بعد لجوء عدد كبير من صناع الدراما إلى الذكاء الاصطناعي في الأعمال المشاركة في موسم المسلسلات المصرية لرمضان 2024، توفيراً لنفقات الديكور والمجاميع وبحثاً عن جودة فنية أكثر اقتراباً من المستويات العالمية، أكدت الناقدة ماجدة خيرالله أن هذه الخطوة مهمة للغاية، وستفتح آفاقاً جديدة للدراما العربية فيما يتعلق بالدراما التاريخية والحربية، ولكن له آثاراً سلبية على كل ما يخص المشاعر.
أضافت ماجدة خير الله في مداخلة هاتفية مع الإعلامية هبة جلال، لبرنامج "الخلاصة"، "إن جزءًا من اعتماد بعض مسلسلات رمضان 2024 على الذكاء الاصطناعي، مهم جداً لأنه سيساهم في تطوير فن السينما والدراما التلفزيونية، ويتيح إنتاج أفلام لم يكن من الممكن إنتاجها، والتي تتضمن إمكانيات ضخمة للغاية مثل المعارك والمشاهد الملحمية والقلاع الضخمة مثل مسلسل الحشاشين للنجم كريم عبد العزيز".تابعت ماجدة خيرالله: "الذكاء الاصطناعي سيتيح لنا دخول عالم جديد تماماً ومختلف، ولو نفذنا هذه الإمكانيات في ظل الموارد الطبيعية، فإن التكلفة ستكون ضخمة للغاية".
وواصلت قائلة: «الذكاء الاصطناعي سيتيح المزيد من الأعمال التاريخية والحربية، وسيفتح نوافذ كثيرة جداً لموضوعات لم يكن من الممكن أن نتطرق إليها من قبل، أي أنه يقلل تكلفة الإنتاج ويقدم جودة أفضل للغاية، أما ما يمس البشر والمشاعر، فإن هذا الأمر قد لا يكون جيداً بعض الشيء، فعندما نرى صوراً بالذكاء الاصطناعي ندرك جيداً أنها ليست صورة طبيعية، وقد يفسد الذكاء الاصطناعي مشاعر كثيرة مهما كان متقناً والمهم هو طريقة الاستخدام».
يذكر أن النجم العالمي توم هانكس أثار جدلاً عالمياً مؤخراً بعد حديثه عن احتمالات استخدام صورته، في تقديم عدة أفلام من بطولته عقب وفاته باستخدام التقنيات المذهلة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وقال هانكس، إنه يمكن استخدام التكنولوجيا لإعادة إنتاج صوره، ما يضمن استمرار ظهوره في الأفلام "من الآن وحتى قيام الساعة".
وخلال حلقة من بودكاست آدم بوكستون، سُئل توم هانكس، عن التداعيات القانونية للتكنولوجيا الجديدة، ليرد الممثل الأمريكي بالقول: "هذه التداعيات موجودة منذ زمن بعيد؛ إذ واجهناها أول مرة عندما أنتجنا فيلم The Polar Express الذي حُفظ بالكامل داخل جهاز الحاسوب".
وأضاف: "كنا نتوقع أن يحدث هذا التطور الهائل؛ إذ أصبح بالإمكان تحويل لغة الحاسوب الثنائية.. إلى صور وفيديوهات، وهذا التطور توسع بشكل كبير وفي كل مكان".وكان فيلم Polar Express، الذي تم عرضه عام 2004، أول فيلم متحرك بالكامل باستخدام تقنية التقاط الحركة الرقمية.وقال الممثل الأمريكي هانكس "إن المختصين في صناعة السينما بدأوا إجراء محادثات حول كيفية حماية الممثلين من تأثيرات التكنولوجيا".
وأضاف هانكس: "هناك مناقشات جارية في جميع النقابات والوكالات والشركات القانونية، من أجل التوصل إلى صيغة قانونية تخص عرض وجهي وصوتي وكل شيء يمثل ملكيتنا الفكرية"."في الوقت الحالي هناك إمكانية كبيرة أن أصور وأعرض سلسلة من سبعة أفلام، يكون فيها عمري 32 عاماً، ومن شأنها أن تُخلد نجوميتي إلى الأبد".
"يمكن لأي شخص الآن إعادة تكوين نفسه رقمياً، بحيث يظهر في أي عمر يريد، وكل هذا يتم عن طريق الذكاء الاصطناعي أو تكنولوجيا التزييف العميق، فأنا يمكن أن تصدمني حافلة غداً وأموت، لكن هذه التكنولوجيا ستعرض أعمالي بجودة واقعية حتى بعد وفاتي. بالتأكيد هناك تحديات فنية وقانونية، لكن الجميع سيستمتع بأعمالي لوقت طويل".استخدمت بالفعل تقنية مماثلة في أحدث أفلام سلسلة "إنديانا جونز"، حيث ظهر الممثل هاريسون فورد، 80 عاماً، بمظهر شبابي في افتتاحية الفيلم؛ بعد أن قام المختصون في صناعة الأفلام بمطابقة صور فورد القديمة مع صوره الجديدة وخلق صورة وهمية تُظهر فورد كما وكأنه جاء من عام 1944.
وأقر هانكس بأن التطورات التكنولوجية يمكن أن تُظهره في نسخة فيلم - تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي- قد لا يختارها عادة.وقال: "بدون شك سيقول الناس إنه ذكاء اصطناعي، لكن السؤال الأهم هو هل سيهتمون بتلك الأفلام؟ أظن هناك بعض الأشخاص الذين لن يهتموا بمثل هذا المحتوى".وخلق الذكاء الاصطناعي أيضاً معضلات وتحديات في مجال صناعة الموسيقى، فقد تباينت ردود أفعال بعض الفنانين بشأن استخدامه في تأليف الموسيقى.
وقبل مدة قصيرة، مُنع بث أغنية - أنشئت باستخدام الذكاء الاصطناعي لاستنساخ أصوات المغنيين دريك وذا ويكند، لكن المغنية غرايمز شجعت الموسيقيين على استخدام صوتها في صناعة الموسيقى الرقمية الجديدة.وقال المغني نيل تينانت من فرقة Pet Shop Boys لراديو تايمز "إنه متحمس لإمكانيات التكنولوجيا الحديثة".وأضاف: "هناك أغنية كتبناها عام 2003، لكننا لم ننته منها حتى اللحظة؛ لأنني لم أستطع التفكير لإكمالها، لكن الآن وباستخدام الذكاء الاصطناعي وبكبسة زر يمكننا إنهاءها ببساطة".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر