أعلنت وزارة "الخارجية" المصرية أن جلسات ملتقى القبائل الليبية في يومها الأخير الخميس عقدت ثلاث جلسات لصياغة البيان الختامي بحضور واسع لـ 400 مشارك من داخل ليبيا من كبار شيوخ وعواقل وأعيان القبائل.
وأوضحت "الخارجية" أن المناقشات بدت ساخنة وجدية على مدار أكثر من 12 جلسة في الأيام الأربعة الماضية في المسائل المتعلقة بسبل دعم مؤسسات الدولة الليبية الشرعية للتعامل مع أوضاع عدم الاستقرار، وناقش الحضور أوضاع النازحين في الداخل والغرب والجنوب والشرق الليبي والمهجرين في الخارج.
وأصدر البيان الختامي لمؤتمر القبائل الليبي الذي تم عقده على مدار أربعة أيام متواصلة، مساء الخميس، 20 توصية لبدء تنفيذهم بين القبائل الليبية بحضور 400 شخصية.
وأكدت القبائل الليبية دعم مجلس النواب المنتخب من الشعب وله الشرعية والممثل الوحيد للشعب الليبي ودعم ما يصدر عنه من قرارات، ودعم الجيش الليبي والذي يواجه قوى الظلام والتطرف الأسود والذي يحفظ أمن الوطن ويقضي على التطرف فكرا وسلوكا ويحقق وحدة القوة، والحوار المجتمعي الطريقة المثلى للخروج من أزمة ليبيا، والقضاء لا سلطان عليه وتفعيله واجب شعري ولا يجوز استهداف أعضاء السلطة القضائية والمساس بها.
وشددت القبائل على التبرأ من التطرف والمتطرفين ودعوة القبائل لتحديد موقفها من التطرف ومحاربة كل من ينتمي له ويدعمه، ومطالبة الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور بضرورة الإسراع من صياغة الدستور في أقرب وقت، وقرر الملتقى أن الشرطة والمخابرات هيئات أمنية يجب دعمها واحترامها وتمكنيها من أدائها الوطني، والإعلان عن إنشاء مجلس للقبائل الليبية يتم تسميته داخل ليبيا ويستمد شرعيته من مجلس النواب ويلتزم بشؤون النازحين والمهاجرين ودعم العلاقات مع دول الجوار والدول العربية، ومعالجة أوضاع المهاجرين والنازحين والمعتقلين،.
ودعت إلى خطاب إعلامي وديني متوازن للإسهام في المصالحة الوطنية وإضفاء نار الفتنة بين جميع الليبيين، وأكد المجتمعون أنه لا حوار مع تنظيم متطرف، ورفض جميع الأحزاب على اختلاف مسمياتها بما في ذلك "الإخوان المسلمون" والتأكيد على أن تنظيم "الإخوان" منظمة متطرفة وحظرها ورفع غطاء الشرعية عنها في ليبيا، مطالبة الجامعة العربية والإتحاد الأفريقي للضغط على مجلس الأمن لرفع حظر التسليح للجيش الليبي الذي يحارب التطرف.
وطالبت الجامعة العربية بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك،ومطالبة الحكومة المصرية بتسهيل الحكومة الليبية بفتح المنافذ الجوية والبرية بما لا يتعارض مع مصالح وأمن البلدين، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته في تخليه عن دعم الشعب الليبي، والدعوة لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار ليبيا وتحميل الدول المسؤولة عن ذلك.
ودانت القبائل الليبية كل الأطراف الداعمة للتطرف في ليبيا، بالإضافة إلى المباركة لأي جهود من الأمم المتحدة بشرط أن تحقق الصالح الليبي بمنأى عن الأجندات غير المخلصة إلى ليبيا، وتثمن كافة الجهود التي تبذل لمساعدة الليبيين لإيجاد حلول في أزمتهم وعلى رأسها الدول العربية والإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، ورفض أي ترتيبات دولية بخصوص الشأن الليبي لا لم تكن نابعة من إرادة ليبية خاصة.
ووجهت القبائل الليبية الشكر لمصر رئاسة وحكومة وشعبها لدعمها استقرار الوحدة الليبية وتثمين استضافتها للملتقى الليبي، حيث وصفت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "البطل" الذي أنقذ المصريين في ثورة 30 يونيو.
وأكد رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، أن مصر والعالم كله يهتم بما يحدث في ليبيا، وأن التئام هذا الاجتماع أبلغ رسالة للعالم بأن وحدة ليبيا واستقلالها هو رهن بإرادة الليبيين أنفسهم وأن الشعب الليبي عازم على وحدة هذا الاستقلال ووحدة السيادة.
وشدد محلب على أن مصر حكومة وشعبا لديها يقين كامل بأن الشعب الليبي عازم على لم الشمل وأنه الوحيد على صاحب الكلمة في استشراف مستقبله، وأن الشعب الليبي ينزع إلى السلام والاستقرار وسيتمكن بجهود أبنائه وبعونه من أشقائهم من تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها.
وأشار إلى الجميع يتابع اجتياح التطرف للمنطقة وأن مجتمعات مزقتها دعوات الطائفية وأنه لن يهزم تلك الدعاوي إلا الشعوب والمجتمعات نفسها والجميع يرفض هذا العنف ويتبرأ من ذلك التطرف، واجتماع القبائل الليبية هو عنوان تلاحم ومثال حي يمكن أن تفعله الشعوب للحفاظ على استقرارها ومواجهة التحديات المحيطة بها.
ولفت إلى أن استقرار ليبيا من استقرار مصر والمصريون تجمعهم بأشقائهم في ليبيا روابط المصير المشترك ولن تتوانى مصر عن دعم ليبيا، وتقف مصر قيادة وشعبا إلى جوار الليبيين في اختياراتهم أي كانت بعيدا عن أي جهة أو أي فصيل.
وأوضح محلب أن مصر تابعت أعمال المؤتمر الليبي وأنها تتوجه على بالغ التقدير للقبائل الليبية على جهدها المثمر سواء تجمع الليبيين صفا واحدا في مواجهة دعوات التقسيم، وأن بناء ليبيا الحديثة التي ترفض العنف والتطرف هو أمر ممكن وهدف قد يمكن تحقيقه، وأنه لا شك أن المداولات تصب في هذا الاتجاه.
وشدد رئيس الوزراء على أن القاهرة ستظل وطنا ثانيا لجميع الليبيين وتفتح ذراعيها لكل ليبي مخلص للخروج من المأزق الحالي وأن تجري متابعة ما خلصت إليه المناقشات وأن ينضم إلى القبائل ما لم يستطع الحضور، قائلا في ختام كلمته "تحيا مصر وتحيا ليبيا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر