تنفست الفنادق والمقاهي والمطاعم ذات الصبغة السياحية الصعداء بعد تمديد ساعات العمل إلى الحادية عشر ليلا، في بادرة أثارت تفاؤل المهنيين، وأعادت نوعا من الحيوية للمدينة التي كادت تدخل حالة احتضار سياحي.
فقد لوحظت انتعاشة مضطربة للقطاع السياحي، بعد شهور من الكساد والركود بفعل الجائحة، ويعول المهنيون على إقلاع القطاع وتحسنه، حيث وصف رشيد دحماز رئيس المجلس الجهوي للسياحة بأكادير قطاع السياحة بسوس ب”المريض الذي خرج من حالته الإكلينيكية ويدخل مرحلة النقاهة “.
وحول نسبة ملء الفنادق، أفاد رئيس المجلس الجهوي في تصريح أن النسبة بلغت ما بين 7 إلى 10 في المائة، فيما بلغت ببعض الفنادق المعدودة على رؤوس الأصابع إلى نسبة 20 في المائة، واعتبرها نسبة غير كافية للتغلب على مصاريف ونفقات التسيير، فللتغلب على المصاريف لا بد من بلوغ نسبة الملء 50 في المائة أو أكثر.
واستبشر المسؤول الجهوي خيرا بحلول شهر يوليوز وغشت، حيث يعول المهنيون على السياحة الداخلية من أجل انتعاشة نسبية في انتظار فتح الحدود مع باقي الدول بتحسن الوضعية الوبائية.
وأكد مسؤولون أن السياحة الخارجية تأثرت بسبب الجائحة كما ستتأثر بسبب العلاقات المتوثرة مع إسبانيا وألمانيا بالمقابل استبشروا خيرا لأن المغرب وضعته هذه الازمة في الواجهة ما سيجعل سياحا مفترضين كثر يهتمون به ويسعون لاكتشافه، وبالتالي فإننا سنعود خطوة الى الخلف ستتلوها بحول الله خطوتان الى الأمام.
وعلمت الجريدة24 أن مجموعة من الفنادق اتصلت بمستخدميها الذين توقفوا عن العمل منذ شهور “عطلة إجبارية”، من أجل الاستعداد للعودة إلى العمل، وتنهي بذلك أزمتهم التي دامت شهورا وبطالة فرضت عليهم فرضا.
من جهة أخرى، اعتبر محمد كولحسن، رئيس جمعية المطاعم والمقاهي ذات الصبغة السياحية، أن أهم قرار اتخذته السلطات تمديد العمل إلى غاية 11 ليلا، لكن الأزمة مع ذلك قائمة، وأن القطاع لم يمت بل هو بمثابة شجرة لم تمت بل تحتاج إلى السقي، ويجب دعم القطاع الاجتماعي خاصة على مستوى الضرائب.
واستحسن رئيس الجمعية المبادرة أو “عملية الإنقاذ” التي قام بها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لفائدة المهنيين، فقد عانوا من الضرائب المترتبة في ذمتهم رغم توقفهم عن العمل، مما نتج عنه متأخرات ومصاريف عديدة وديون…
وأكد كولحسن أن أرباب المقاهي والمطاعم لا يطلبون حسنة أو صدقة، بل إعفاء من أداء الضرائب عن السنتين التي توقفوا خلالها عن العمل ولم يحققوا أي دخل بسبب الإغلاق…وحتى يتمكنوا من العودة إلى العمل من جديد، خاصة وأن المطاعم والمقاهي ذات الصبغة السياحية في حاجة إلى القيام بعمليات الصيانة للآليات والتجهيزات والمحلات، فيما محلات سياحية خارج أكادير لم تستفد من تعويضات الضمان الاجتماعي.
وطالب كولحسن بضرورة خلق أنشطة سياحية بسوس ماسة، وثمن قرار السلطات تمديد ساعات العمل، وهي التفاتة مشجعة، في انتظار رفع الحواجز بين المدن: ” نحن في أزمة ولا يمكن أن نتقدم وكتلة من الضرائب في ذمتنا، لكن نتمنى خيرا، في انتظار فتح النوادي الليلية وقاعات الحفلات…والرجوع للتوقيت العادي، ويجب فتح التنقل بين المدن بشكل رسمي وتعزيز حركة الطيران بين المدن”.
وعلق كولحسن على تصريح الوزير مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، من كون نسبة 80 بالمائة من القطاع غير مهيكل، مما يجعل قضية صرف التعويضات للشغيلة مهمة صعبة، بالقول: ” لما لا يتم دعم 20 في المائة أولا، ثم نبحث بعد ذلك عن إعادة هيكلة 80 في المائة الغير مهيكلة”.
قد يهمك ايضاً :
شواطئ طنجة تعلن عن انطلاق الموسم السياحي الصيفي
الحيـاة تعـود إلـى منطقة “جامـع لفنـا” السياحية في مراكش
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر