بقلم: رباب كساب
لقد صبأت.
صمت أذنيها الكلمة، المرآة تعكس بَشَرًا لا كُفرا.
لقد صبأت
تُفرج السماء عن حباتها المسجونة، تُمرر يدها على جسدها العاري وتَغسل بحبات المطر دنياها.
لقد صبأت.
الأرض تشرب الغيم محبة، تنتظر السنابل وهي الحُبلى، بكاء وليدها جاء وهم يمهدون الأرض لسنابل أخرى.
لقد صبأت.
قالوا : لا أب.
- اسألوا السماء.
الدم يُعبد طريقا لا تغلقه حجارتهم.
- ابقوا عليها لفطامه.
لا أحد يسمع.
يصرخ آخر : اتركوها لم تزن لكنها فقط صبأت.
لا أحد يسمع.
لقد صبأت.
صراخ من بعيد : أماه ... أماه.
دمها يغرق الصارخين، أصواتهم تبعدها الرياح، لا أحد يسمعهم، الجوقة تردد لقد صبأت.
عروقها نافرة بالنبض لم تزل.
تسمع نداءهم عليها : أماه ، تنتفض أكثر.
يتعجب الضاربون، يكفون.
لم يزل قلبها ينبض.
ينحسر الدم عن عيالها، يهتفون : أماه.
يلتفت الضاربون، يتساءلون : من هؤلاء؟!
يتسع الطريق للعيال الباكين، يحملنها .
صرخة أخيرة ضائعة: لقد صبأت.
يحملها العيال على أكتافهم وصراخهم يصم الآذان : لا .. لا .. لا لم تصبأ.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر