا نحو اليونان ، وبعد نجاح الخطة الأولى انتقلوا إلى الحدود النمساوية يوم 20 أيلول/ سبتمبر، كانوا يتنقلون وسط منظر جمده البرد وغطته قشرة رقيقة من الثلج، لكن في الحدود النمساوية، تعرض للإبعاد قبل ساعات ويكرر محاولة التوجه إليها، ويحمله البرد على أن يمشي متثاقلًا بحذائيه الرياضيين القماشيين.
وما زال باقي رفاقه عالقين في بلدان البلقان رافضين العودة إلى الوراء، مؤكدين أنهم أنفقوا مبالغ طائلة للوصول إلى هذا المكان ، ووصلت نفقات الرحلة إلى 7000 يورو لاجتياز مقدونيا عبر الاستعانة بخدمات مهربين، ازدهرت أعمالهم منذ بدء عملية انتقاء المهاجرين على هذه الحدود.
ويرافق عناصر الحماية المدنية السلوفينية وجنود الأشخاص المتوجهين نحو مركز سبيدفيلد (النمسا). وتمضي أيامهم على وتيرة وصول القطارات التي تنقل المهاجرين من كرواتيا، في الجنوب، أي حوالى 900 شخص يوميًّا حتى الآن.
ووسط مجموعة اخرى تضم عشرات الرجال في مركز سنتيليي السلوفيني نفسه، سيقول مهاجرون من المغرب والجزائر، في وقت لاحق لوكالة "فرانس برس"، إن بعضا منهم تعرض على الحدود النمساوية للإبعاد "ثلاث مرات"، والبعض الآخر "خمس مرات" في الايام السابقة، فتعددت رحلات الذهاب والإياب بين الحدودين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر