صدمة اللايقين تبلغ إملشيل في فيلم مغربيّ مرشّح لـالأوسكار
آخر تحديث GMT 15:56:46
المغرب اليوم -

صدمة "اللايقين" تبلغ إملشيل في فيلم مغربيّ مرشّح لـ"الأوسكار"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - صدمة

الأوسكار
الرباط _ المغرب اليوم

مِن جوّ اليقين والاستمرارية، إلى لحظة القطيعة واللايقين، ينتقل بالمشاهِد الفيلمُ المغربيّ القصير الذي اختير للتّنافس في الأوسكار سنة 2021.فيلم المخرجة صوفيا علوي “لا يهمّ إن نفقت البهائم” فيلم أمازيغيّ اختير من أكاديمية “الأوسكار” للتّنافس في صنف أفضل فيلم قصير، بعدما ظفر بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان ساندانس (البارز في تشجيع الأفلام المستقلّة)، وترشيحه لجائزة “سيزار” أفضل فيلم قصير 2021.

وينطلق هذا الفيلم القصير من عالَم تطبعه الاستمراريّة، في إحدى المناطق النائية نواحي إملشيل في قلب جبال الأطلس، ومازال فيه حديث المستقبَلِ القدرِ الذي لا محيد عن الانصياع لمشيئته: الطّفل الذي بلغ سنّ الدراسة في الكتّاب القرآنيّ، والشّاب الذي يجب أن يتزوّج لبلوغه سنّ الزّواج، مثل البهائم التي يجب أن تطعم لتعيش وتسمن.

ويتابع المتفرّج النقاش بين الأب وابنه الذي لا يمكن أن تكون نهايته إلا الالتزام بالمكتوب لأنّ “الأمور هكذا”، فيعقد الشّابّ العزم على الزواج في السنة المقبلة، لتساعده زوجته في الاعتناء بحظيرة البهائم، ويعقد العزم على الانتقال إلى “المدينة” لجلب المؤونة، دون أن تخلو حياته من تطلعّات: ينظر صور دراجات ناريّة بسيطة في هاتفه.وتتوالى الصّدمات بعد مغادرة المسكنِ العالم العاديّ المعتاد، أولاها غياب محمّد عن مسكنه، واكتشاف فراغ بيته من النّفوس الحيّة، بعد اقتحامه عقب انتظار أمام الباب أخذ منه اليوم بطوله.

قد يبدو هذا الواقع المصوّر مستكينا إلى العادة والإيمان الفطريّ، فيُلتزم بالأدعية عند العزم على السفر وأثناءه، ويحضر الله في كلّ جملة، بعيدا عن تأثيرات الحياة المعاصرة وتحوّلاتها العميقة في عصر ما بعد العولمة، لكنّها قد بلَغَته رغم تواريه خلف الجبال: سروال جينز رعاة البقر في صحاري أمريكا وجد مكانه تحت الجلباب والرّزّة (غطاء الرّأس الرّجاليّ)، والشّيخُ السلفيّ المشرقيّ يطلّ من شاشة تلفازِ أمازيغيّ في قلب الأطلس.

بعد مسار بين الجبال، والطّرق الوعرة والممتدّة، يصل البطل إلى إملشيل ليجدها خاوية على عروشها، ويعلم في حوار يجمعه بعجوز ألا سوق اليوم، ولا غدا، وألّا أحد في المدينة.ويحسّ القارئ في هذا الحوار بأنّ شيئا ما حدث قد هشّم سلّم الأولويّات، فبعد تساؤل البطل عمّا سيغذّي به بهائمه، يكون الجواب “ومَن يهتمّ إذا نفقَت البهائم”، ليُشيح بعد ذلك الشيخ ببصره عن القادم ويَنْظُرَ السّماء مثنيا بصوت مرتفع على روعتها.

وتستمرّ الغرابة: متجر مفتوح لا أحد يراقبه، والتلفاز مازال مشغّلا، مثل بيت صديقه الذي كان خبزُ صحنِ فطوره رطبا طريّا.في هذا التلفاز يسمع عن حالة من الارتباك والخوف، تخلقها ظاهرة غريبة، ثمّ يسمع، في قناة أخرى، شيخا يتحدّث عن الشيطان وشروره، فينتقل الشاب من الحيرة إلى الجزع.

لا تلائم نبرة البطل الجزِعة نبرة العجوز المطمئنّة وهو يدعوه إلى عدم الخوف لمّا عاد سائلا إيّاه عن حقيقة ما يحدث، وهو ما يُفهَم في إطاره ردّة فعل الشّاب العنيفة، بعدما تركه الشيخ وأخذ شايه إلى داخل المقهى.. يسلّمه هاتفا، فيه خبر مصوّر بالإنجليزية، عن الحيرة في فهم ما يحدث، والأمن الوطنيّ، ويجدّد تعليقه: “لا يجب أن نقلق”.ردّ الفعل التلقائيّ للشاب كان هو التفكير في أبيه، وضرورة اللجوء إلى الجامع، حتى يكونا ومن تبقّى من الناس محميّين، لكن الشيخ يرى “ألا تهديد لهذه المخلوقات!”، وهنا يعي المشاهد أنّه أمام فيلم عجائبيّ.

ويتجدّد هذا اليقين المطمئن، والثقة في الكائنات أو الظاهرة التي حرّرت الناس من قيد عيشهم المعهود، في لقائه بأم تحمل ابنها على ظهرها، ولم يجد أمام أجوبتها إلا الصدمة، فلا حاجة للجوء إلى الجامع، وفزَعُه إليه تصرّف أطفال، وهذه المخلوقات “كرامة” بالنسبة لها، قبل أن ترحل يطّو في دراجة نقل ثلاثية العجلات.

رغم كلّ هذه الهزّات لَم ينصع البطل إلى هواه عندما طال تطلّعه إلى دراجة نارية مركونة في مدينة غير مأهولة، مثلما أدّى ثمن القمح في متجر لَم يعد يديره أحد، لكنه فزع إلى منزله خلف الجبال، لا يوقفه شيء، إلى أن جزع بغلُه، وصار عبئا عليه، ولو كان في ذلك إنذار بقرب بشيء غير معهود.

وتكتمل صدمة البطل الشّابّ لمّا يهيمن على سماء بيته ضوء أخضر غريب، فيجزَع ليختبئ بين قطيعهِ، وتتكرّر الصّدمة بين طمأنينة العادة والواقع الجديد لدى لقائه بأبيه: “لا يوجد أحد في المدينة..ألم ترَ الأضواء في السّماء؟ يقولون إنّها مخلوقات… (…) ماذا لو أنّ كلّ ما نؤمن بوجوده على الأرض خاطئ؟”.في هذا العالَم، لَم تعد تهمّ ما كانت أولويّة في عالَم ماضٍ، عالَم ما قبل الصّدمة وما قبل النّور الذي يضيء السماء والأرض ويصل أقاصيَ الجبال المنسيّة، ولَم يعد يهمّ إذا ما نفَقت البهائم.

قد يهمك ايضا 

قصص غرامية وأخرى كارثية في حياة نجوم الفن خلال فترة المراهقة تعرّف عليها

أحمد عز يتحصن من كورونا في عروض “علاء الدين”

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدمة اللايقين تبلغ إملشيل في فيلم مغربيّ مرشّح لـالأوسكار صدمة اللايقين تبلغ إملشيل في فيلم مغربيّ مرشّح لـالأوسكار



GMT 19:42 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

رقم قياسي جديد يحققه فيلم ولاد رزق 3

GMT 05:13 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الهوى سلطان يحصد 22.5 مليون جنيه خلال 9 أيام عرض

GMT 05:10 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف منير يكشف موعد عرض "مين يصدق" فى السينمات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:57 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتنسيق اللون البني خلال فصل الشتاء بطرق عصرية

GMT 08:19 2022 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

أبرز تصاميم الأبواب الخارجية المودرن لعام 2022

GMT 10:54 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة سلمى تدشن غداً الثلاثاء مركزًا للسرطان في بني ملال

GMT 12:48 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجواهري يُحذر من ضعف ادخار الأسر وارتفاع اكتناز المال

GMT 23:34 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يؤكّد أن ديربي "تورينو" يتطلب مهارة فنية

GMT 10:21 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل تصاميم الأرجوحة المناسبة لحديقة منزلك هذا الصيف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib