المهمة العسكريّة في سوريّة تزيد ثقة المواطنين الروس بجيشهم بعد خيبة أمل في جورجيا
آخر تحديث GMT 02:39:02
المغرب اليوم -

موسكو تتجاهل اتهامات "العفو الدوليّة" بشأن وجود انتهاكات حقوقيّة

المهمة العسكريّة في سوريّة تزيد ثقة المواطنين الروس بجيشهم بعد خيبة أمل في جورجيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المهمة العسكريّة في سوريّة تزيد ثقة المواطنين الروس بجيشهم بعد خيبة أمل في جورجيا

طيار روسي يعود من سورية ويلقى ترحيبًا تقليديًّا بتقديم الخبز والملح
موسكو - حسن عمارة

عزَّز تدخُل الجيش الروسي في الأزمة السورية صورة القوات المسلحة لدى المواطنين الروس بعد أدائه الفاشل في الحرب الجورجية العام 2008، وبدا ذلك واضحًا في التكريم الذي حظي به أول الطيارين العائدين من سورية في بلاده، من خلال المسيرات العسكرية المنمقة والابتهاج بإنجاز المهة، فالمغامرة السورية أو على الأقل الصورة التلفزيونية منها أظهرت ثقة كبيرة بالجيش الروسي، حيث يشاهد الملايين من الروس النشرات الإخبارية الليلية، التي توضح قيام الطيارين المقاتلين بعمل بطولي بدكّ الأهداف المتطرفة.

وبينما لم يكن هناك حماس من المواطنين في اشتراك القوات في سورية، إلا أن المهمة عزَّزت صورة الجيش لدى الروس وفاجأت المراقبين الأجانب، فالجميع توقع رؤية الطائرات تتهاوى من السماء أو في حاجة إلى صيانة، بحسب ما ذكر أستاذ الشؤون الدولية في جامعة نيويورك، مارك جاليوتي، إلا أنهم تمكنوا من الحفاظ على الجدول الزمني وسلسلة الإمداد.

ومع النغمة البطولية والافتخار بنجاح المهمة بين المواطنين الروس، إلا أنه كان هناك اختلاف كبير بين الهدف المعلن لمكافحة تنظيم داعش والواقع حيث الأماكن التي أسقطت عليها القنابل في سورية، وبالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من تسفيه المسؤولين الروس التقارير التي تشير إلى سقوط ضحايا من المدنيين، نجد أن جماعات حقوق الإنسان تدّعي إزهاق المئات وربما الآلاف من أرواح المدنيين، كما أنه وعلى حد قول منظمة العفو الدولية، فقد أظهرت أدلة وجود انتهاكات للقانون الإنساني الدولي.

ولكن الجيش الروسي بدا مختلفًا عن الحالة المزرية التي كان عليها قبل بضعة أعوام، على الرغم من المحاذير الكبرى، والتساؤلات بشأن مدى استمرار التدخل العسكري في ظل المناخ الحالي من ركود اقتصادي بسبب العقوبات وانخفاض أسعار النفط، فعلى مدار العامين الماضيين، شارك الجيش الروسي في اثنين من الحروب، حيث التدخل السري لمساعدة الانفصاليين في أوكرانيا، وكذلك التدخل في سورية.

وبدأ كل شيء مع ضمّ شبه جزيرة القرم في شباط / فبراير العام 2014، عندما انتشرت قوات مجهزة تجهيزاً جيداً وبدرجة عالية من الاحتراف عبر شبه الجزيرة لحصار القواعد العسكرية الأوكرانية ونقاط البنية التحتية الرئيسية، وأكد فيكتور بارانيتس، وهو عقيد متقاعد من الجيش ومحلل عسكري، أن الحرب الجورجية العام 2008 أجبرت الجيش الروسي على ضرورة إعادة النظر وترتيب نفسه بعدما بدا قبيحًا في الوقت الذي كان يعتقد فيه بأنه مذهل.

وعليه فقد أجريت إصلاحات لثلث إجمالي القوات المسلحة الروسية الذي يبلغ تعدادها 750 ألف فرد، وهناك ربما قوة قوامها نحو 40,000 جندي من النخبة كافية للسيطرة على شبه جزيرة القرم، ولكن ليست بالضرورة كافية للقيام باجتياح بري واسع النطاق في أوكرانيا أو سورية، وقد بدأت الإصلاحات في الجيش الروسي خلال فترة تولي اناتولي سيرديوكوف مهامه وزيراً للدفاع، والذي سرعان ما قام وزير الدفاع من خلفية مدنية بتخفيض الرواتب الكبيرة للضباط وإجراء إصلاحات طال انتظارها، إلا أنه تم الإطاحة به على خلفية قضية فساد، ولكن المحللين أكدوا أن ما قام به مهد الطريق نحو بداية عهد جديد للجيش الروسي الذي برز في العامين الماضيين.

وأسَّس سيرديوكوف مجموعة النخبة من 30 إلى 40 وحدة بإمكانها الانتشار خلال ساعتين وفقًا للمحلل العسكري المستقل الكسندر جولتس، على خلاف النموذج الروسي التقليدي المعمول به منذ 150 عامًا حيث الجيش الضخم مع الملايين من جنود الاحتياط التي من شأنها أن تستغرق أسابيع؛ للتعبئة من أجل خوض حرب كبرى، وكانت تلك هي أساس الجيش الروسي لمدة 150 عامًا.

وعلى الرغم من أن الرأي السائد يببقى أن الجيش الروسي يمكن أن يخوض ذات يوم حرب كبرى ضد حلف شمال الأطلسي أو الصين، وبالتالي يحتاج جيشًا وعتادًا كبيرًا، إلا أن تجربة العقدين الماضيين، الشيشان وجورجيا وأوكرانيا وسورية، قد أظهرت أن الحرب السوفيتية في أفغانستان هي أكثر أنواع الصراعات التي ستشارك فيها روسيا عن الدخول في حرب كبيرة مع حلف شمال الأطلسي.

وفاق الجنود المحترفون العام 2015 عدد الجنود المجندين في الجيش الروسي للمرة الأولى على الإطلاق، ومن المتوقع أن تصل نسبة الجنود المحترفين 70٪ من قوام الجيش بحلول العام 2020، كما أضيفت تعديلات أخرى مثل مركز للتحكم على ضفاف نهر موسكو مجهز بغرفة للقيادة يمكنه التصدي للأعداء، بينما استكمل وزير الدفاع الحالي سيرجي شويجو مسيرة الإصلاح منذ توليه المهمة العام 2012، وشدد على ضرورة التربية الوطنية للأطفال وافتتح متنزه عسكري خارج موسكو العام الماضي.

وبدأ الجيش الروسي اللحاق بركب الجيوش الغربية المتقدمة على صعيد التكنولوجيا، حيث ذكر بارانيتس أنه ومنذ فترة طويلة سمع الجميع عن الرقيب الأميركي شون الذي كان يوجد في مبنى وزارة الدفاع الأميركية وأطلق الصاروخ بينما يتناول القهوة ثم عاد إلى منزله وهو يعلم بإصابة الصاروخ للهدف، مضيفًا أن الجيش الروسي أصبح على نفس الشاكلة، حيث يجلس القادة في موسكو ويرون ما يجري في كل متر مربع من سورية، كما أن التوجيه بشراء أسلحة ومعدات من دول أجنبية أخرى يعد جريمة في روسيا التي دائمًا ما تتمتع بالسيادة.

ويواجه تعزيز قدرات الجيش الروسي مشكلة شائكة تتعلق بتوفر التمويل اللازم من النقد، في ظل استمرار انخفاض أسعار النفط وتعهدات الاقتصاد الروسي بما يجعل خفض الموازنة أمر لا مفر منه، مع إعلان نائب وزير الدفاع في وقتٍ سابق من هذا الشهر خفض الإنفاق العسكري بنسبة 5% العام 2016، كما توقع المدير العام لمؤسسة روزيتك الحكومية الروسية للتكنولوجيا، سيرجي شيميزوف، انخفاض طلبيات وزارة الدفاع بنسبة 10%.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهمة العسكريّة في سوريّة تزيد ثقة المواطنين الروس بجيشهم بعد خيبة أمل في جورجيا المهمة العسكريّة في سوريّة تزيد ثقة المواطنين الروس بجيشهم بعد خيبة أمل في جورجيا



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"
المغرب اليوم - أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib