سكَّان غزّة يستقبلون عيد الفطر بالمزيد من الغارات الإسرائيليَّة
آخر تحديث GMT 08:58:00
المغرب اليوم -

شوارع القطاع خالية ورائحة الموت والدَّمار في كل مكان

سكَّان غزّة يستقبلون عيد الفطر بالمزيد من الغارات الإسرائيليَّة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سكَّان غزّة يستقبلون عيد الفطر بالمزيد من الغارات الإسرائيليَّة

أثار الدمار ورائحة الموت تعم أرجاء غزة في عيد الفطر المبارك
غزَّة ـ محمد حبيب

يستقبل سكَّان قطاع غزَّة عيد الفطر المبارك، والذي أطلقوا عليه اسم عيد الفطر "الشهيد" بدل "السعيد" الذي يهلّ عليهم صباح الاثنين بمزيد من الغارات والقصف الإسرائيليّ المتواصل الذي قضى على أيّة معالم للفرحة في هذا القطاع المحاصر الذي يتعرَّض لعدوان إسرائيليّ لليوم الـ22 على التوالي لم يبق شيء في قطاع غزَّة إلّا وأتى عليه قتلًا وتدميرًا وحرقًا.وكانت شوارع قطاع غزَّة ومحالّها التجارية في مثل هذا الوقت كل عام ومع نهاية شهر رمضان، لا تكاد تهدأ من ضجيج العائلات التي تصطحب أطفالها، لشراء ملابس العيد، وجميع مستلزماته، وتزدحم الطرقات بالباحثين عن الفرح بعد شهر من الصيام، إلا أن الوضع هذا العام مختلف تمامًا، فالشوارع خالية ورائحة الموت والدَّمار في كل مكان، فالحرب الصهيونية أذاقت سكان قطاع غزَّة مرارة القتل المتعمد والتشريد، حيث فيها أسلحة محرمة دوليًّا، ليتحتم على الأسر الفلسطينية سيما ذوي الشهداء الذهاب في أول أيام العيد إلى المقابر لتقبِّل الأم تراب ابنها الشهيد, بدلًا من أن يأتي هو ليقبِّل يدها ويهنئها بالعيد، ولترثي الزوجة زوجها، في مشهد يحمل بين طياته ذكريات مؤلمة لأهالي الشهداء بأمنيات ألّا يأتي هذا العيد.
أما أطفال غزَّة الذين يفترض أنهم الشريحة الأكثر فرحًا بالعيد فقد اختفت من على وجوههم ملامح الطفولة، وهُدمت منازلهم، وتحطمت ألعابهم ، وتحولت ملابسهم الجديدة إلى كفنٍ يلتفّ حول الأطفال الذي استشهدوا بفعل هذا الاحتلال الذي قتل الأطفال بقذائفه وصواريخه التي سقطت على منازلهم دون رحمةٍ أو مبررٍ، ضاربة كل القوانين والأعراف الدولية بعرض الحائط.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن معدلات قتل الأطفال الفلسطينيين في غزَّة زادت عن طفل واحد كل ساعة خلال هذه الحرب وهذا يعني 250 طفلًا كل عشرة أيام، و 750 طفلًا في الشهر وهو معدل قد يفوق عدد المواليد في غزَّة شهريًّا. 
وبلغت نسبة عدد القتلى من الأطفال من بين ضحايا الهجوم الإسرائيلي من المدنيين 33%، ومن بين الضحايا أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخمسة أشهر.
وإذا لم يتحرك الضمير العالمي للوقوف في وجه المعتدين واتخاذ قرارات ملزمة ومرتبطة بعقوبات جدّية، فإن هذه الأرقام والمعدلات المفزعة قابلة للزيادة.
إن أطفال غزَّة  وإن لم تغتالهم يد العدوان الإسرائيلي، فهم يعيشون أيضًا أصنافًا أخرى من التعذيب حين يفقدون الأهل وتهدم منازلهم وتحرق مزارعهم.
وكثير هي الحالات التي تدمي القلب، من عائلات استشهد أطفالها خلال هذه الحرب الشرسة، "أحمد وسمير ومعتز وألفت" هم أطفال عائلة النجار التي ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بشعة في حق عائلتهم استشهد على إثرها أكثر من 20 فردًا من عائلتهم .
ولن يتمكن هؤلاء الأطفال من ارتداء ملابس العيد التي وعدتهم والدتهم بها بعد أن باغتتهم صواريخ الطائرات الإسرائيليَّة لتقتل من داخل منزلهم شرق خان يونس .
ويروي "أحمد النجار "  أحد الناجين من المنزل تفاصيل الليلة الأخيرة على العائلة حيث يقول إن الصواريخ والقذائف التي سقطت على المنطقة كانت كفيلة بأن تحرق مدينة كاملة نظرًا لكثافتها وقوة الانفجارات التي تحدثها.
وأضاف " أحمد " أن هذه الصواريخ لم ترحم حتى الأطفال ولا الأمهات اللواتي احتضنَّ أطفالهنَّ في الشوارع حتى أصابتهنَّ شظايا الحقد الأعمى واستشهد من داخل المنزل الذي استهدف أخيرًا بالطيران الحربي ليحوله لركام وتحته الأطفال والنساء والمسنّون.
ويذكر هنا أيضًا استهداف منزل يعود لعائلة العجرمي والذي أدى هذا القصف لاستشهاد 5 شهداء من عائلة أبو عيطة من بينهم الطفل "أدهم أبو عيطة" الذي كان ينتظر عيد الفطر السعيد ليرتدي الملابس الجديدة التي أحضرها له والده قبل الحرب على غزَّة ، ولكن حرمت صواريخ الاحتلال "أدهم" من ارتدائها وبدلتها لكفن ملطخ بدمائه هو وعائلته .
أما المواطنة أم أحمد، 50 عامًا، فتشير إلى أنه لا عيد في غزَّة، فالبيوت مقصوفة، ورائحة الدم تفوح في كل مكان، والآلاف من النازحين ينامون في المدارس وعلى الطرقات، وتؤكِّد أن بيتها لم يعد له أثر، ولا يمكن لأطفالها أن يحتفلوا بعيد يطرق بابهم المقصوف.
كما لا تجد "سهير النجار" 45 عامًا وهي أم لستة أطفال في أي تهدئة إنسانية قبل العيد، أو خلاله، فرصة لنسيان ما تعيشه غزَّة، فالجرح كما تقول لوكالة الأناضول، أكبر من أن يتم اختصاره في ساعات أو أيام من التهدئة.
وتتابع النجار أنه لا شيء على حاله، فكل شيء قد تغير، آلاف المنازل دُمرت، ورائحة الحرب تملأ المكان، لا يمكن لأحد أن يصنع كعك العيد، أو يشترى الحلوى، أو الملابس الجديدة لأطفاله وهو يبكي ذويه الراحلين.
أما رندة حمد فتشير إلى أنها أخبرت صغارها أن جيرانهم فقدوا أطفالهم في الحرب، ويجب أن مشاركتهم المشاعر، لذا فلن يقوموا بشراء ملابس للعيد هذا العام، أو ألعاب وحلوى.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من الشهر الجاري، حربًا ضد القطاع، أطلق عليها اسم "الجرف الصامد"، وتسببت الحرب منذ بدئها باستشهاد 1062 فلسطينيًّا، وإصابة نحو 6000 آخرين بجراح، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وتسببت الغارات الإسرائيليَّة المكثفة والعنيفة على مختلف أنحاء قطاع غزَّة، إلى جانب الشهداء والجرحى، في تدمير 1825 وحدة سكنية، وتضرر 22145 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 1560 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، وفق معلومات أولية صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكَّان غزّة يستقبلون عيد الفطر بالمزيد من الغارات الإسرائيليَّة سكَّان غزّة يستقبلون عيد الفطر بالمزيد من الغارات الإسرائيليَّة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:49 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

المغربية عزيزة جلال تعود للغناء بعد توقف دام 30 عامًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib