طرابلس - فاطمة سعداوي
حُكم على نجل الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي، سيف الإسلام، بالإعدام غيابيًّا بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب، وهو محتجز حاليًا من قِبل جماعة مسلحة في بلدة الزنتان الليبية بعد أن حاول عبور الصحراء للهروب إلى النيجر المجاورة.
وقد تحدث سيف الإسلام في فيديو للمحكمة عبر دائرة تلفزيونية، بعد أن رفض خاطفيه السماح له بمغادرة الزنتان لحضور المحاكمة في طرابلس، وقد حكم عليه أخيرًا مع 8 من معاونيه بالإعدام رميًّا بالرصاص بعد إدانتهم بالأمر بالقمع الوحشي للمظاهرات خلال الانتفاضة الدموية التي حدثت في ليبيا العام 2011.
ويذكر أن سيف الإسلام القذافي، المعروف بمعاملته الحادة مع الصحافيين في المقابلات، قد بترت أصابعه بعد إصابته بجروح بالغة في غارة جوية العام 2011، وكذلك تم الحكم على رئيس المخابرات السابق في نظام القذافي عبدالله السنوسي بالإعدام أيضًا، ولكن يمكنه الاستئناف على القرار مثل سيف الإسلام.
وكذلك يواجه البغدادي المحمودي أحد وزراء القذافي السابقين، نفس الحكم بالإعدام بالإضافة إلى وزير الخارجية السابق عبدالعاطي العبيدي ورئيس الاستخبارات السابق أبوزيد دوردة، كما صدرت أحكام بالسجن تتراوح بين 5 أعوام إلى السجن مدى الحياة لعدد آخر من رجال عصر القذافي.
ويقال إن سيف الإسلام هو الابن الثاني للقذافي والذى عثر عليه في أنبوب الصرف الصحي وهو ممسكًا بالمسدس الذهبي.
ويعتبر القذافي راعيًّا للتطرف منذ فترة طويلة بعد تفجيرات Lockerie العام 1988 والتي أدت إلى فتور العلاقات بين بريطانيا وليبيا حتى لقائه توني بلير العام 2004، حيث تصافح بلير مع الديكتاتور الليبي السابق والتقى به في خيمة بدوية تقليدية لمناقشة تجديد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث تعهد بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل.
وكان سيف الإسلام معروفًا بكونه الأكثر قربًا إلى الغرب من أبناء القذافي، حيث كان يتمتع بحياة مترفة، ويعيش في قصر فخم في لندن قيمته 11 مليون إسترليني، وقد انضم إلى مدرسة الاقتصاد (LSE) في لندن وحصل منها على درجة الدكتوراه، وتبين بعد ذلك أن القذافي صرف بمعدل 4.000 إسترليني شهريًا على الدروس الخصوصية، والتي أثرت في تقدمه للدكتوراه بشكل فعال.
وتعرضت مدرسة الاقتصاد في لندن للنقد بعد أن تبين أنها تلقت منحة قيمتها 300.000 إسترليني من مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية، وبعد 6 أسابيع تقدم سيف الإسلام لنيّل درجة الدكتوراه.
وتأتي محاكمة نجل القذافي مع استمرار العنف في ليبيا في ظل التنافس بين حكومتين وبرلمانين في طرابلس وطبرق، وقد اضطرت الحكومة الليبية الرسمية إلى الهروب من طرابلس بعد الاستيلاء على المدينة في عملية "الفجر"، والتي نفذها تحالف من الجماعات الإسلامية والمسلحين المتمردين، مما دفعها إلى إعادة تحديد موقع جديد لها كحكومة منفية شمال شرق طبرق، بينما تستمر طرابلس تحت سيطرة حكومة غير معترف بها دوليًّا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر