القاهرة - أحمد عبد الفتاح
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الشرق الأوسط لن يعود كما كان، وأن الدولة الوطنية في مصر لم ولن تسقط.
وألقى السيسي كلمة أمام أعضاء المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، أكد فيها أنه يدرك أهمية المعهد ويتابع كلما سنحت الفرصة بعض إصداراته.
وأوضح السيسي أن منطقة الشرق الأوسط تتعرض منذ بضع سنوات لتطورات سياسية متلاحقة اختلفت مسبباتها وحدتها وتداعياتها باختلاف الدول التي تعرضت لها.
وأضاف: "يمكننا أن نخوض طويلًا في المسببات التي تقف وراء هذه التطورات سواء كانت نابعة حصريًا من داخل المجتمعات أو أن عوامل خارجية دعمت وعززت من قوة تلك الموجة وتأثيراتها".
وتابع: "المهم هنا هو الإقرار بأن منطقة الشرق الأوسط تشهد تغيرًا غير قابل للتراجع وله تداعيات ضخمة، سواء من حيث تطلعات الشعوب لحياة أفضل وعلاقة الشعوب بالحكومات أو من حيث الأدوار المختلفة التي تلعبها الأطراف المؤثرة مثل الحكومات والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني"
وشدد السيسي على أنه لم تسقط الدولة الوطنية في مصر، على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها.
وتابع: "إذا أحسنا استثمار اللحظة لبداية سليمة لإعادة صياغة العقد الاجتماعي بين الشعوب والحكومات على قواعد وأسس ومفاهيم جديدة تتواءم بشكل أفضل مع تطلعات الشعوب وحاجاتها الحقيقية، من دون حاجة إلى تفتيت الدول أو إعادة رسم الحدود أو ما شابه ذلك من تصورات أو اجتهادات في غير محلها".
وشدد على أن مكافحة الإرهاب لم تعد ترفًا والجميع يجب أن يتضامن لمواجهة المخاطر"، لكن مع الأسف هناك الكثير من الأمور المرتبطة بهذا الموضوع ليست محل اتفاق دولي بعد.
واستطرد: "غير أن ما يهمني هنا هو التأكيد على أن أي تنظيمات أو جماعات تعمل أو تحرض على تقويض سلطة الدولة والسيطرة على مساحات من الأراضى وعلى إخضاع المجتمعات والشعوب لإرادتها بقوة السلاح إنما هي تنظيمات إرهابية يتعين مكافحتها بشتى الوسائل وتجفيف منابع تمويلها ومدها بالسلاح".
وحث على أن الأهم يتمثل في ضرورة دحض وتفنيد أفكارها المتطرفة والعنيفة التي تستند إليها في أنشطتها من خلال جهود فكرية وثقافية وإعلامية دؤوبة ومنسقة وعميقة.
وأشار السيسي إلى أنه بالنسبة للوضع الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط، فهناك حقيقتان هامتان فيما يتعلق بهذا الوضع من منظور مصري خالص، الأولى تتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والذى سيظل يشكل أحد المنابع الأساسية لانعدام الاستقرار في هذا الإقليم.
واعتبر السيسي أن تسوية القضية الفلسطينية على أساس عادل يفتح الطريق أمام تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، ليس فقط لأنه الصواب والحق الذي يجب عمله وإنما أيضًا لأنه يحرم أطرافًا كثيرة من التستر وراء هذه القضية العادلة لتنفيذ أهداف سياسية وأمنية لا علاقة لها بفلسطين.
ونوه إلى رسوخ ومتانة العلاقة التي تربط بين مصر ودول الخليج العربى، حيث تمتلك طابعًا سياسيًا واستراتيجيًا غير قابل للانفصام.
تحدثت الرئيس السيسي عن أن مصر اجتازت المرحلة الأصعب وتتطلع بثقة إلى المستقبل، مشيرًا إلى أن مصر اجتازت مرحلة دقيقة من التحديات كان يمكن أن تكون لها تداعيات سلبية خطيرة على استقراره لولا يقظة وحضارة الشعب المصري والثقة التي تربط بينه وبين جيشه.
وذكر أن افتتاح قناة السويس الجديدة تجسيدًا حيًا لرغبة المصريين في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر