باريس - أ.ف.ب
يكرم عالم الجاز المغنية بيلي هوليداي التي تألقت بمقدراتها الصوتية وايضا بتناولها في اغانيها عذابات السود في زمن التمييز العنصري في الولايات المتحدة، وذلك في الذكرى المئوية لولادتها.
ومن الفنانين الذين قرروا تكريم بيلي هوليداي المغنية الاميركية المقيمة في باريس سارة لازاروس، وقد احيت خفلا لهذه الغاية في باريس السبت، وتقول "ما يذهلي هو الغنى الموسيقي في صوتها، لقد كانت منذ بداياتها متميزة".
وتضيف "غالبا ما كانت تخفت صوتها في ختام الجملة الموسيقية، ليصبح صوتها اشبه بصوت الة الساكسوفون مع خفوت صوته في آخر نفس العازف".
وهي ترى ان بيلي هوليداي كانت مغنية تخطت المواصفات، من خلال اعادة صياغتها للالحان، ومن خلال تغيير الايقاع في الجملة الموسيقية.
وتقول "كانت تبعث الحياة والمعنى في الاغاني".
نشأت بيلي هوليداي على سماع المغنية بيسي سميث (1894-1937)، واكثرت ايضا من سماع اغاني لويس ارمسترونغ (1901-1971)، ومنه تعلمت الحرية الايقاعية والتعامل مع الكلمات، والتنغيم، بحسب فرانك بيريجيو رئيس تحرير مجلة جاز.
ويقول "لقد استوحت من مأساة حياتها طريقة مبهرة في الغناء".
ومع انطلاقها في الغناء في الثلاثينات من القرن العشرين، أرست هذه المغنية التي عرفت باسم "ليدي داي" طريقة جديدة في الغناء لم تكن مألوفة في ذلك الوقت.
والى هذه المميزات، حظيت هوليداي في شبابها بخامة صوتية نقية، لكنها لم تحسن المحافظة عليها، بل انهكتها بالمخدرات والكحول والتبغ، في سنوات حياتها المضطربة.
وقدمت بيلي هوليداي اعمالا كبيرة مثل "يوف تشاينجد"، و"يستردايز"، و"لوفر مان"، ثم شرعت في كتابة كلمات اغانيها، او شاركت في كتابة اغان اخرى تحولت اغنيات كلاسيكية، مثل "دونت اكسبلين"، و"سامبوديز أون ماي مايند"، و"غود بليس ذي تشايلد".
عاشت بيلي هوليداي طفولة اليمة، وهي كانت اول مغنية جاز تؤدي اغان تتناول الاضطهاد الذي عاناه ابناء شعبها من السود في زمن العنصرية في الولايات المتحدة، ولاسيما مع اغنية ستراينج فروت" التي كانت الاولى التي تطرق الى موضوع كهذا، وذلك في العام 1939.
وقد شكلت حياتها مصدر الهام سينمائي وادبي، وصورت حياتها في فيلم بعنوان "ليدي سينغز بلوز" (السيدة التي تغني البلوز) عن كتاب للصحافي وليام دوفي نشر في العام 1957. وادت دور البطولة فيه المغنية ديانا روس ونالت عنه جائزة اوسكار.
وفي الآونة الأخيرة نشر كتابان عنها، احدهما بعنوان "فيفر سان جور اون آن" (عيش مئة يوم في يوم) للكاتب فيليب بروسار يروي تفاصيل مئة يوم امضتها المغنية في جولة اوروبية انهتها في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1958، قبل وفاتها بسنة واحدة، وكتاب آخر بعنوان "بيلي هوليداي، شخصية نجمة من خلال المقربين منها".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر