لم ينج المؤتمر الاممي الذي يناقش قضايا المناخ واحتضنته باريس لاسبوعين، وحقق تسوية اممية لانقاذ العالم من التأثيرات المدمرة للتغير المناخي، وصادّق عليه 195 طرفا من الاصوات المناهضة حيث تظاهر نحو 10 آلاف شخص من المهتمين بحماية البيئة في العاصمة الفرنسية السبت، تزامناً مع اختتام أعمال مؤتمر التغير المناخي، الذي عُقد برعاية أممية في العاصمة باريس.
ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها عبارات كـ "لتنتهي جريمة تغير المناخ" و "لا لتغير المناخ" قرب "برج إيفل" وحديقة "شامب دي مارس" بالعاصمة، كما حملوا مظلات حمراء، ومدوا على الطرقات أشرطة باللون الأحمر، و5 آلاف وردة من نفس اللون.
ولفت المتظاهرون إلى أن اللون الأحمر في الأشرطة يدل على الذين فقدوا أرواحهم في الكوارث الطبيعة، التي نتجت عن تغير المناخ، كما وقفوا دقيقة حداد على أرواحهم.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نص التسوية الذي عرضته فرنسا السبت على ممثلي الدول الـ195 المشاركة في المؤتمر الدولي للمناخ، بأنه "عادل ودائم وحيوي ومتوازن وملزم قانونيا". ويؤكد النص على هدف "احتواء ارتفاع متوسط حرارة الأرض وإبقائه دون درجتين" .
وقال الوزير الفرنسي السبت، إن نص التسوية الذي عرضته الرئاسة الفرنسية على ممثلي الدول الـ195 المشاركة في قمة المناخ في باريس، "عادل ودائم وحيوي ومتوازن وملزم قانونيا".
وقال فابيوس: "إذا ما أقر (النص) فسوف يكون منعطفا تاريخيا"، مضيفا: "إننا على وشك بلوغ نهاية الطريق وبداية طريق آخر حتما". وتابع: "يتعين تحديد هدف جديد بالأرقام عام 2025 على أبعد تقدير".
ويؤكد النص على هدف "احتواء ارتفاع متوسط حرارة الأرض وإبقائه دون درجتين والسعي لجعل هذا الارتفاع بمستوى 1,5 درجة، ما سيسمح بخفض المخاطر والمفاعيل المرتبطة بالتغير المناخي بشكل كبير".
وفي ما يتعلق بمسألة التمويل، ينص مشروع القرار على أن تشكل المئة مليار دولار التي وعدت دول الشمال بتقديمها سنويا إلى دول الجنوب لمساعدتها على تمويل سياساتها المناخية "حدا أدنى لما بعد 2020".
ودعا وزير الخارجية الفرنسي الدول إلى "عدم تفويت الفرصة الفريدة السانحة" لها.
يذكر أن أعمال مؤتمر التغير المناخي انطلقت في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بمشاركة رؤساء دول وحكومات 147 بلداً حول العالم في إطار القمة، التي انعقدت بهدف "التصدي لظاهرة التغير المناخي".
وكان المؤتمرون اتفقوا على تكثيف الجهود للحد من ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية وإبقائها في معدل 1.5 درجة مئوية إلى درجتين، بالإضافة إلى مواد تنص على دعم المنتجات التي تحد من انبعاث مستوى الغازات في المحركات التي تعمل بالبيوت البلاستيكية.
ونظمت الدورة الحادية والعشرون لمؤتمر الأطراف في موقع باريس- لو بورجي، الذي يعتبر أفضل موقع من الناحية اللوجستية لاستقبال الوفود الرسمية والمجتمع المدني ووسائط الإعلام ووصولها إلى مكان انعقاد المؤتمر.
وَضع اتفاق كوبنهاغن السياسي في عام 2009 ومؤتمرات كانكون (2010) وديربان (2011) والدوحة (2012) الأسس لهذا النظام الدولي الجديد، من خلال تكميل الصكوك القائمة في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ وبروتوكول كيوتو.
وكانت جميع الأطراف اكدت في عام 2011عزمها على إبرام اتفاق جديد بشأن المناخ في عام 2015، بغية دخوله حيّز النفاذ في عام 2020. ووفقا للنظام الداخلي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، التي تنص على تناوب انعقاد مؤتمر الأطراف بين المجموعات الإقليمية للأمم المتحدة، يقع دور استقبال مؤتمر القمة لعام 2015 على أحد بلدان أوروبا الغربية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر