أغلق سعر برميل النفط دون 40 دولارا للمرة الأولى منذ 2009. وكان الخام الأميركي الخفيف واصل خسائره في المعاملات الآجلة، إذ هبط إلى 38.26 دولار للبرميل بانخفاض 2.19 دولار.
ومع تواصل خسائر النفط منيت الأسهم الأميركية بخسائر قوية تجاوزت 6 % مع افتتاح مؤشر "داو جونز".
وشهدت الأسهم الأميركيّة خسائر حادة في مستهل جلسة الاثنين، ونزل المؤشر الصناعي الأميركيّ عن 16000 نقطة لأول مرة منذ شباط/ فبراير 2014 بعد أن هوت الأسهم الصينية أكثر من 8%، وسط تراجع حاد لأسعار النفط والسلع الأولية الأخرى.
وهبط المؤشر "ستاندرد آند بورز" 500 بمقدار 94.92 نقطة تعادل 4.82%، إلى 1875.97 نقطة.
وهبطت التعاقدات الآجلة لخام برنت والخام الأميركي إلى أدنى مستوى لها منذ ستة أعوام ونصف العام صباح الاثنين، لتقل عن أحدث مستوى دعم لهما وهو 45 دولاراً للبرميل و40 دولاراً للبرميل بالترتيب، نتيجة شعور المستثمرين بقلق من أن يؤدي تباطؤ الاقتصاد الصيني إلى ضعف الطلب وسط وفرة عالمية من المعروض من النفط.
ودقت أجراس الإنذار في الأسواق العالمية الإثنين مع هبوط الأسهم الصينية بنحو 9%، وشهد الدولار والسلع الأولية تراجعات حادة وهو ما سبب ذعرا للمستثمرين.
وانخفض مؤشر "يوروفرست 300" لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بحوالي 3%، وتتأهب الأسهم الأميركية لخسائر مماثلة بعدما تراجعت الأسهم الآسيوية لأدنى مستوياتها في 3 سنوات في ظل مخاطر بخروج الهبوط الذي تشهده الأسهم الصينية منذ 3 أشهر عن نطاق السيطرة.
وأكد محللان نفطيان أن توقع أسعار النفط للفترة المقبلة مسألة في غاية الصعوبة بعد فشل أغلب التوقعات منذ العام المنصرم متوقعين استمرار ضعف الاسعار وانخفاضها لفترة ربما تطول.
وأبرز المحللان أن السعر العادل للبرميل يترواح بين 70 و 75 دولارا لكن السعر الذي ربما يصل إليه البرميل هو 20 دولارا فقط داعيا إلى تحرك منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" لإنقاذ النفط من حالة التدهور التي يعيشها.
وأوضح الخبير النفطي ورئيس مركز الأفق للاستشارات الإدارية الدكتور خالد بودي أن هناك عدة عوامل ساهمت في الهبوط غير المتوقع للأسعار لافتا إلى أن أولها كان الاتفاق النووي الإيراني وهو الذي خلق حالة نفسية في الأسواق بأن هناك زيادة في الإنتاج مستقبلية وزيادة في المعروض أكثر من الموجود حاليا ما أدى إلى هبوط الأسعار بوتيرة سريعة.
وتوقع بودي أن تكون الزيادة في الإنتاج بالنسبة للنفط الإيراني بين مليون واحد و 5.1 مليون برميل يوميا "لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت" مشيرا إلى أن من العوامل التي أثرت بشكل كبير التطورات بشأن الاقتصاد الصيني.
وذكر أن تعرض الاسهم الصينية للخسائر وكذلك الأسهم الاوروبية ألقى بظلاله على أسعار النفط التي تتأثر بأوضاع الاقتصاد العالمي كون النفط سلعة استثمارية يجري تداولها في الأسواق مشيرا إلى أن الفائض في المعروض من النفط كان في حدود مليوني برميل يوميا وأدى التباطؤ في النمو الاقتصادي إلى زيادته ليصبح نحو ثلاثة ملايين برميل.
وبيّن المحلل النفطي محمد الشطي وجود إجماع على وجود فائض من النفط في السوق، مشيرا إلى وجود اختلاف في التقديرات حول حجم الفائض "لكن السعر هو الذي سيؤدي إلى سحب الفائض".
ولفت إلى أن معظم توقعات صناع النفط تحاول أن تصل إلى الوضوح والدقة حول مستوى السعر والذي تنتظره المشاريع والموازنات ومنها تنطلق التوقعات لتحديد موعد إعادة التوازن ما بين متفائل ومتشائم.
وأضاف أنه في ضوء حالة الشكوك في السوق بدأت الشركات النفطية تستخدم أسعار نفط عند مستويات ثلاثة لتحديد مدى التزامها بالمضي في مشاريعها طويلة الأجل وهي 60 و 80 و 100 دولار.
وذكر الشطي أن أسعار نفط خام الإشارة مزيج "برنت" انخفضت من 46 .110 دولار للبرميل في بداية حزيران/ يونيو 2014 وهبطت إلى 22.45 دولار للبرميل في 13 كانون الثاني/ يناير 2015 أي هبوط بمقدار 24.65 دولار للبرميل ليعكس توقعات ضعف السوق النفطية خلال النصف الأول من عام 2015 وبلوغ المخزون مستويات تاريخية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر