أحبط المقاتلون المؤيدون للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي محاولة جديدة لـ"الحوثيين" للتقدُّم نحو مدينة مأرب، والسيطرة على مواقع المقاومة في محيطها، فيما واصلت الجماعة قصفها العشوائي للأحياء السكنية وسط تعز وفي شمال غربي مدينة عدن، فيما سقط مائة قتيل في قتال شرس في مدن إب وعدن وتعز ومأرب، حسبما ذكرت مصادر رسمية يمنية.
وفي نيويورك؛ حذرت الأمم المتحدة من خطر المجاعة في اليمن وتفاقم الأزمة الإنسانية فيه، في وقت تلقى المبعوث الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد دعمًا قويًا من مجلس الأمن، بالرغم أنه سمع خلال لقائه مع البعثة الروسية في الأمم المتحدة "انتقادات وتحذيرات من إمكانية أن يفقد حياده لصالح دول مجلس التعاون الخليجي".
وذلك دكَّ طيران التحالف مواقع "حوثية" في مناطق على الجبهات الأمامية للقتال، كما استهدف مخازن للسلاح ومعسكرات موالية للجماعة في محافظات عدن والضالع وتعز والبيضاء ومأرب وحجة وصعدة، وأكدت مصادر سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وكشف مسؤولون أمنيون في صنعاء، عن أنَّ وفدًا من "الحراك الجنوبي"، الذي يُطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله يجري في العاصمة العُمانية "مسقط" محادثات مع وفد من جماعة "الحوثيين"، من أجل وقف النار، حسبما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس".
وكان تردّد أن وفدًا من حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يتزعّمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، توجّه إلى موسكو لإجراء محادثات مع مسؤولين روس.
وأكدت مصادر قبلية في مأرب أن مسلحي القبائل تمكنوا من إحباط هجوم حوثي للسيطرة على مواقعهم في منطقتي نخلا والسحيل. وتحدثت عن معارك عنيفة بين الطرفين في مناطق المشجح والفرع، استُخدِمت فيها كل أنواع الأسلحة وسط أنباء عن عشرات الإصابات بين قتيل وجريح.
وأضافت المصادر أنَّ المعارك امتدت إلى منطقتي الجفينة والسائلة غرب المدينة، في ظل غارات لطيران التحالف على مواقع المسلحين "الحوثيين" الذين يحاولون إخضاع محافظة مأرب النفطية، وتأمين طريقهم إلى مناطق حضرموت والمهرة الخارجة عن سيطرتهم.
وواصلت الجماعة قصف الأحياء السكنية شمال غربي مدينة عدن، في مناطق إنماء ودار سعد والمنصورة. وأكد مسعفون أنَّ 3 قتلى بينهم امرأة و10 جرحى سقطوا بقذائف أطلقها "الحوثيون" على منطقة إنماء المزدحمة بآلاف النازحين.
وذكرت مصادر محلية أنَّ طيران التحالف استهدف مواقع "الحوثيين" في مداخل عدن وضواحيها ومطارها، كما استهدف عشرات منهم أثناء تجمعهم قرب المبنى الحكومي لمحافظة الضالع في منطقة سناح شمال مركز المحافظة.
وطاولت الغارات مواقع لـ"الحوثيين" والقوات الموالية لهم على الحدود الشمالية الغربية في محافظتي صعدة وحجة، وقال سكان إن القصف الجوي مصحوبًا بقذائف المدفعية السعودية وصواريخ مروحيات "أباتشي" طاول تجمعات "حوثية" في مديريات حرض وحيران وميدي ومستبأ وبكيل المير التابعة لمحافظة حجة، واستهدف مواقع في مديريات حيدان ورازح وساقين وكتاف التابعة لمحافظة صعدة. وتحدثت مصادر "الحوثيين" عن مقتل عبدالله الحميضة وهو واحد من المرجعيات الدينية في المنطقة.
وأعد مجلس الأمن مشروع بيان اقترحته بريطانيا يؤكد دعم كل أعضاء المجلس لجهود المبعوث الدولي ولد شيخ أحمد، الذي قدم إحاطته الأولى إلى المجلس بعد مشاورات جنيف وأوضح فيها "خطة النقاط الست" التي تتضمن التوصل إلى "اتفاق وقف للنار مرفق بانسحاب القوات المتنازعة من المدن الرئيسية، ووضع آلية لانسحاب منتظم لهذه القوات من المناطق الأخرى بالتزامن مع انتشار فريق مراقبين محايد".
تضمنت خطة ولد شيخ أحمد ضرورة "تعهد الأطراف المتنازعين في اليمن توفير وصول المساعدات الإنسانية، واحترامهم القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين وإطلاق السجناء السياسيين، وإرجاع سلطة المؤسسات الحكومية إلى المناطق التي تنسحب منها الأطراف المتقاتلة، والتزام الدخول في مفاوضات شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة تضم كل المكونات السياسية في اليمن".
وأوضح ولد شيخ أحمد إنه سيتوجه نهاية الأسبوع الحالي إلى الرياض وجدة وصنعاء للقاء الأطراف المعنيين واستكمال البحث في كيفية التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة "قبل انتهاء شهر رمضان". وأكد أنه "متمسك بالتفاؤل" وأنَّ "المبادئ المطروحة قابلة للتحقق" مشددًا في الوقت نفسه على أنه لم يحدد موعدًا جديدًا لجولة مشاورات أخرى بين اليمنيين.
وأشار دبلوماسيون في نيويورك إلى أنَّ ولد شيخ أحمد "سمع كلامًا حادًا من البعثة الروسية قبل جلسة مجلس الأمن بأن عليه التمسك بالحيادية وألا يتحول مبعوثًا خاصًا لمجلس التعاون الخليجي، بل أن يحافظ على مهمته كمبعوث خاص للأمين العام ولمجلس الأمن".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر