واشنطن ـ أ.ف.ب
نيكولا ساركوزي بحبه للثرثرة، انغيلا ميركل بتحملها اعباء اوروبا على كتفيها وفلاديمير بوتين صاحب السيرة المؤثرة، هم بعض من الزعماء الاجانب الذين تطرقت اليهم هيلاي كلينتون في كتاب مذكراتها الجديد الصادر الثلاثاء في الولايات المتحدة.
فخلال السنوات الاربع التي امضتها على رأس الدبلوماسية الاميركية بين 2009 و2013، زارت هيلاري كلينتون 112 بلدا والتقت كبار زعماء العالم.
وكتبت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة في "هارد تشويسز" ان "غالبية القادة الاجانب اكثر هدوءا في المجالس الخاصة مما هم عليه علنا. إلا ساركوزي".
واضافت كلينتون ان الرئيس الفرنسي السابق "كان يروي اقاويل ويصف بلا مبالاة قادة اجانب اخرين بانهم مجانين او معاقون: فاحدهم +مجنون مدمن مخدرات+ واخر يملك جيشا +لا يعرف القتال+ فيما ثالث ينحدر من سلالة طويلة من +الوحوش+".
لكن "على الرغم من حيويته المفرطة، كان يبقى دائما رجلا شهما".
وهذا التوصيف يتعارض مع ذلك الذي اعطته كلينتون لانغيلا ميركل، "المرأة صاحبة الطبع المناقض تقريبا لساركوزي" والتي تكرر كلينتون دائما اعجابها بها.
ووصفت كلينتون المستشارة الالمانية بانها "مصممة، فطنة ومباشرة"، معتبرة انه "من الصعب عدم الاعجاب بتصميمها الحديدي". واضافت "كما قلت سابقا في 2012، هي تحمل عبء اوروبا على كتفيها".
غير ان خصوم واشنطن تعرضوا لانتقادات اقسى من كلينتون، بينهم الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد الذي وصفته بأنه "متأهب دوما للقتال".
كذلك وصفت كلينتون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "غضوب ومستبد" ويهتم اكثر بالحفاظ على نمور سيبيريا من المفاوضات التجارية العالمية. كما تروي في كتابها قصة مؤثرة عن بوتين.
اذ ان الرئيس الروسي روى لهيلاري كلينتون في 2012 قصة شخصية جدا، ما اثار استغرابها. وفي تفاصيل هذه الرواية ان والد فلاديمير بوتين عاد بعد الحرب العالمية الثانية من الجبهة ليجد قرب منزله مجموعة من الجثث، واحدة منها كانت لزوجته التي تبين انها لم تكن ميتة فقام بمعالجتها.
وكلينتون التي قالت انها لم تتمكن من التحقق من صحة هذه الرواية، اشارت الى ان هذه الرواية "تعطي لمحة عما اصبح عليه (بوتين) كرجل وعن البلد الذي يقوده".
وتروي كلينتون في كتابها "هارد تشويسز" الواقع في 635 صفحة مرفقة بصور، كواليس المفاوضات المتفجرة بين نيكولا ساركوزي وشركائه في حلف شمال الاطلسي قبل اطلاق التدخل العسكري في ليبيا في 2011.
وتحدثت كلينتون في كتابها عن استعجال الرئيس الفرنسي للتدخل في ليبيا لتلميع صورة فرنسا بعد ما حصل في الثورة التونسية، وعن الغضب الذي ساد لدى مجموعة حلفاء فرنسا عند اعلانه خلال قمة في باريس في اذار/مارس 2011 ان مقاتلات فرنسية باتت في طريقها الى ليبيا.
وتنشط هيلاري كلينتون بقوة في الولايات المتحدة هذا الاسبوع اذ تجري جولة ترويجية لكتابها تشبه حملة تمهيدية غير رسمية للترشح لانتخابات الرئاسة الاميركية في 2016.
وقالت في مقابلة مع محطة "اي بي سي" بثت الاثنين انها لا تعتزم "على الارجح" اعلان موقفها من هذا الترشح قبل 2015.
وتابعت كلينتون "اريد بداية ان انهي العام، اجوب البلاد، اعطي دفعا لانتخابات منتصف الولاية التشريعية في الخريف، ثم اخذ قسطا كبيرا من الراحة، تحليل مكامن القوة والضعف لدي".
وخلال هذه المقابلة التي سجلت داخل منزلها في واشنطن مع الصحافية ديان سوير، اثارت هيلاري كلينتون موجة تعليقات ساخرة من جانب خصومها الجمهوريين عبر قولها انها وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون "لم نكن مفلسين فقط بل مديونين" عند مغادرتهما البيت الابيض في 2001.
وقالت "اضطررنا لبذل جهود شاقة لتمويل قروضنا العقارية لمنازلنا، ولدراسة تشلسي (الابنة الوحيدة للثنائي كلينتون). كما تعلمون، لم يكن ذلك سهلا". وقد جمع الثنائي منذ 2001 عشرات ملايين الدولارات بفضل ندوات تم دفع مبالغ طائلة في مقابل كل منها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر