الرباط : جميلة عمر
جرى التوقيع على "الاتفاق السياسي الليبي"، اليوم الخميس بالصخيرات، الرامي إلى تسوية الأزمة التي تعيشها البلاد منذ ثلاث سنوات. وفي كلمة له، هنأ وزير الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، الإخوان الليبيين بهذه اللحظة التاريخية، التي تشهد الوئام والوفاق والتفاؤل بالمستقبل الليبي.
كما نوه الوزير بأنه يعتبر الليبيين نموذجا للتشبع بالروح الوطنية، وليس في الأمر أدنى مجاملة لأن الواقع أثبت ذلك، فحجم الاختلافات والتمزق الميداني، وانسداد قنوات التواصل في كثير من الحالات، وتعقد الوضع على مستويات عدة، لم تحل كل هذه العناصر دون الخروج بمصالحة وطنية في زمن يكاد قياسيا، فبضعة أشهر فقط كانت كافية لمد الجسور ثم العبور فوقها ليلتقي الجميع عند منتصفها، وليبدأ الجميع مسيرة واحدة مشتركة في اتجاه واحد، هو اتجاه بناء ليبيا الحديثة و تثبيت كرامة أبنائها.
وأضاف مزوار أن "بلوغ الاتفاق السياسي لم يكن بدون تضحيات وتنازلات متبادلة، لأنه منطق التوافق ومنطق الدولة، فالدول التي تبنى بمنطق تسلط أحادي مصيرها نعرفه، ورأيناه في نماذج حاضرة في أذهان الجميع، لم تفدها القوة ولا المال ولا الجبروت، ووحدها الدول التي تنبني على التعاقدات بين أبنائها هي التي تنمو و تتقوى وتستمر، وتوفر لأبنائها شروط الواجب، والتمتع بالحقوق، وواضح من التوافق الذي أبداه الأخوة الليبيون، أن ليبيا ستكون إحدى الحلقات الأساسية في بناء الفضاء المغاربي، وتعزيز الفضاءين المتوسطي والإفريقي، من أجل التعاون والتنمية، وتحقيق العيش الكريم للمواطن، والاستقرار والأمن، ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتوفير أسباب التقدم والسلام والحرية".
من جهة أخرى، اعتبر مزوار أن السلام بليبيا ليس أمرا سهلا، بخاصة مع تدهور الوضع الأمني، واستباحة أعداد من الإرهابيين أرض ليبيا ضدا على أبنائها، وانتشار السلاح والفوضى المسلحة، فالمسار سيكون شاقا وسيتطلب التضحية والذهاب بالتوافقات إلى أقصاها، فبعد تشكيل الحكومة في أسرع وقت، سيباشر الإخوة الليبيون تنفيذ محتوياته، وستحظى الترتيبات الأمنية بالأولوية.
وأردف مزوار ،أن المغرب شارك الإخوة الليبيين خطواتهم منذ بداية هذا المسار، ليلتزم بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتقديم كل ما في وسعه من دعم، سياسي وتقني وعملي، وفق ما يقدره الإخوة الليبيون ووفق ما يرونه، فما يهم المغرب هو استقرار ليبيا، ووحدتها الترابية وسيادتها الوطنية وكرامة شعبها، وتفويت الفرصة على كل من يسعى إلى تحويل ليبيا إلى برميل بارود يحرق نفسه أولا ويحرق محيطه الجهوي ويصدر القتلة في كل الاتجاهات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر