ضباط الشرطة الأفغانية يواجهون نيران طالبان في الخطوط الأمامية
آخر تحديث GMT 07:43:21
المغرب اليوم -

اخترقت مياه الأمطار سقف المكتب وانقطعت الكهرباء

ضباط الشرطة الأفغانية يواجهون نيران "طالبان" في الخطوط الأمامية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ضباط الشرطة الأفغانية يواجهون نيران

ضباط الشرطة الأفغانية
كابول ـ أعظم خان

تجمع الرائد محمد قاسم وعددٌ قليلٌ من ضباطه في الثكنات المتهدمة في مقر قيادة الشرطة الوطنية الأفغانية في منطقة بركي برك، في وقت مبكر من صباح أحد أيام كانون الثاني / يناير الماضي على السهول المرتفعة، شرق أفغانستان.

كان قاسم وضباطه وحدة واحدة فقط من أمن الحكومة المتاحة لحماية 100000 شخص يعيشون في حي حجمه يساوي ضعف حجم مانهاتن، وتم السيطرة الآن على نحو نصف الحي من قِبل حركة طالبان.

تبتعد كابول عن هذا الحي بنحو 40 ميلًا، ولكن الجيش الوطني الأفغاني لم يوجد في برقي برك منذ عامين.

اخترقت مياه الأمطار سقف مكتب قاسم وانقطعت الكهرباء إلى أجل غير مسمى، حتى أنَّ الرجال كانوا يجلسون على وسائد أرضية حول موقد الخشب في غرفة نوم قاسم، يشربون الشاي الأخضر في أكواب زجاج ملطخة ويتحدثون في مشاكل هذا اليوم.

كانت المشكلة الأولى في هذا الصباح وفاة الحاج خليل، وأوضح قاسم أنَّ خليل كان واحدًا من أغنى الرجال في "تشيلتان"، وهي قرية صغيرة تبعد نحو 8 أميال من مقر المقاطعة، وكان يزرع التفاح والمشمش، وكان يملك محل للبقوليات في مدينة كويتا الباكستانية.

قًتل خليل بينما كان في طريقه إلى منزله، إذ أطلق 3 مسلحين من طالبان النار على سيارته، مما أدى إلى انفجار السيارة، وكان خليل برفقة اثنين من الركاب، ولكن الراكب الثالث نجا، ويتعافى الآن في إحدى مستشفيات كابول.

ويجب على قاسم تعويض عائلة خليل عن وفاته، وبسرعة، وقبل أنَّ يقرر المنتفضون المتبقون في "تشيلتان" أنَّ القتال لم يعد يستحق كل هذا الجهد.

وتتلخص وظيفة الشرطة الأفغانية في الخطوط الأمامية في محاربة طالبان، وكسب ولاء الشعب، وهي المعضلة ذاتها التي تواجهها الشرطة في مناطق الصراع في العراق، فتقديم الخدمات يحتاج إلى أمن، وتوفير الأمن يحتاج إلى خدمات، وفي الكثير من الأحيان لا يوجد أي منهما في أفغانستان.

وقُتل في بركي برك العام الماضي، 30 ضابطًا من ضباط قاسم من أصل 200 ضابطٍ فقط، وهو ما يمثل واحدًا من أعلى معدلات الوفيات للشرطة في أفغانستان.

وتأمل حركة طالبان في استعادة السيطرة على أفغانستان، والاعتراف بأنَّ الشرطة تشكل أكثر بكثير من مجرد تهديد عسكري، وتؤكد طالبان أنها توفر خدمات أفضل، وأنها ستطبق القانون (الإسلامي) والحدّ من فساد الحكومة وقبل كل شيء السلام، بحسب زعمها.

وأوضح قائد الشرطة الوطنية الأفغانية، الذي يشرف على لوغار، الجنرال عبدالحكيم، أفضل مدير مكتب للشرطة هو قاسم، فإنه كان يفهم أهمية التواصل مع الناس, عمل أبناؤه معه في المنطقة، التي نشأ وترعرع بها, وطلب قاسم من أخوة خليل عدم القلق، مؤكدًا أنه سيوقف قاتليه.

هزت وفاة الحاج خليل أخيرًا بعض صناع القرار في كابول، وأوضح شقيق خليل أنه يريد ضمانات من الجيش؛ لأنه لن يترك قاعدته المهجورة ولن يترك رجال "تشيلتان" يدافعون عن أنفسهم، وأشار إلى أنه بحاجة إلى جنود، كما يجب بناء نقطة تفتيش في "تشيلتان".

لم تستطع الشرطة في أفغانستان الوصول إلى قاتلي خليل، لم تكن هناك أدلة كافية لتوقيف أحدٍ ممن يشكون فيهم.

واقتحم انتحاريون من طالبان المجمع الذي كان فيه الجنرال عبدالحكيم، لكنه كان بعيدًا، ولكن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصًا من رجاله، وكثير منهم كانوا يتناولون الغداء في الكافتيريا، ويعد الاعتداء واحدًا من أكثر الهجمات تدميرًا للشرطة منذ عام.

بعد ذلك بوقت قصير، توقف قاسم عن الرد على هاتفه، وعندما سُئل الجنرال عبدالحكيم عن ماذا حدث له؟ أوضح أنّ مسؤولين من وزارة الداخلية في كابول اعتقلوا قاسم، لأنهم اشتبهوا في أنه كان مشتركًا في الهجوم.

وأوضح الجنرال عبدالحكيم أنَّ وزارة الداخلية اتهمت 3 من أقرب مساعدي قاسم باستخدامهم سيارة الأخير لدفع المهاجمين الانتحاريين عن طريق نقاط تفتيش الشرطة الأولية حول المجمع, وفي تطور آخر مذهل، اتُهم شقيق خليل قاسم بالتواطؤ في اغتيال شقيقه.

قامت مجموعة من الضباط في كابول باعتقال قاسم ومساعديه الثلاثة في براقي باراك في 23 شباط / فبراير الماضي, وصرح الجنرال عبدالحكيم أنَّ الشرطة عثرت في غرفة نوم قاسم على نوع من الأسلاك التي غالبًا ما تستخدم في صنع العبوات الناسفة، كما عثروا على جهاز تتبع يستخدمه المسلحون في الانفجارات.

من الصعب إدراك أنَّ قاسم يكون مذنبًا وأنه ارتكب هذه الجرائم، فقبل ذلك اختطف مسلحون ابنه، عندما كان رئيس مكافحة المواد المخدرة في المنطقة, فليس من السهل أبدًا معرفة الحقيقة في أفغانستان، فهل يمكن أنَّ يساعد قاسم في قتل خليل؟ هل يمكن أنَّ يكون ساعد في قتل أكثر من 20 من زملائه الضباط في بول؟

دوافع قاسم الحقيقية غير معروفة، وأيضًا أسباب ودوافع من اتهموه غير معروفة، كما تحدث الاعتقالات لأسبابٍ سياسيةٍ في كثير من الأوقات، فالشرطة والمخابرات تستجوب قاسم الآن، وربما يمكن الإفراج عنه.

وأوضح الجنرال عبدالحكيم أنه ليس المسؤول عن التحقيق مع قاسم، كما أنه يشك في أنَّ قاسم كان مشتركًا في وفاة خليل، كما أنه لا يمكن أنَّ يكون ساعد في الهجوم على مقر بول.

وأكد أنه يعرف قاسم جيدًا، مضيفًا: "يمكن للناس أنَّ تغيير عقولهم في غضون دقائق", وأوضح الجنرال أنه بالفعل استبدل قاسم بزعيم شابٍ من منطقة مجاورة.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضباط الشرطة الأفغانية يواجهون نيران طالبان في الخطوط الأمامية ضباط الشرطة الأفغانية يواجهون نيران طالبان في الخطوط الأمامية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib