الفنانون الباكستانيون يتعاملون مع الخطوط الحمر لمجتمعهم المحافظ
آخر تحديث GMT 00:02:18
المغرب اليوم -

الفنانون الباكستانيون يتعاملون مع الخطوط الحمر لمجتمعهم المحافظ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفنانون الباكستانيون يتعاملون مع الخطوط الحمر لمجتمعهم المحافظ

الفنان الباكستاني محمد علي مع والدته في مشغله في كراتشي
كراتشي ـ أ.ف.ب

 هل يمكن وضع صورة رجل نصف عار في بلد محافظ مثل باكستان؟ هذا ما يؤكده الفنان محمد علي مشيرا الى لوحة مماثلة يعرضها في مدينة كراتشي من دون رقيب ولا حسيب. 

ومحمد علي رسام في السابعة والعشرين من العمر، وواحد من مجموعة من الفنانين العاقدين العزم على تحدي المحظورات الاجتماعية في مدينة كراتشي.

ويقول لمراسل وكالة فرانس برس من احد المعارض في مدينة كراتشي "انا ارسم لوحات جريئة وخطرة، لكن لحسن الحظ لم تعترضني الرقابة مرة".

تثير لوحات الفنان الشاب مواضيع شائكة، من السياسة الى الجنس، وهي مواضيع تعد متفجرة في مجتمع محافظ جدا كالمجتمع الباكستاني.

الاهتمام بالفنون عموما في هذه المدينة ليس كبيرا، فكثير من الناس "لا يجدون ما يليق بالانسان ليأكلوه، وطالما هم جائعون فالفنون لن تعنيهم"، بحسب محمد.

 

- تغير في المشهد -

لكن المشهد بدأ يتغير قليلا في السنوات الماضية، مع افتتاح متاجر عدة للوحات تعول على جيل جديد قد يكون ذا اهتمام اكبر بالفنون ممن قبله.

تملك سميرة رجا صالة عرض مشهورة في كراتشي تدعى "كانفاس غاليري"، وهي ترشد زوارها الى ما فيه من اقسام واعمال.

ومن بين اللوحات ما يتناول المثلية الجنسية. وتعلق سميرة على هذه اللوحات بالقول "هذه ليست من المحظورات الاجتماعية، على الاقل بين من يحبون الفنون".

لكنها تقر ان لوحات كهذه لا يمكن عرضها في اماكن عامة، بل يقتصر ذلك على معارض او غرف نوم الاثرياء في باكستان.

وتقول "لا يمكن ان نسبب لاي فنان خطرا اجتماعيا". ولذا تبقى اعمال محمد علي وغيره ممن هم مثله حبيسة المعارض والاماكن المغلقة.

ويتوخى فنانون عدة قدرا عاليا من الحذر، مثل حديقة آصف التي تدرس الفنون الجميلة في جامعة كراتشي. وتقول "حين ننجز تمثالا، علينا ان نكون واثقين من انه لا يستفز المجتمع في شيء".

 

- محافظة مستجدة -

لكن الحال لم يكن هكذا في السابق. وبرأي بعض الفنانين، فإن التوجه المحافظ بدأ يسيطر على المجتمع في الثمانينات، على اثر سياسة "اسلمة" المجتمع التي رفعها نظام ضياء الحق الاستبدادي.

ومنذ ذلك الحين بدأت رقعة المحرمات الاجتماعية تنتشر، وصار الفنانون يمارسون رقابة ذاتية على انفسهم.

ويقول الرسام مشكور رضا "الكبار كانوا يرسمون لوحات لاشخاص عراة، لكنهم وبدافع الخوف توقفوا عن ذلك وصاروا يركزون على تخطيط ايات من القرآن، او الشعر الصوفي".

في تلك الحقبة، لم يستطع مشكور رضا ان يعتاش من لوحاته، فعمل على مدى عشر سنوات مصمما في معمل للنسيج.

وفي العام 1988، قتل ضياء الحق. ثم في التسعينات عادت متاجر الفنون لتزدهر في بعض الحواضر مثل كراتشي، وانطلقت اعمال مشكور رضا بشكل لم يسبق له مثيل.

 

- سوق ضخمة وخطوط حمراء -

يقول عدد من التجار والنقاد الفنيين ان مئات من المتاجر الفنية والمعارض تنتشر حاليا في مدينة كراتشي، وهي "تتضاعف بشكل سريع جدا" بحسب رجا.

وتضيف "لقد اصبح لدينا سوق ضخمة".

لكن هذا لا يعني ان الفنانين احرار تماما في تناول ما يحلو لهم من مواضيع، بل ان المجتمع ما زال يفرض قيودا في هذا المجال.

يرى منور علي سيد استاذ الفنون في جامعة كراتشي ان الخطوط الحمراء التي يفرضها المجتمع، مثل عدم تصوير جسم الانسان عاريا، من شأنها ان تحفز الابداع لدى الطلاب.

ويقول "حين تدرك ان هناك ممنوعات، تعمل بابداع اكثر".

وتؤيده درية قاضي رئيسة قسم الفنون البصرية في الجامعة نفسها "لا اعتقد ان للوحات العري مكانا في باكستان، ما عدا في المساحات الخاصة".

وتضيف "لا اعتقد ان ذلك يتناسب مع مجتمعنا".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنانون الباكستانيون يتعاملون مع الخطوط الحمر لمجتمعهم المحافظ الفنانون الباكستانيون يتعاملون مع الخطوط الحمر لمجتمعهم المحافظ



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:18 1970 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib