أعلنت, السلطات التونسية، عن إغلاق الحدود التونسية مع ليبيا، وذلك عقب المواجهات الدامية التي دارت في مدينة بنقردان الحدودية، وأسفرت عن مقتل (45) شخصًا, من بينهم (28) مسلحًا و(4) مدنيين وإصابة العشرات بجروح وإعتقال (6) آخرين.
وأكدت, مصادر من مدينة بن قردان، وفقًا لمراسلنا، أن الفرق المختصة في مكافحة الإرهاب من مختلف الأجهزة الأمنية للحرس والجيش التونسي تحاصر آخر مجموعة من المسلحين، الذين هربوا من مسرح المواجهات وسط مدينة بن قردان إلى منزل تعود ملكيته إلى أحد المتطرفين التي يتم البحث عنهم في بن قردان.
وسبق وأن, أعلنت وزارة الداخلية التونسية فرض حظر تجوال ليلي في بن قردان (جنوب شرق) بعدما هاجم مسلحون بشكل متزامن ثكنة عسكرية, ومركزي أمن في المدينة الحدودية مع ليبيا الغارقة في الفوضى.
وقالت الوزارة في بيان لها تلقت "العرب اليوم" نسخةً عنه: "تقرّر فرض حظر التجوّل على الأشخاص والعربات في مدينة بن قردان من ولاية مدنين إعتبارا من اليوم (7) آذار/مارس 2016 بداية من الساعة السابعة مساءً (18,00 ت غ) إلى الساعة الخامسة صباحا (4,00 ت غ)" مُحذرةً بأن "كل مخالفة لهذا القرار تُعرّض مرتكبها إلى الخطر والتتبعات القانونية".
وأعلنت وزارتا الداخلية والدفاع في بيان مشترك عن مقتل (21) "إرهابيا" وأربعة مدنيين في مواجهات بين قوات الأمن والجيش ومسلحين نفذوا فجر الإثنين هجمات "متزامنة" على ثكنة عسكرية ومركزي درك وشرطة في بن قردان.
وقالت الوزارتان في البيان: "تمكنت الوحدات الأمنية والعسكرية، فجر اليوم، من القضاء، في حصيلة أولية، على (21) "إرهابيًا" والقبض على (6) آخرين (..) بعد أن تعرضت منطقتا (مديريتا) الحرس (الدرك) والأمن الوطنيتين وثكنة الجيش الوطني في بن قردان إلى هجومات متزامنة من قبل مجموعات "إرهابية" مسلحة".
وأفادتا: بأن "أربعة مواطنين "إستشهدوا" خلال المواجهات بين المسلحين وقوات الأمن والجيش".
وأضافت: "تجري حاليا مطاردة, وتعقب, هذه المجموعات من طرف وحدات مشتركة (من قوات الجيش والأمن) مع تأمين مداخل المدينة والنقاط الحساسة بها، وتكثيف الدوريات الجوية في المنطقة, وعلى مستوى الشريط الحدودي, وغلق المعابر الحدودية, في رأس الجدير والذهيبة وازن".
وقال مراسلنا, إن السلطات التونسية طلبت من أهالي مدينة بن قردان عدم مغادرة منازلهم مع إستمرار الإشتباكات مع المسلحين.
وذكرت وكالة "تونس إفريقيا" للأنباء الرسمية, إن قوات الأمن أغلقت مداخل مدينة بن قردان ومنعت الدخول والخروج منها، وتحلق طائرات عسكرية في المنطقة للمساعدة في تعقب مسلحين آخرين.
وأضافت الوكالة, أن قوات الأمن أغلقت أيضا مداخل جزيرة جربة وهي منتجع سياحي يبعد حوالي (100) كيلومتر عن مدينة بن قردان خشية تسلل مسلحين إليها على ما يبدو.
وكان مسلحون, متشددون, تدربوا في معسكرات المتطرفين في ليبيا, نفذوا عدة هجمات في تونس, العام الماضي, من بينها هجوم على متحف "باردو", وفندق على شاطئ سوسة, مستهدفين السياح الأجانب.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع عن مقتل جندي واحد في المواجهات, كما أعلن مسؤول في مستشفى بن قردان عن مقتل عنصري أمن.
وفي سياق منفصل، عقد الرئيس السبسي إجتماعًا أمنيًا هامًا, حضره رئيس الحكومة الحبيب الصيد, ووزيرا, الدفاع والداخلية, وقيادات أمنية وعسكرية من أجل بحث آخر المستجدات, عقب الهجوم "الإرهابي" الذي إستهدف مقرات سيادية في بن قردان من ولاية مدنين.
ومن جهة أخرى, أدانت مصر بأشد العبارات الهجوم "الإرهابي", الذي إستهدف صباح اليوم الإثنين منشآت عسكرية وأمنية في مدينة بن قردان في تونس، والقريبة من الحدود التونسية ,والليبية، والذي أسفر عن "إستشهاد" (4) مدنيين و(6) من رجال الشرطة، فضلا عن مقتل (21) إرهابيًا.
وأعرب ، المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية, المستشار أحمد أبو زيد, في بيان له, اليوم الاثنين, عن خالص تعازي مصر حكومة وشعبًا إلى حكومة وشعب تونس الشقيقة , في ضحايا الحادث "الإرهابي"، وأن يلهم ذويهم الصبر, والسلوان، ومؤكدًا على تضامن مصر, مع تونس الشقيقة, في مواجهة ظاهرة "الإرهاب"، ومجددًا الدعوة المصرية إلى كافة الدول, من أجل العمل على تكاتف الجهود الدولية من أجل مواجهة تلك الظاهرة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر