يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد، زيارة إلى العاصمة الألمانية برلين للمشاركة في "القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا"، وذلك في إطار مجموعة العشرين التي دعت إليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وأفاد السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن زيارة السيسي إلى ألمانيا تأتي في إطار الأهمية المتقدمة التي توليها مصر لتفعيل التعاون بين الدول الأفريقية ودول مجموعة العشرين، في مختلف المجالات التنموية خاصة في ضوء تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019.
وأضاف راضي لوكالة الأنباء الرسمية المصرية، أمس، أنه من المقرر أن تشهد الزيارة كذلك، مباحثات ثنائية مكثفة مع الجانب الألماني، في مقدمتها لقاء الرئيس السيسي مع المستشارة الألمانية لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وقبيل بدء زيارته إلى برلين، التقى السيسي، أمس، في القاهرة، وفداً من برلمان ألمانيا الاتحادية برئاسة الدكتور بيتر رامزاور، رئيس لجنة التعاون الاقتصادي والإنمائي بالبرلمان، وبحضور سامح شكري وزير الخارجية والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، فضلاً عن السفير الألماني بمصر.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ما تتمتع به ألمانيا من مكانة مهمة لدى مصر، ليس فقط لكون مصر ثالث أكبر شريك تجاري لألمانيا في الشرق الأوسط، وإنما أيضاً في ضوء العلاقات المتشعبة التي تجمع بين البلدين.
وأوضح متحدث الرئاسة المصرية، أن رئيس الوفد البرلماني الألماني، أشار إلى تنامي التعاون بين البلدين خلال الفترة الأخيرة خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة، ومعرباً عن تطلعه إلى تكثيف التعاون المشترك في المجال البرلماني بما يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية ودفعها إلى آفاق جديدة.
وذكر راضي أنه تم خلال اللقاء استعراض والتشاور حول عدد من ملفات التعاون الثنائي بين مصر وألمانيا، وعلى رأسها العلاقات الاقتصادية والتجارية، حيث ألقى الرئيس السيسي الضوء على الإنجازات التي حققها الاقتصاد المصري مؤخراً منذ انطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادي والتحسن الملموس في مجمل المؤشرات الاقتصادية نتيجة الالتزام بالتطبيق الدقيق للبرنامج وكذلك الإرادة الشعبية الداعمة لعملية الإصلاح الاقتصادي، مشيداً بالمساندة والدعم الألماني في هذا الصدد، ومعرباً عن تطلع مصر لمزيد من التوسع في إصدار الضمانات الاستثمارية التي تقدمها الحكومة الألمانية لمصر، بالإضافة إلى التعاون المشترك لتحقيق مسعى مصر نحو توطين الصناعة بها.
وتناول اللقاء، مشكلة الهجرة غير الشرعية، التي تعد شاغلاً مشتركاً لكلا البلدين، حيث أوضح السيسي الجهود الضخمة التي تبذلها مصر لمواجهة تلك المشكلة وكبحها، وضبط حدودها البحرية والبرية في ضوء حالة عدم الاستقرار التي تشهدها عدد من دول الجوار المباشر لمصر، مشيراً إلى أن تلك الجهود ساهمت في التصدي لانتقال اللاجئين عبر المتوسط بصفة عامة، خاصة أنه لم تسجل حالة واحدة من مصر منذ عام 2016 وحتى الآن.
موضحاً الأعباء التي تتحملها مصر في سبيل تحقيق ذلك، وأيضاً لاستضافة الملايين من اللاجئين من جنسيات مختلفة على أراضيها، حيث يتم توفير سبل المعيشة الكريمة لهم دون عزلهم في معسكرات أو ملاجئ إيواء، ويتمتعون بمعاملة متساوية مع المواطنين المصريين في مختلف الخدمات.
وقالت الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للرئاسة المصرية، إن السيسي سيناقش مع المستشارة الألمانية العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة والإرهاب واللاجئين، وأوضحت أن هذه الزيارة هي الثالثة للسيسي إلى ألمانيا، والقمة السادسة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وعدّت الهيئة أن الزيارة تأتي في توقيت مهم بالنسبة للقضايا التي سوف تتناولها، فعلى المستوى الثنائي، كشفت السنوات الخمس الماضية عن أن التطور الإيجابي الكبير في العلاقات المصرية الألمانية كان في صالح الدولتين، وفي صالح السلام والتنمية والاستقرار في كل من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وجميعها أهداف مشتركة تسعى إليها الدولتان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر