الرباط - سناء بنصالح
أكدذ الملك محمد السادس أن الصداقة التي تربط بين المغرب وفرنسا، "ينبغي أن تكون قادرة على التجدد باستمرار، لتواكب التطورات التي يعيشها كل بلد"، وأضاف في الخطاب الذي وجهه بمناسبة تخليد الذكرى الستين لاتفاقيات لاسيل سان كلو، والذي تلاه الأمير مولاي رشيد أن تخليد هذه الذكرى تعد لحظة من اللحظات، التي طبعت تاريخ البلدين الغني، وأبرزت خصوصية الروابط القوية التي تجمع بينهما، وأن انخراط المغرب مع فرنسا في مسار مشترك، هدفه بالأساس تحسيس الأجيال الصاعدة بمخاطر التطرف، من أجل نشر مذهب الوسطية والابتعاد عن كل أشكال الغلو حسب وكالات رسمية.
وذكر ملك المغرب في المناسبة التي دعيت لها العديد من الشخصيات ضمنها مقاولون، وفنانون،ومثقفون، من اللذين يسهمون في النهوض بالعلاقات بين فرنسا والمغرب، بأن الروابط المتميزة، التي تجمع بين المغرب وفرنسا على مر التاريخ المشترك، ليست مجرد إرث أخذ عن الأسلاف، وإنما هو حقيقة حية وأمل في مستقبل واعد، وأن الصداقة التي تربط بين المغرب وفرنسا، ينبغي أن تكون قادرة على التجدد باستمرار، لتواكب التطورات التي يعيشها كل بلد، ولنتمكن سويا من رفع تحديات القرن الحادي والعشرين، كما يجب على المغرب وفرنسا الاستمرار في السير قدما، مع استثمار ذكائهما الجماعي، لإيجاد حلول مبتكرة للإشكاليات الكبرى، التي تسائل المجتمع الدولي.
وأوضح ملك المغرب أيضًا تمكن رجال من طينة خاصة، مغاربة وفرنسيون، وبفضل الرؤية الحكيمة والمواقف الرصينة والرزينة لمغفور له الملك محمد الخامس، من طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين المغرب وفرنسا.
وأضاف أنه انطلاقا من هذه العلاقة المبنية على الثقة المتبادلة، يمكن للبلدين أن يتطلعا لإطلاق مبادرات مشتركة حول قضايا على نفس الدرجة من الحساسية، كمبادرة العيش المشترك، والانشغالات المتنامية المرتبطة بالمشاكل التي يعيشها المهاجرون في أوروبا.
وشدد العاهل المغربي أيضًا على أن على المغرب وفرنسا يشكلا النواة الصلبة والمحرك الأساس، لبناء فضاء أورو-متوسطي مستقر، متضامن ومزدهر.
يُشار إلى أنه تم في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 1955 التوقيع على اتفاقات لاسيل سان كلو التي وضعت حدًا لمنفى المغفور له محمد الخامس، وبدء مسلسل الانتقال نحو استقلال المغرب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر