الرباط-سناء بنصالح
أكَّد رئيس الحكومة المغربية, عبد الإله بنكيران, على تعبئة وتجند الحكومة وراء الملك محمد السادس في القرارات والمواقف المعبر عنها بمناسبة القمة الخليجية العربية، وشدد خلال ترؤسه المجلس الحكومي على أن الملك وهو يتحدث كان يتحدث بلسان شعبه كاملًا وقال: "كان ينوب عنا جميعا وأن الحكومة ورئيسها اليوم يريدون تأكيد هذا المعنى وتوضيحه وأنهم جسد واحد وراء جلالة الملك، سواء تعلق الأمر بالدفاع عن أقاليمنا الجنوبية أو تعلق الأمر بتأكيد موقفنا من الإرهاب أو تعلق الأمر بالمحاولات المغرضة لإعطاء صورة مشوهة عن ديننا الحنيف".
وأوضح رئيس الحكومة بالمناسبة أن الموقف المغربي واضح وصريح بخصوص قضيته المصيرية والمتمثلة في القضية الوطنية، حيث أكد على أن المملكة المغربية ظُلِمت في قضية أقاليمها الجنوبية وصحرائها المغربية على مدى أكثر من 40 سنة لما أُختُطِف أبناؤها من بيوتهم ومدنهم ورُحِّلوا قسرًا إلى الجزائر وكونت من خلالهم ما سمي بعد ذلك بجمهورية البوليساريو الوهمية أو قبل ذلك، وأُعلِنت فيها حرب على المغرب ظلمًا وعدوانًا لأسباب إيديولوجية مرتبطة بوجود معسكرين في هذا العالم.
وأضاف أن المغرب الذي سير هذه المرحلة بتضحياته الجسام من خلال حياة أبنائه من كافة المناطق المغربية بل ومن أبنائه من المناطق الجنوبية الذين يعلمون علم جين الجينات الموجودة في أجسامهم والتي جاءت من آبائهم وأجدادهم الذين بايعوا ملوك المغرب عبر العصور، ويعلمون أنهم مغاربة دمًا ولحمًا، حتى في عهد الاستعمار الإسباني، حتى وهم لا يعرفون داخل الوطن ولكن يعرفون أنهم مغاربة وأنهم مرتبطون برباط شرعي وأن هذا هو المغرب.
وتابع: "المغرب دولة مركزية وأطراف مرتبطة معها بالبيعة، هذا هو المغرب، هذا المغرب الذي ظلم في ذلك الوقت ومع ذلك وتضحياته الجسيمة في أبنائه وفي معتقله وبإمكانياته ومع ذلك صبر وتجنت التصعيد الذي كان قد يؤدي إلى حرب لا قدر الله بيننا وبين جيراننا الجزائريين وإخواننا الجزائريين وأن هذا المغرب الذي بعد إيقاف إطلاق النار في مسلسل طويل عريض ومجحف ومتعب ومرهق ماديا ومعنويا ومع ذلك ساير المنتظم الأممي في البحث عن حل متوافق عليه وتنازل إلى أقصى الدرجات الممكنة حتى قال جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله أنه لا يصر إلا على أمرين، أن يبقى العلم هو العلم المغربي وأن يبقى الطابع البريدي هو الطابع المغربي وما دون ذلك قابل للنقاش".
وأكمل "بعد كل هذا لا يمكن أن تصبح الأمم المتحدة التي آوينا إلى ظلها بغية إيجاد حل متفاوض عليه في صالح المنطقة، حل سياسي، حل ينسجم مع طبيعة الوضعية، ومع المواقف الحقيقية لساكنة المنطقة التي تعيش مرتاحة في مدنها والتي تخرج بعشرات الآلاف لاستقبال جلالة الملك والتي تخرج بعشرات الآلاف في المظاهرات التي تؤيد وحدة الأراضي المغربية، لا يمكن أن تصبح رهينة بسبب أمين عام اتخذ مواقف مائلة كل الميل إلى جهة أخرى"، وإن المغرب، العضو السلمي المسالم في الأمم المتحدة وفي العالم، العضو المتعاون بكل إمكانيته في المحافظة على السلم الكوني و العالمي و المواجه للإرهاب، ولذي كان دائما من أحسن أعضاء الأمم المتحدة، فإنه يشعر اليوم بنفسه وقد تجاوزت في حقه الحدود، و أن جلالة الملك عبر في هذا و عبر من خلال هذا الخطاب عن موقف المغاربة جميعا، والذين لا يقبلون أن تتجاوز الحدود في حقه".
وأشار إلى أن الشعب، شعب مسالم، متعاون، معقول، صبور، شعب وصل إلى حد السماح بالحكم الذاتي في مناطقه الجنوبية، وأضاف, "أرجو أن لا يدفعونا إلى مواقف لا نريدها, وأن جلالة الملك وهو يتحدث، كان يتحدث بلسان شعبه كاملا وكان ينوب عنا جميعا، والحكومة ورئيسها اليوم يريدون تأكيد هذا المعنى وتوضيحه وأنهم جسد واحد وراء الملك".
وأكد رئيس الحكومة على أنه رغم المحاولات المغرضة لإعطاء صورة مشوهة عن ديننا الحنيف، الذي يدين به مليار ونصف من الناس، كلهم سلم وأمان إلا فئة ضالة أخذت العنف طريقا لها كما وقع في كثير من الشعوب، كل هذا لا نقبله.
وإستطرد: "لهذا أريد أن أؤكد أننا اليوم وراء جلالة الملك، وأنني أقول للعالم بأسره أن المملكة المغربية، ستبقى في مواقفها ومواقعها المدافعة عن السلم وعن الصلح وعن تمتيع الناس بحقوقهم الطبيعية، في إطار سيادتها التاريخية على أراضيها الجنوبية، التي لم تكن قط كرها، وكانت دائما مبنية على علاقات شرعية و علاقات المحبة و المودة التي لا تزال قائمة إلى اليوم, فأؤكد هذا، وجلالة الملك منصور بإذن الله، وهذا البلد منصور بإذن الله وكل الخصوم الذين حاولوا إرباكه أو إزعاجه كان ذلك في النهاية على حسابهم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر