وسط أجواء احتفالية، تستقبل فرنسا اليوم الجمعة 22 سبتمبر، البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في مدينة مارسيليا، في جنوب البلاد، حيث ستكون في استقباله في مطار المدينة رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن.
تأتي هذه الزيارة التاريخية لـ بابا الفاتيكان والتي تستمر يومين، للمشاركة في اختتام 'اجتماعات البحر الأبيض المتوسط'، المنعقدة حاليا حتى 24 سبتمبر، وهو منتدى دولي يجمع أساقفة وشباب من جميع أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط ويركز على عدة موضوعات لاسيما فيما يتعلق بالمناخ والبيئة وملف الهجرة.
وقد رحب البابا البالغ من العمر 86 عاما بقدومه إلى مارسيليا، مؤكدا - في تصريح سابق له في أغسطس الماضي - أنه سيتوجه إلى 'مارسيليا وليس فرنسا' ومشيرا إلى أن الرحلة لن تكون زيارة دولة وإنما مخصصة لملف الهجرة. فقد شدد البابا، والذي جعل من ملف الهجرة قضية أساسية لحبريته، على أن 'المشكلة التي تثير قلقي هي المشكلة المتوسطية، لذا أتوجه إلى فرنسا'.
عند وصوله مارسيليا، من المقرر أن يقيم البابا فرنسيس صلاة في «كاتدرائية نوتردام دو لاجارد» ثم تجمع ديني بالقرب من النصب التذكاري تكريما لذكرى المهاجرين الذين فقدوا في البحر، ويلتقي غدا السبت بعدد من المواطنين.
ومن المقرر أن يلتقي غدا أيضا بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وهو اللقاء الرابع بينهما منذ أن أصبح ماكرون رئيسا. وسوف يتبادلان الحديث حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك من بينها القضايا على الساحة الدولية ولا سيما الحرب في أوكرانيا والأحداث الأخيرة في منطقة الساحل، فضلا عن مناقشة نتائج قمة يونيو وميثاق باريس من أجل الشعوب والكوكب لمكافحة تغير المناخ وعدم المساواة والفقر، وأيضا مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي سيعقد في نهاية العام.
كما سيشارك البابا في اختتام اجتماعات أساقفة البحر الأبيض المتوسط، التي يحضرها حوالي ستين ممثلا عن الكنائس من الشواطئ الخمسة للبحر الأبيض المتوسط (شمال إفريقيا والبلقان وأوروبا اللاتينية والبحر الأسود والشرق الأوسط) وكذلك نحو ستين شابا من جميع هذه الدول.
ثم يختتم زيارته بإقامة قداس مهيب، وسط عدد غفير من الجمهور متوقع حضوره، في ملعب 'فيلودروم'. وكما أعلنت أبرشية مارسيليا، فإن البابا سيحتفل خلال زيارته في 23 سبتمبر، بقداس كبير مفتوح للجمهور في ملعب 'فيلودروم' الأسطوري (هو ملعب نادي مارسيليا الفرنسي لكرة القدم )، الذي يمكن أن يستوعب أكثر من 60 ألف شخص.
وقد أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس ماكرون سيحضر القداس الذي يقيمه البابا فرنسيس، في ملعب «فيلودروم» وذلك وسط أجواء 'شعبية' و'احتفالية'، بحسب الإليزيه. حيث تعد مشاركة ماكرون في هذا القداس الأولى من نوعها منذ القداس الذي احتفل به البابا يوحنا بولس الثاني في 1980 في ساحة كاتدرائية نوتردام في باريس بحضور الرئيس فاليري جيسكار ديستان.
وخلال الفترة الماضية، أثار احتمال حضور ماكرون القداس جدلا في فرنسا، إذ اعتبره بعض النواب من اليسار بأنه يتنافى مع مبدأ علمانية الدولة، لكن مقربين من الرئيس اعتبروا، أن الفصل بين الكنيسة والدولة لا يلغي 'إقامة الجمهورية علاقات' مع كل الأديان. وأكد أحد مستشارو الرئاسة أن ماكرون لن يحضر القداس 'كمتعبد' بل 'كرئيس دولة'.
وبعد القداس في ملعب فيلودروم، يرافق الرئيس الفرنسي البابا إلى المطار ويجري معه حوارا قصيرا آخر في هذه المناسبة، بحسب الإليزيه.
وتعد زيارة البابا فرنسيس إلى فرنسا هي الأولى منذ زيارة سلفه بنديكت السادس عشر في عام 2008. لكن البابا فرنسيس قام بزيارة إلى ستراسبورج في عام 2014، لكنها كانت في إطار زيارة للمؤسسات الأوروبية.. لذا تعد زيارة تاريخية ومن المتوقع أن يحتشد نحو 100 ألف شخص في المدينة لتحية البابا أثناء تجوله في السيارة البابوية بعد ظهر غدا السبت.
وتأتي هذه الزيارة التاريخية في وقت تشهد فيه فرنسا جدولا حافلا بالأحداث والفعاليات الرياضية بجانب الزيارات الرسمية، حيث تأتي بعد زيارة الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا في الفترة من 20 إلى 22 سبتمبر.
كما تتزامن مع تنظيم بطولة كأس العالم للرجبي المقامة حاليا في البلاد منذ مطلع الشهر الجاري، لذا تواجه الشرطة تحديا أمنيا غير عادي لضمان استتباب الأمن خلال تلك الفعاليات الرسمية المهمة.
في هذا الصدد، أعلن وزير الداخلية الفرنسي عن 'تعبئة استثنائية' للشرطة وترتيبات أمنية 'غير مسبوقة' من أجل ضمان أمن وأمان تلك الشخصيات المهمة وأيضا من أجل ضمان سلامة الزوار والمواطنين. وتم الإعلان عن نشر ما يصل إلى 30 ألف فرد شرطة خلال هذه الأيام، بداية من الأربعاء الماضي، يوم وصول الملك تشارلز الثالث مع نشر 8 آلاف شرطي، ويزيد العدد تدريجيا في الأيام التالية ليصل إلى 30 ألفا غدا السبت مع القداس الذي سيقيمه البابا فرنسيس في ملعب 'فيلودروم' بحضور الرئيس الفرنسي.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر