طهران ـ مهدي موسوي
أعيدت أوائل جثامين الحجاج الإيرانيين الـ464 الذين قضوا في حادث التدافع في مكة في 24 أيلول/ سبتمبر الماضي، اليوم السبت، إلى طهران، وصرَّح الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن إيران تعاملت مع حادثة مشعر منى بمنطق الأخوة والديبلوماسية، لكن إذا اقتضى الأمر فإنها ستستخدم لغة القوة.
وبعد أيام عدة من التأخير، وصلت جثامين 104 حجاج إيرانيين إلى مطار مهراباد في طهران، حيث نظم حفل استقبال رسمي حضره روحاني وأعضاء حكومته، بالإضافة إلى رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، ورئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، وعدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين.
وأكد روحاني أن الجمهورية الإيرانية تعاملت في شأن حادثة مشعر منى بمنطق الأخوة والدبلوماسية، لكنه أوضح أنه إذا اقتضى الأمر فإن طهران ستستخدم لغة القوة، داعيًا إلى الكشف عن الحقائق عمَّا إذا كان هنالك أفراد أدى تقصيرهم إلى حصول الكارثة أم لا، وموضحًا "أنه لو ثبت تقصير البعض في هذه الحادثة فإننا لن نتغاضى عن دماء أعزائنا".
وأضاف: "أن لغتنا إزاء هذه الحادثة كانت لغة الأدب، واستخدمنا لغة الدبلوماسية في مكانها اللازم، ولو اقتضت الحاجة ستستخدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لغة القوة".
ووجه روحاني الشكر والتقدير لتصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي المقتدرة في هذا المجال، وأشار الرئيس الإيراني إلى أنه يجب الكشف عن حقيقة كارثة منى من خلال لجنة تقصي حقائق، مضيفًا أن "جميع الدول الإسلامية يجب أن تطلع إلى السبب في وقوع هذه الكارثة، وأن تطمئن إلى عدم تكرار هكذا أحداث في الأعوام المقبلة".
ولفت الانتباه إلى أن إيران ستتابع كارثة منى على مختلف المستويات وستعلن للشعب الإيراني نتائج متابعاتها، معتبرًا أن حادثة منى "تشكل اختبارًا للجميع بما فيها الحكومة السعودية والمنظمات الدولية والدول الإسلامية".
وبعد حساب آخر الأرقام الصادرة عن مختلف الدول، ارتفعت حصيلة المأساة إلى 1038 قتيلاَ، أي أكبر من الحصيلة التي أعلنتها الرياض.
أما إيران فتؤكد من جهتها سقوط أكثر من ألفي قتيل في المأساة، التي تعد الأسوأ أثناء موسم الحج السنوي منذ 25 عامًا.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا" عن وزير الصحة حسن هاشمي قوله، إن "جثامين أخرى لإيرانيين ستعاد (اليوم) مساء، لكن المشكلة هي انه لم يتم العثور بعد على عدد من جثث الأشخاص المتوفين".
وسينظم صباح الأحد، حفل تأبين للضحايا في جامعة طهران، كما سينظم حفل آخر بعد الظهر في أحد مساجد العاصمة في حضور المرشد الأعلى علي خامنئي. ودعت الحكومة الشعب إلى المشاركة بكثافة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر