الرباط - عبد الرحيم لحبيب
أكد الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية المصطفى بن علي، أن إلحاح الدولة المغربية على الرفع من مشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية الوطنية يمتد في عمقه إلى تجربة الإنصاف والمصالحة. وأضاف بن علي في حلقة لبرنامج قضايا وآراء بأن هذا الإلحاح هو نوع من جبر الضرر الجماعي، نابع من وعي الدولة بأن عزوف الشباب عن السياسة نتيجة لسياسات عمومية تراكمت عبر أعوام لتبخيس عمل الأحزاب وإبعاد المواطنين عن الحياة السياسية الوطنية.
واستعرض أنور الزين تجربة ترشيحه لمنافسة العمدة ساجد في سباق الظفر بالأمانة العامة للاتحاد الدستوري، وأحجم بن علي عن استعراض تجربته في جبهة القوى الديمقراطية وقال: " أفضل أن تتكلم تجربتي عني لا أن أتكلم عن تجربتي"، داعيا الشباب للانخراط في جبهة القوى الديمقراطية، لأن الطريق سالك وبدون عراقيل للوصول إلى الأمانة العامة حسب قوله.
وأوضح بن علي في سياق تحليله لظاهرة عزوف الشباب عن السياسة أن المشكلة عامة عند المغاربة، وأشار إلى أن انتخابات الغرف المهنية الأخيرة التي لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها نسبة 43%، والتي تتألف من هيئة ناخبة غير شابة دليل على أن مشكلة العزوف عامة، وحلها لا يعني الأحزاب وحدها بل يتطلب تدخلات الجميع، وخصوصًا قنوات التنشئة الاجتماعية.
وعن مسؤولية الأحزاب في ضعف إقبال الشباب على السياسة، نفى بن علي بأن تكون المسؤولية مسؤولية الأحزاب وحدها، كما نفى أن تكون الأحزاب متساوية في تعاطيها مع الشباب، وأضاف بان هناك أحزاب جادة تلعب دورها على الدوام في تأطير المواطنين، وهناك أحزاب غير جادة تستجدي أصواتهم خلال مواسم الانتخابات.
وذكر بن علي أن حساسية موضوع الشباب، وأهمية ارتباطه بمستقبل البلاد، لم يعد يحتمل تدني المعالجة والنقاش حوله، مستحضرًا الإشارات الملكية بوجود أحزاب جادة، و أخرى غير جادة، تشكل الفارق لقياس درجة تعاطي الفرقاء السياسيين مع دور الشاب في المجتمع، مستنتجًا أن المغرب، اليوم، بلغ مستوى القطع مع المعادلة، التي تعكس عدم جدوى التعددية العددية، التي أفرزت أن من لهم تمثيلية ليس لهم فكر، ومن لهم فكر ليست لهم تمثيلية. و أضاف بن علي، أن المرحلة تستدعي الرقي بمستوى النقاش، لطرح رهانات شباب القرن21 ، و يأخذ في الاعتبار أن الشعب واع تمام الوعي بعدم جدوى الخطابات المستوردة، لإغراء الشباب و تحفيزه على الممارسة السياسية، وأنه يريد نموذجًا مغربيًا للمغاربة، داعيًا الفرقاء السياسيين في هذه المرحلة لاعتماد خطاب واقعي لإنجاح الانتقال الديمقراطي، باعتبار أن الشباب يشكل رقمًا صعبًا في المعادلة الديمقراطية.
كما أبرز بن علي أن طرح موضوع الشباب والانتخابات، يستدعي استحضار جميع عناصر الإغراء لدفعه، وعبره كل فئات المجتمع، للانخراط في الحياة السياسية، مستعرضًا مرتكزات البرنامج الانتخابي الوطني الذي اختارته جبهة القوى الديمقراطية، وفي ظل الدستور الجديد، للمراهنة على إفراز جماعة ترابية، ذات إشعاع اقتصادي واجتماعي يحقق التنمية، تحت شعار مغربي أصيل" ف بلادنا كابن معا من"، للمنافسة على خلق تعددية برامجية.
وأوضح بن علي أن الجبهة تضع الشباب بثقل مركزي ضمن تصورات برنامجها السياسي و الحزبي، مضيفًا تركيبة بنيتها التنظيمية قطاعيًا و ترابيًا، تزخر بطاقات شابة قيادة و قواعد، جاعلًا إلحاح الدولة، و مراهنتها اليوم على دعوة الشباب للانخراط في الحياة العامة، بمثابة المصالحة مع الذات، و جبرًا للضرر، رتبته سياسات عمومية، تعاقبت على إقصاء الشباب، في ممارسة دوره المحوري في المجتمع واختتم بن علي مداخلته، بالتذكير بأن جبهة القوى الديمقراطية، مبنية على انفتاح فكري، واهتمام محوري بالشباب، باعتبار أن لوائحه الانتخابية هي مائة بالمائة شباب ونساء، ترجمة للتجاوب مع مطلب مجتمعي، باعتماد مبدأ توفير كافة التسهيلات لتأمين دخول الشباب غمار المنافسة على الانخراط في الممارسة السياسية. كما أن الجبهة عززت وسائل التواصل مع الشباب عبر استثمار تطبيق نظام "الأوندريود" لتحقيق تواصل دائم و آني مع الشباب، و مع الحزب و أنشطته.
يذكر أن بن علي الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، كان قد حل ضيفًا على برنامج قضايا وآراء للقناة الأولى، ليلة الثلاثاء11آب/ أغسطس2015 إلى جانب ممثلي أحزاب الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، و الحرية والعدالة الاجتماعية، لمناقشة موضوع الشباب والانتخابات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر