الدار البيضاء - جميلة عمر
شارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، والوزير المنتدبة في الخارجية امباركة بوعيدة، الاثنين، بحضور سفير المغرب فاضل بنعيش، في أعمال الاجتماع الوزاري غير الرسمي المنظم من طرف المفوضية الأوروبية حول سياسة الجوار الأوروبية في برشلونة الذي حضره وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ودول حوض الأبيض المتوسط، وترأسته المفوضة السامية للاتحاد الأوروبي فرديريكا موغريني، ووزير خارجية اسبانيا ونائب رئيس اللجنة الأوربية المفوض الأوربي لسياسة الجوار الأوربية، ووزير خارجية لتوانيا الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوربي
وأكد رئيس الحكومة الاسبانية، ماريانو راخوي، في كلمته الافتتاحية، أنّ "التطرف الجهادي لا حدود له، وهو أكبر تهديد تواجهه بلدان العالم"، وأضاف أنّه "يتعين محاربة التطرف الجهادي من خلال تكتل جهود المجموعة الدولية ضد العنف؛ لكن من دون أي خلط مع الدين الإسلامي"، وبعدما أكد أن التطرف "ليس حربًا للإسلام ضد الغرب"، شدد على أنّ "ظاهرة التطرف هي الآن أكبر تهديد تواجه بلدان العالم".
من جهته أعرب، صلاح الدين مزوار عن "تثمين المغرب لهذا الاجتماع الذي يعكس إرادة حقيقية في الوصول إلى سياسة جوار أوروبية جديدة بمساهمة جميع الشركاء بناء على مقاربة شمولية تشاركية تتيح الفرصة لجميع الدول إبداء رأيها، والمساهمة في هذا المسلسل ومواجهة التحديات المشتركة".
وأبرز مزوار "استعداد المغرب للمساهمة بطريقة بناءة في وضع تصور مشترك لمستقبل سياسة الجوار الجديدة آخذًا بعين الاعتبار وتيرة التحولات التي تشهدها المنطقة وانتظار شعوبها بما يضمن لها تحقيق السلم والاستقرار والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة لجميع الأطراف في إطار الاحترام المتبادل لخصوصيات الدول الثقافية والحضارية والسياسية وسيادتها".
كما أشار إلى "تبني سياسات مشتركة حول القضايا الإستراتيجية التي تعد موضع انشغالات مشتركة مثل محاربة التشدد والتطرف والتنمية المشتركة ومسألة الهجرة وتنقل الأشخاص وتدبير الأزمات مع استحضار تجربة في جميع هذه المجالات".
كما بيّن "أهمية إعطاء أولوية لقضايا التنمية وتقاسم الثروات بين ضفتي المتوسط" مشددًا على "ضرورة أخذ السياسات الاقتصادية الأوربية إلى هذا المبتغى، وعلى أهمية تدفق الاستثمارات الأوربية نحو جنوب الأبيض المتوسط في دعم التنمية في هذه الدول، مع تشجيع التعاون جنوب جنوب".
بدورها، ركزت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فدريكا موغريني، على "ضرورة اتخاذ قرارات على أساس اختيارات سياسية وليس تقنية"، لافتة إلى "أهمية نهج سياسة حوار واضحة بين الاتحاد الأوروبي وشركائه في جنوب وشرق حوض الأبيض المتوسط، خصوصًا في ظل التحديات الكبرى التي تعرفها المنطقة، لا سيما على مستوى الاستقرار السياسي والأمني".
ودعت موغريني إلى "اتخاذ تدابير واضحة في شأن العلاقات بين بلدان الاتحاد الاوروبي وبلدان الجوار في مجال مواجهة عدم الاستقرار الذي يمس عددًا من البلدان في المنطقة، خصوصًا في الشرق الأوسط وجنوب الحوض المتوسطي"، كما نوهت إلى "ضرورة مكافحة التهديدات المتطرفة التي أصبحت تشمل جميع البلدان في هذه الجهة من العالم".
ويتوخى هذا الاجتماع غير الرسمي الذي يعقد للمرة الثانية بعد اجتماع مرسيليا في عام 2008، فتح نقاش معمق بين بلدان الاتحاد الأوروبي ودول الجوار في جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، في إطار مسلسل المشاورات الجارية حول مراجعة سياسة الجوار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر