مقاهي الأنترنت في المغرب تعود إلى عهدها الزاهر وتتجه نحو الإندثار
آخر تحديث GMT 17:57:07
المغرب اليوم -

مقاهي الأنترنت في المغرب تعود إلى عهدها الزاهر وتتجه نحو الإندثار

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مقاهي الأنترنت في المغرب تعود إلى عهدها الزاهر وتتجه نحو الإندثار

مقاهي الأنترنت
الرباط -المغرب اليوم

بعدما كان يستحيل في زمن ماض التجول في شوارع مدن المملكة المغربية  من دون أن تستوقفك مقاهى الإنترنت كفضاءات حظت بشعبية كبيرة في أوائل سنوات 2000، أصبح هده المقاهي المغربية  في شبه خبر كان منذ ما يقرب 10 سنوات.ونتيجة للتقدم التكنولوجي وظهور الإنترنت، دفعت هذه الأماكن ثمن هذه الطفرة التي أدت إلى ما يسمى دمقرطة الإنترنت، لاسيما من خلال الانتشار الواسع للهواتف الذكية التي توفر كل ما يمكن احتياجه للبقاء على اتصال طيلة 24 ساعة.

الحقبة الجميلة

في سنة 2001، سجلت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أكثر من ألفي طلب لإحداث مقاهي الإنترنت، وهو رقم كبير مقارنة بالوقت الحالي حيث تم الإعلان عن إحداث فقط مائة مقهى.وبحنين يتذكر خالد ، تقني معلوميات (36 سنة) ، الذهاب مع الأصدقاء إلى مقهى الإنترنت القريب بعد الخروج من المدرسة وخلال اوقات الفراغ، مضيفا “كنا نكتشف الانترنيت ونتعلم البريد الإلكتروني، والدردشة”.

وقال إن نشاطي المفضل كان البحث عن كلمات الأغاني بواسطة محركات البحث ثم تخزينها في أسطوانات تخزين، معتبرا أن مقاهي الانترنت كانت فضاءات لبدء تعلم المعلوميات وأنها أثرت على عدد من الشباب في تلك الفترة في اختيار تكويناتهم لما بعد البكالوريا.من جانبه، يحكي عادل الذي فتح مقهى انترنت في 2006 في حي شعبي أن  مداخيله كانت تبلغ 800 درهما في اليوم خلال ذلك العصر الذهبي، موضحا أن هذه التجارة كانت تستقبل تلاميذ يبحثون عن دروس ومعارف وأيضا أشخاصا كانوا يأتون فقط لتزجية الوقت.

وكانت مقاهي الأنترنت تظل مفتوحة على مدار اليوم، وكان الزبائن يضعون أسماءهم على لوائح انتظار ريثما يشغر مكان أمام الحاسوب. وكان بإمكان الزبون أن يقضي 12 ساعة متواصلة أمام الشاشة بمجرد العثور على حاسوب شاغر.ويرى عادل أن تجارته بدأت في التراجع مع دمقرطة الهواتف الذكية، مشيرا إلى أنه بداية من العام 2010 “لم يعد أحد يشكك في اختفاء هذا القطاع”.


نهاية مرحلة

عالم التكنولوجيا هو عالم السرعة ومقاهي الانترنت ما كانت لتفلت من هذه القاعدة. منذ 2002، بدأت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات تضع الأصبع على بعض الثغرات التي كان القائمون على هذه المقاهي يواجهونها. فحسب تقرير سنوي سابق للوكالة “دفعت المنافسة الشرسة بين أصحاب مقاهي الانترنت إلى تخفيض أسعار الربط بالانترنت إلى مستويات لا تترك هامشا كبيرا للربح”.

وفي هذا الاتجاه، يقول رضى موفاتيح ، المهندس في مجال المعلوميات ، صارت مقاهي الأنترنت أقل جذبا للمستثمرين بسبب اشتداد المنافسة وتضاعف عروض الاشتراك، مشيرا إلى أن غزو الهواتف الذكية للأسواق والاشتراكات الهاتفية وباقة من الخدمات والتطبيقات غير الموجودة في الحواسيب، ساهمت ، أيضا ، في تقليص جاذبية عرض تلك المقاهي.وأبرز أن من أسباب هجرة مقاهي الانترنت أيضا لدى بعض الزبناء الهواجس المتعلقة بالخصوصية والجريمة الرقمية والتجسس.

حياة جديدة

من أجل الاستمرار، لجأت مقاهي الانترنت التي لم تزل تفتح أبوابها هنا وهناك إلى ابتكار أساليب جديدة. فالخدمات التي كانت ثانوية في الماضي صارت اليوم أساسية مثل خدمات الفاكس والطباعة وبيع المعدات الرقمية وإصلاح الأجهزة المعلوماتية.

وفي إحدى مقاهي الانترنت القليلة التي لم تزل تفتح أبوابها بحي حسان بالرباط، كان حاسوبان فقط غير شاغرين من أصل ثمانية متواجدة بهذا المقهى. حيث كان تلميذان يجلسان وراء كل جهاز.

صاحب المحل يصرح للوكالة أن الانترت لم يعد يمثل أساس أنشطة مقهى الانترنت، قائلا “أغلبية زبنائنا من التلاميذ والموظفين الذين يأتون هنا لطباعة وثائق او شراء إكسسوارات معلوماتية”.غير أن بروز العمل عن بعد وانتشار ثقافة العمل الحر في الآونة الأخيرة قد يعيدان لهذا النوع من المقاهي بريقها. كما يمكن لأصحاب مقاهي الانترنت الاستفادة من زخم الرياضات والألعاب الرقمية، مع بذل جهود لإعادة تكييف الفضاءات وتجديد التجهيزات من أجل استقطاب شرائح جديدة من الزبناء الباحثين عن المعرفة والمتعة.

قد يهمك ايضا:

الحكومة المغربية تضبط لائحة المتضررين قبل تعويض العاملين في المقاهي والمطاعم

أرباب المقاهي ببني ملال يحتجون على قرارات الحكومة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاهي الأنترنت في المغرب تعود إلى عهدها الزاهر وتتجه نحو الإندثار مقاهي الأنترنت في المغرب تعود إلى عهدها الزاهر وتتجه نحو الإندثار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib