تطوان - مروة العوماني
احتضنت مدينة تطوان حدثًا علميًا مهمًا في إطار الرقي بالسياسة العامة المتعلقة بموضوع الهجرة، وذلك في إطار اليوم الدراسي المنظم من طرف جمعية "الأيادي المتضامنة" حول موضوع "حقوق المهاجرين الأجانب في المغرب: الواقع والتحديات".
وفي كلمة له، أكد الخبير المغربي محمد الخشاني، في محور تدخله على أهمية وضع القطيعة مع المقاربة الأمنية المتبعة سابقًا في تدبير ملف الهجرة، والاعتماد على حقوق الإنسان في الرؤية المتقدمة للموضوع، كما أطرها الملك محمد السادس في الخطاب الملكي، ومتطابقة مع المعاهدات الدولية الموقعة من طرف المغرب.
بدوره أعطى مُمثل وزارة "العدل" القاضي محمد الرزاقي، نبذة عن قانون 02-03 المتعلق بالهجرة، مُعربًا عن اهتمام وزارة "العدل" والحريات بالموضوع، ومشيرًا إلى المرتكزات التي بُنيت عليها السياسة الجديدة للهجرة، ومؤكدًا على أهمية استغلال الضمانات القضائية التي يخولها القانون للأجانب في المغرب.
وكان موضوع اللجوء واللاجئين حاضرًا بعد إثارته من طرف ممثل المندوبية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المغرب النرويجي الأصل بغاغط فاندفيك، الذي أعطى إحصائيات دقيقة عن اللاجئين في المغرب، مُحددًا عددهم هذا الشهر بـ 5251 طالبًا للجوء مُسجلًا في المندوبية، منهم 3653 يحتاجون للحماية الدولية، و1598 حالة في طور الدراسة، موضحًا أنّ السوريين هم أكثر الجنسيات طلبًا للجوء بعدد 2385، يليهم اليمنيون بـ 449، ثم المُقبلين من ساحل العاج بـ 276 حالة.
وتطرق الحاضرون في النقاش إلى دراسة مشاريع معينة عن طريق العرض الذي قدمه ممثل الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في المغرب محمد السوعلي، والذي قدم مشروع "إعمال حقوق المهاجرين" الممول من الإتحاد الأوربي والذي يُنجز في 17 دولة مختلفة، منها المغرب حيث يُفعل هذا المشروع عن طريق ثلاث جمعيات منها جمعية "الأيادي المتضامنة" المُنظمة للقاء، حيثُ نوّه السوعلي بكفاءتها وقوة مشروعها الذي تم اختياره من طرف الإتحاد الأوربي على المستوى الدولي من بين 40 مشروعًا مُقدمًا من 15 دولة مختلفة، وهو ما يوضح قوة الجمعيات المغربية، وحضورها الفاعل على المستوى الدولي.
هذا، وقد نظم هذا اللقاء بتعاون مع الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وبدعمٍ من الإتحاد الأوربي الذي كان مُمثلًا بتاتيانا رومون التي أكدت على الإهتمام الكبير الذي يوليه الإتحاد الأوربي لمثل هذه اللقاءات، والتي تُعتبر فضاءًا للنقاش الجدي والتحليل الهادئ وتبادل الأفكار، كما نوهت بالتنظيم المحكم لهذا اليوم الدراسي من طرف جمعية "الأيادي المتضامنة"، وقدرتها على الجمع بين خبراء ينتمون لميادين مختلفة.
كما زارت تاتيانا رومون، مركز التوجيه والإرشاد للمهاجرين، وهو المركز الذي وضعته الجمعية أمام المهاجرين في مدينة تطوان، لتسهيل عملية إدماجهم بالمجتمع المغربي، وتنسيق مختلف الأنشطة الموجهة إليهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر