مقديشيو - عبد الباسط دحلي
قتل عشرة أشخاص من مسلحي حركة الشباب الصومالية المتشددة؛ إثر مداهمة مفاجئة للقوات الخاصة الأميركية في الصومال، وذلك بعد أيام من تنفيذ غاراتٍ جوية على معسكر تابع للحركة في عملية ذكر "البنتاغون" أنها أسفرت عن مقتل نحو 150 من المقاتلين.
وأكد مسؤول في جهة الاستخبارات الصومالية، رفض الكشف عن هويته، خلال حديثه إلى "الأسوشيتد برس"، أن خسائر الحركة تضمنت تصفية أحد العناصر شديدة الخطورة التي كانت تنوي القوات الخاصة المشاركة في المداهمة توقيفه، إلا أن التحديات الكبيرة والمواجهة القوية مع الجماعات المسلحة التي تحرس المنزل أحالت دون اعتقاله حيًّا.
وأوضح مسؤول استخباراتي آخر أن الهدف الفعلي وراء المداهمة يبقي غير معروف، بينما أكد المسؤولون الأميركيون أن قوات العمليات الخاصة الأميركية شاركت مع الجنود الصوماليين في هذه المداهمة، ونظرًا إلى الطبيعة السرية للعملية التي لم يتم الإعلان عنها، أشار أحد المسؤولين الأميركيين إلى أن المداهمة أدت إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص، وأن نحو 50 جنديًّا من قوات العمليات الخاصة الأميركية يعملون في الصومال بالتناوب على مدار الأعوام القليلة الماضية.
وجاءت المداهمة الأخيرة لقوات العمليات الخاصة بعد ثلاثة أيامٍ فقط من تنفيذ الولايات المتحدة غاراتٍ جوية على معسكر تدريبي تابع لحركة الشباب، في عملية ذكر البنتاغون أنها أسفرت عن مقتل نحو 150 شخصًا من مقاتلي الحركة، وتعد هذه التحركات جزءًا من العمليات العسكرية العنيفة في الصومال منذ تدخل الولايات المتحدة الأميركية في أوائل فترة التسعينات خلال المعركة التي أطلق عليها بلاك هوك داون، وعانت فيها واشنطن من خسائر فادحة.
بينما ذكرت حركة الشباب أن مقاتليها تمكنوا من إحباط هجوم على بلدة أوديغلي الواقعة جنوب الصومال، تراجع خلاله المشاركون في المداهمة مع سقوط ضحايا، وأكد المتحدث باسم الحركة، الشيخ عبدالعزيز أبومصعب، أن القوات الأجنبية استخدمت طائرتي هليكوبتر في العملية التي شهدت مقتل أحد المسلحين، وأضاف محمد حسن، أحد شيوخ بلدة أوديغلي، أن القوات الغربية هبطت بمروحياتها خارج البلدة وقطعت مسافة 3 كيلومترات على الأقل سيرًا متسللة داخل المدينة لتجنب تقفي أثرها من قِبل المقاتلين المتطرفين، ثم قامت بعدها بتنفيذ المداهمة المفاجئة، وبدأ إطلاق النار الذي دار بين المسلحين وجنود الحركة بالقرب من مركز للشرطة.
وتحدث أحد سكان المدينة قائلاً إن حركة الشباب فرضت طوقًا أمنيًا وشنّت حملة اعتقالات لمشتبه بكونهم "جواسيس"، وقال القائد العام للشرطة، هيرسي باري، إن الانفجار الذي وقع، الأربعاء، بواسطة سيارة ملغومة خارج أحد المقاهي بالقرب من أكاديمية الشرطة في العاصمة الصومالية، مقديشيو، أسفرعن مقتل ثلاثة ضباط ومدني، ولم تعلن أيّة جهة مسؤوليتها عن الانفجار، ولكن يبدو أنها جزء من هجمات حركة الشباب التي خرجت من مقديشيو، على أيدي قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي العام 2011.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر