بوتين يعلن تأييده مبادرة واشنطن بشأن سورية ويرى أن نقاطها لا تعجب الأسد
آخر تحديث GMT 17:25:15
المغرب اليوم -

أشاد بتطور العلاقات مع المملكة السعودية في مجال التعاون العسكري التقني

بوتين يعلن تأييده مبادرة واشنطن بشأن سورية ويرى أن نقاطها لا تعجب الأسد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بوتين يعلن تأييده مبادرة واشنطن بشأن سورية ويرى أن نقاطها لا تعجب الأسد

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
موسكو – حسن عمارة

أكدّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو تؤيد مبادرة واشنطن إلى مشروع قرار دولي بخصوص سوريا وتتفق مع أهم نقاطها، إلا أنه لم يستبعد ألا تعجب بعض تلك النقاط الحكومة السورية.
وذكر خلال مؤتمره السنوي الموسّع في موسكو، الخميس،"نؤيد بشكل عام مبادرة الولايات المتحدة، بما في ذلك الاقتراح حول إعداد مشروع دولي حول سوريا". وهو ما جاء به وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو (يوم الثلاثاء الماضي).

وأضاف الرئيس بوتين: " أعتقد أنه بعد أن تتعرف القيادة السورية على نقاط القرار يجب أن تقبل به".. واستطرد :" ربما هناك بعض النقاط التي لن تعجبها"، مشددًا على أن تسوية أي نزاع مسلح مستمر منذ سنوات، تتطلب دائمًا قبول جميع الأطراف حلول وسط، واستطرد تعليقًا على المبادرة الأميركية: "نرى أنه اقتراح مقبول بشكل عام، على الرغم من أنه يتطلب مواصلة العمل على صياغته".
واعتبر بوتين أن المبادرة الأميركية تدل على قلق واشنطن والدول الأوروبية من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، ولاسيما في اليمن وسوريا والعراق، وتعهد بأن موسكو ستساهم بشتى الوسائل في تسوية الأزمة السورية وستسعى إلى المساعدة في اتخاذ قرارات سترضي جميع الأطراف.
وشدد بوتين على أن العمل يجب أن يبدأ من إعداد دستور سوري جديد، ومن ثم يجب استحداث آلية موثوقة وشفافة للرقابة على الانتخابات المستقبلية، وأضاف:"على أساس هذه الإجراءات الديمقراطية يجب أن تتخذ سوريا بنفسها القرار حول نظام الحكم المقبول بالنسبة لها وتحدد الشخص الذي سيقود البلاد".

وأكد الرئيس الروسي أن بلاده لن تقبل أبدًا أن يفرض أحد من الخارج مَن سيحكم سوريا، أو أي بلد آخر، مشددًا على أن الموقف الروسي من هذا الموضوع  لن يتغير، وأردف قائلًا: "إنه أمر لا يتوافق على الإطلاق مع العقل السليم والقانون الدولي".
وتابع بوتين أنه بحث هذا الموضوع في أثناء لقائه مع كيري يوم الثلاثاء الماضي، قائلًا: "إن موقفنا لم يتغير، ويبقى مبدئيًا. إننا نرى أنه لا يحق لأحد، باستثناء الشعب السوري، أن يحدد من سيقوده ووفق أي معايير وقوانين"، وشدد على أنه لا بديل للحل السياسي لتسوية الأزمة السورية، مؤكدًا أن التصور الروسي في هذا المجال يتطابق تقريبًا مع الخطة الأميركية.
وأوضح: "تتطابق خطتنا في النقاط الرئيسية مع الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة، ويدور الحديث عن صياغة الدستور بجهود مشتركة، واستحداث آليات للرقابة على الانتخابات المبكرة، وإجراء الانتخابات وقبول نتائجها"، واعتبر أنه على جميع الأطراف المتصارعة في سوريا أن تبذل كل ما بوسعها من أجل تقريب مواقفها.

وأعلن الرئيس الروسي أن روسيا تنجح جزئيًا في توحيد جهود الجيش السوري وقسم من المعارضة المسلحة في سوريا في مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال بوتين إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هو الذي بادر إلى طرح فكرة توحيد جهود قوات الجيش السوري والمعارضة من أجل محاربة "داعش"، مؤكدًا "ننجح جزئيًا في ذلك"، وأوضح أن روسيا تمكنت من إقامة اتصالات بأشخاص يمثلون المعارضة المسلحة التي ترفض أي تعاون مع الحكومة السورية، لكنها تريد محاربة "داعش" وتقوم بذلك على الأرض. وأكد أن سلاح الجو الروسي يؤيد جهود هذه القوات المعارضة مثلما يدعم الجيش السوري.
وشدد على أن روسيا لم تبدأ حربًا في سوريا، مؤكدًا أن القوات الروسية تجري "عمليات عسكرية منفردة باستخدام قواتنا الجوية والفضائية ومنظومات الدفاع الجوي والاستخبارات"، وأن ذلك لا يشكل عبئًا إضافيًا على الميزانية العامة الروسية، إذ يتم تمويل العملية في سوريا من خلال المبالغ المخصصة للتدريبات العسكرية.

وأردف: إننا نوجه جزءًا من الأموال (المخصصة للتدريبات) لتمويل العملية في سوريا. ومن الصعب أن نخترع طريقة أفضل من ذلك لتدريب جنودنا. ومن حيث المبدأ يمكننا أن "نتدرب" هناك لفترة طويلة، دون أن يضر ذلك بالميزانية".
كما كشف بوتين أن بعض السياسيين الغربيين عرضوا عليه صفقات مختلفة بشأن سوريا، وتعهدوا بـ"أخذ مصالح روسيا بعين الاعتبار" وسألوه: "هل تريدون أن تبقى قاعدتكم هناك؟"، وأوضح الرئيس أن روسيا ليست بحاجة إلى قاعدة عسكرية دائمة في سوريا.
وتساءل: "لماذا؟ هل هناك داع لأن نفرض رقابتنا على كل شيء هناك؟ في السابق لم يكن لدينا صواريخ متوسطة المدى (علمًا بأن الاتحاد السوفيتي أتلف جميع هذه الصواريخ في إطار اتفاقية ثنائية مع الولايات المتحدة)، أما الآن فنملكها. ونملك على سبيل المثال الصاروخ البحري "كاليبر" الذي يبلغ مداه 1.5 ألف كيلومتر، وصاروخ " Х-101" الذي تحمله الطائرات ومداه 4.5 ألف كيلومتر. فلماذا نحتاج إلى قاعدة هناك؟ إذا كانت هناك حاجة في أن نصل إلى أحد ما، فسنصل إليه حتى بدون مثل هذه القاعدة".
وأكد بوتين أن سلاح الجو الروسي سيواصل شن الغارات على مواقع تنظيم "داعش" طالما استمرت العمليات الهجومية للجيش السوري، وأضاف: "لكن عندما سنرى انطلاق عملية سياسية، وستقول السلطات السورية أنه حان الوقت لوقف إطلاق النار والشروع في التفاوض، عندها لن نخطط لأن نكون سوريين أكثر من السوريين أنفسهم، بدءًا من هذه اللحظة".
وأردف الرئيس الروسي أن تركيا طالما كانت تخترق الأجواء السورية، لكن الوضع تغير جذريًا بعد إسقاط سلاح الجو التركي لقاذفة "سو-24" الروسية، علمًا بأن هذه "الطعنة في الظهر" دفعت بروسيا إلى نشر منظومات دفاع جوي متقدمة في سوريا.
وشدد على أن إسقاط القاذفة الروسية يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني عمل عدواني من قبل تركيا أدى إلى سقوط ضحايا. ولفت إلى أن أنقرة لم تتصل بالقيادة الروسية فور وقوع الحادث بل توجهت إلى حلف الناتو.
وأردف قائلًا: "كان الشعب التركي صديقا لنا، ومازال. ونحن سنواصل علاقاتنا معه. لكن فيما يخص القيادة التركية الحالية، فتظهر خبرتنا أنه من الصعب، أو حتى من المستحيل، أن نتوصل إلى اتفاق معها".
وتابع أنه لا يرى آفاقًا للتعاون مع القيادة التركية في المجال السياسي، وأقر بأن موسكو تضطر لاتخاذ إجراءات عقابية معينة في المجالين الاقتصادي والإنساني أيضًا.
ولم يستبعد الرئيس الروسي أن يكون الهجوم على القاذفة الروسية مرتبطًا بمحاولة أطراف ما في القيادة التركية إرضاء الأميركيين، لكن تساءل حول ما إذا كانت واشنطن مهتمة بمثل هذه "المغازلة"، وقال إنه لا يدرك على الإطلاق الأسباب التي دفعت بأنقرة إلى القيام بهذه الطعنة الغادرة في ظهر روسيا. وكشف أنه خلال مشاركته في قمة العشرين في أنطاليا، أعرب عن استعداده لمساعدة القيادة التركية "فيما يخص مسائل حساسة للغاية لا تنسجم تمامًا مع القانون الدولي ومتعلقة بمقترحات الجانب التركي". وأوضح أن الجانب الروسي أعرب آنذاك عن تفهمه لقلق الأتراك وأعرب عن استعداده لمساعدتهم، وتساءل: "أنني لا أفهم – من أجل ماذا؟ هل فكروا أننا سنهرب من سوريا؟ لكن روسيا ليست هذا البلد(الذي يهرب). إننا قمنا بتعزيز وجودنا العسكري (في سوريا) وتكثيف عملياتنا. لم تكن في سوريا أي منظومات روسية للدفاع الجوي، أما الآن، فنشرنا هناك "أس-400" ومنظومات "بوك". فليحاولوا التحليق (في الأجواء السورية)!".
 وأشار الرئيس الروسي إلى أن انتشار الفكر المتطرف في تركيا يقلق روسيا، قائلا: "نحن نرى ونرصد وجود مسلحين منحدرين من شمال القوقاز في تركيا. وقلنا مرات عديدة لشركائنا: نحن لا نفعل ذلك حيال تركيا. ومع ذلك فإنهم (المسلحون) موجودون هناك ويتلقون العلاج هناك. وبعد ذلك يسافرون دون تأشيرات ويدخلون بجوازات سفر تركية ويختفون"، وأكد أن مشكلة تدفق المسلحين تحديدًا دفعت موسكو لإلغاء نظام السفر دون تأشيرات بين روسيا وتركيا.
وفي معرض تعليقه على إعلان السعودية عن قيام تحالف عسكري إسلامي يضم 34 بلدًا لمواجهة تنظيم "داعش"، استبعد بوتين أن يحمل هذا التحالف طابعًا معاديًا لروسيا، وبشأن انضمام تركيا إلى هذا التحالف، أكد الرئيس أن موسكو لا تعتبرها دولة معادية على الإطلاق، على الرغم من إسقاطها القاذفة الروسية، ما شكل عملًا عدائيًا ضد روسيا.
وأعرب بوتين عن أمله في إيجاد مقاربات مشتركة وتنسيق العمليات في المستقبل بين روسيا والتحالف الذي شكلته الرياض. وأضاف: "إنني أعول على أن يعمل التحالف الجديد في سياق المصالح المشتركة، وآمل في أننا سنتمكن من وضع مقاربات وقواعد مشتركة بالإضافة إلى إطلاق عمليات فعالة مشتركة وآليات فعالة".
وفي الوقت نفسه أقر الرئيس الروسي بأنه لا يدرك تماما لماذا قررت السعودية تشكيل التحالف الجديد، علما بأن العديد من الدول التي انضمت إليه، تشارك أيضًا في التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتساءل: "ما هو الدافع وراء تشكيل التحالف الجديد، علمًا بأن هناك التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة؟ هل لديهم (السعوديين) خطة خاصة بهم؟ أو ربما هناك خلافات نشبت (داخل التحالف الدولي").وأقر بأن هناك خلافات بين روسيا والسعودية حول التسوية السورية، لكنه أكد أن هناك نقاطًا متطابقة في مواقفهما أيضًا.
وأشاد بتطور العلاقات الثنائية بين روسيا والسعودية، قائلًا: "إننا ندرس حاليا مشاريع مشتركة مع السعودية في مجال التعاون العسكري التقني. ويدور الحديث عن برنامج متكامل بمليارات الدولارات".
واعتبر الرئيس الروسي أن الهدف الرئيسي وراء قيام تنظيم "داعش" الإرهابي يكمن في حماية الاتجار غير الشرعي بالنفط، ولا يُستبعد أن تقف وراء ذلك مصالح اقتصادية "لطرف إقليمي ثالث".
وأعاد إلى الأذهان أنه في البداية نشب في المناطق الغنية بالنفط في سوريا، فراغ السلطة، ومن ثم ظهرت فيها عناصر مرتبطة بالاتجار بالنفط، وتطور هذا الوضع طوال السنوات الماضية منذ اندلاع الأزمة السورية، حتى تم استحداث مشروع أعمال لتهريب النفط بكميات هائلة.
وتابع: "ومن ثم اتضح أنه من الضروري أن تكون هناك قوة عسكرية تحمي عمليات التهريب هذه، ومن المناسب استغلال "العامل الإسلامي" وجذب "طعاما للمدافع" إلى هناك تحت شعارات إسلامية، على الرغم من أنها تشكل مجرد آلية في لعبة مرتبطة بالمصالح الاقتصادية.. وفي نهاية المطاف تشكل "داعش".
وأعاد إلى الأذهان أن الغارات الروسية في سوريا ألحقت أضرارًا كبيرة بتوريدات النفط غير الشرعية من سوريا. وقال أنه سيطلب من وزارة الدفاع الروسية نشر صور فضائية تظهر تمركز 11 ألف ناقلة نفط في نقطة واحدة في منطقة خاضعة لسيطرة "داعش" في سوريا.
وردًا على سؤال من صحفي أوكراني، أكد بوتين من جديد عدم وجود قوات مسلحة نظامية روسية في شرق أوكرانيا، مشيرًا إلى أن عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بين الأطراف المعنية يجب أن تقوم على أساس المساواة.
كما قال إن موسكو لا يهمها تصعيد الوضع في شرق أوكرانيا بل تسعى إلى تسوية النزاع، لكن ذلك ليس من خلال قتل سكان في منطقة دونباس، مشيرًا إلى أن المعارضة فازت في الانتخابات المحلية التي جرت أخيرًا في المناطق الخاضعة لكييف في جنوب شرق البلاد. وأكد أن موسكو لا تزال مستعدة للحوار مع كييف من أجل تسوية الأزمة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين يعلن تأييده مبادرة واشنطن بشأن سورية ويرى أن نقاطها لا تعجب الأسد بوتين يعلن تأييده مبادرة واشنطن بشأن سورية ويرى أن نقاطها لا تعجب الأسد



GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 21:24 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:02 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib