عمان ـ وكالات
العالم إلى أين؟ سؤال يتوجّه به السياسي المخضرم والوزير السابق "محسن دلّول" إلى الكل بسواء، الناس والساسة، لا يهاب لومة لائم ولا عتب حاكم، يعرض الوقائع كما يراها، وكما يحسّها في كتاب ضمّنه كل ما يعرفه هو وما يريد أن يعرفه الناس بدقة وبدون مبالغة أو حذف أو زيادة...
يبدأ محسن دلّول كتابه بحمولة من الماضي "... تضغط الذكريات علينا وأحياناً تأتي متكاملة في روعتها، ولكنها غالباً ما تلفّنا بمأساويتها ورعبها..." أما الحاضر فيجده "... عالم لا تفارقه الكآبة نتيجة التخبط في كل الأمور والتردي في شتى المجالات (...) ومع ذلك ثمة من يجد الفرح في الترهات والجاذبية في المغامرة...".وبين جذور "الماضي" والسير نحو "المستقبل" تبدو الحاجة ملحّة للتغيير ولكن كيف؟
بالنسبة للكاتب أولى الخطوات للتغيير "... هو ضرورة كشف الفجوة بين الشعارات والممارسات الحقيقية..." أما ثاني الخطوات "أن ندرك بأن خطوط الحدود بين الحاكم والمحكوم معقدة ومتغيرة..." وثالث الأثافي "... يترتب علينا واجب إعادة النظر مراراً وتكراراً في أهدافنا ومهماتنا على طريق تقدمنا..." وعدم السير "بالسياسات التي تهدف إلى تضليل الرأي العام العربي والحرص على أن يبقى العرب أسيري دوامة هائلة من الشعارات والانفعالات التي مزقت المجتمعات العربية وباعدت فيما بينها وأبقتها تعيش في أجواء انفعالية وغير عقلانية...".
أما ما يفقدنا كعرب القدرة على التغيير "هي تلك الهوّة العميقة بين السياسة والثقافة. فالمثقف إجمالاً هو المرجع الذي يجب أن يسهم في تحديد المسارات السياسية، وإذا أحجم يكون كمن وضع نفسه خارج المكان والزمان...".
وفي هذا السياق يعتبر الكاتب أنه "لا يجوز على الإطلاق أن نسعى لتدمير كل من يختلف مع رأينا في السياسة وفي الحياة وفي المجتمع. وما يزعجنا هو أن نرى في عالمنا العربي قادة لا يستطيعون إدارة شؤون البلاد". وهنا يبدو أن الكاتب يسجل موقفاً من دون تحديد أسماء بعينها؛ فبرأيه "من أبسط الأمور أن يتمتع المسؤول أو القائد بقدرة مميزة على التكيف مع الظروف المعاكسة. وبكل وضوح وصراحة نعيش مع حكام همهم أنفسهم، وهم معجبون بآرائهم محبين للتفاخر والبذخ فيه، مفرطين في سماع المديح مهما كان كاذباً وتافهاً دأبهم الخضوع لإرادة الأجنبي، ولكنهم أقوياء في قمع شعبهم. ضعفاء مع مصادري ثروات البلاد وحريات الشعب وسيادة الأوطان. غير أنهم جائرون على المواطنين... على الرعية... إنهم يضحون بالشعب وأحياناً بالوطن والمواطن من أجل إرضاء قادة الدول العظمى، كلمتهم هي الفصل وإرادتهم هي النافذة...".
يضم الكتاب مقالات متنوعة تشكِّل في مضمونها قراءة نقدية لسياسات الأنظمة في الشرق والغرب معاً (الدول المهيمنة والدول المهيمَن عليها) في الماضي البعيد والحاضر القريب في محاولة من الكاتب لاستشراف المستقبل وما سوف يتمخض عنه من تحديات كبرى لا بدّ من مواجهتها والاستعداد لها... أعدّ الكتاب يوسف مرتضى .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر