تونس تستعد لانتخاب أول مجالس بلدية منذ ثورة 2011
آخر تحديث GMT 23:47:50
المغرب اليوم -

تونس تستعد لانتخاب أول مجالس بلدية منذ ثورة 2011

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تونس تستعد لانتخاب أول مجالس بلدية منذ ثورة 2011

تونس تستعد لانتخاب أول مجالس بلدية
تونس ـ كمال السليمي

يتوجه أكثر من خمسة ملايين ناخب تونسي مسجل إلى صناديق الاقتراع، الأحد، لانتخاب أول مجالس بلدية بعد ثورة عام 2011، حيث تعود آخر انتخابات بلدية إلى عام 2010، أي قبل أشهر قليلة من سقوط حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، في أعقاب ثورة شعبية.

وستتوج الانتخابات مسار الانتقال السياسي في البلاد، الذي شهد ثلاثة انتخابات ديمقراطية، وهي انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 2011، الذي تولى صياغة دستور جديد للبلاد عام 2014، مؤسسًا بذلك بداية الجمهورية الثانية، وذلك بعد نحو ستة عقود من دستور دولة الاستقلال عام 1959.

وكانت انتخابات 2011 قد أفرزت أغلبية إسلامية بعد اكتساح حزب حركة النهضة الإسلامية مقاعد البرلمان، لتؤسس تحالفًا مع حزبين صغيرين، هما حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب التكتل من أجل العمل والحريات. لكن اضطر هذا الائتلاف إلى التنحي عن الحكم لحكومة غير حزبية في مطلع 2014، بعد اضطرابات شهدتها البلاد، واغتيالات سياسية دفعت الأفرقاء السياسيين لإجراء حوار وطني عبر وساطة قادها خاصة الاتحاد العام التونسي للشغل، المنظمة النقابية العريقة في تونس.

وفي انتخابات 2014 فاز حزب حركة نداء تونس، الخصم اللدود للإسلاميين، الذي يمثل خليطًا من الليبراليين واليساريين، لكنه سرعان ما دخل في ائتلاف مع حركة النهضة وأحزاب أخرى صغيرة، ويتنافس الآن الحزبان الأكبر في تونس في أغلب الدوائر البلدية في البلاد، حيث تقدم حزب النهضة بقوائم في كل الدوائر البالغ عددها 350، بينما تقدم حزب النداء بـ345 قائمة. وظهر حزب حركة النهضة من بين أكثر الأحزاب تغيرًا استعدادًا للانتخابات البلدية، حيث أبدت الحركة على عكس انتخابات 2011 و2014 انفتاحا أكبر على العنصر النسائي والشخصيات الليبرالية والتنوع الإثني.

وتبدو المفارقة الأولى في أن حزب النهضة، هو الحزب الوحيد الذي التزم بمبدأ المناصفة بين الجنسين بقوائمه الانتخابية في كامل الدوائر البلدية، متفوقًا بذلك على حزب حركة نداء تونس العلماني، الذي التزم بهذا المبدأ في 345 قائمة فقط، بينما أسقطت هيئة الانتخابات خمس قوائم مخالفة.

ودفعت حركة النهضة في بعض الدوائر الانتخابية، مثل منطقة سيدي بوسعيد الراقية قرب العاصمة، بعدد مهم من المرشحات السافرات، وبأزياء أكثر تحررًا، مثل سراويل الجينز الممزقة. في محاولة لبعث رسالة طمأنة للناخبين بعد اتهامات رافقت فترة حكمه السابقة بين 2011 و2014 بمحاولات تغيير نمط عيش التونسيين، ونشر التدين بالقوة. وقد اتخذ الحزب قرارًا حاسمًا في مؤتمره عام 2016 بفصل أنشطته الدعوية عن السياسية، قصد الظهور كحزب مدني يؤمن بالجمهورية وينبذ التعصب الديني.

وفي خطوة غير متوقعة، دفع الحزب بمرشح يهودي مستقل، هو سيمون سلامة ضمن قائمته الانتخابية في مدينة المنستير، وقد سبقت هذه الخطوة مشاركة قياديين من النهضة في الاحتفالات السنوية للطائفة اليهودية بمعبد الغريبة، جنوب تونس لتأكيد سياسة الانفتاح، وإجمالًا ترشحت للانتخابات 2047 قائمة، ضمت ما يفوق 53 ألف مرشح. ونص القانون على اعتماد مبدأ المناصفة بين الجنسين في القوائم، احترامًا لما ورد بالدستور الجديد، الذي نص على المساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص. وخصصت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات 359 مركز اقتراع في أنحاء البلاد. وعلى النقيض من انتخابات 2011 و2014، حيث فاقت نسبة المشاركة 60 في المائة، فإن هناك مخاوف من عزوف الناخبين في الانتخابات، خاصة أن النسبة الضئيلة لمشاركة الأمنيين والعسكريين الأحد الماضي "12 في المئة" أعطت مؤشرًا غير مطمئن عن نسبة الإقبال المتوقعة على مراكز الاقتراع اليوم.

وقال سيف الدين العبيدي، عن منظمة "مراقبون"، التي تتولى مراقبة سير الانتخابات، إن عزوف الناخبين يعود "لأزمة الثقة بين الناخبين والسياسيين من جهة، وتأخر هيئة الانتخابات في إطلاق حملة للتوعية بأهمية الاقتراع"، وأوضح لوكالة الأنباء الألمانية "قمنا بدراسة شملت أكثر من 10 آلاف شخص حول المشاركة في الاقتراع، لكن أغلب الذين تم استجوابهم أعلنوا عن المقاطعة لاعتقادهم بأن الانتخابات لم تعد آلية للتغيير الحقيقي على الأرض".

وفي مطلق الأحوال، فمن شأن انتخاب مجالس بلدية أن يحد من حالة الفوضى في المناطق البلدية، بسبب التلوث، وتدهور البيئة وتدني الخدمات، وهي مظاهر أدت خلال فترة الانتقال السياسي إلى اهتزاز صورة تونس كوجهة جاذبة للسياح.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الشؤون الدينية، السبت، عزل إمام في مدينة المنستير "وسط شرقي" إثر دعوته المصلين لانتخاب المرشحين الذين يصلون دون غيرهم، وبررت هذا العزل بعدم التزام الحياد تجاه القائمات الانتخابية المرشحة، واستغلال المساجد للدعاية السياسية. وكانت الوزارة قد علقت مهام نحو مئة إمام ترشحوا للانتخابات البلدية.

وقال عادل البرينصي، عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إن المراقبين التابعين للهيئة وقفوا على مدى التزام الأحزاب السياسية بالصمت الانتخابي قبل يوم واحد من إجراء الانتخابات البلدية، موضحا أن الهيئة خصصت 60 ألفًا من الموظفين للإشراف على أول انتخابات بلدية بعد ثورة 2011، فيما تجاوز عدد المراقبين الأجانب والمحليين سبعة آلاف مراقب.

وبشأن موعد بدء عمليات الفرز، أوضح البرينصي إنه سيبدأ فور انتهاء الاقتراع، أي نحو الساعة السادسة من مساء الأحد، وذلك بحضور مسؤولي الهيئة وممثلو الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، ليتم بعد ذلك جمع النتائج في كل مكتب، ثم التوجه بها إلى الهيئات الفرعية في كل ولاية – "محافظة" قبل أن يتم الإعلان النهائي عن النتائج خلال ثلاثة أيام من يوم الاقتراع.

وأثارت عدة أحزاب سياسية معارضة للائتلاف الحاكم الحالي، قضية التمويل المجهول المصدر والأجنبي خلال الحملة الانتخابية، واتهمت بعض الأحزاب بالاستفادة من هذا المال دون أن تقدم حججًا تؤكد تلك الاتهامات. فيما عبرت منظمات المجتمع المدني عن تخوفها من تغلغل المال السياسي الفاسد، وتمويل جهات أجنبية لبعض الأحزاب السياسية منذ انطلاق الحملة الانتخابية في 14 من أبريل/ نيسان الماضي.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس تستعد لانتخاب أول مجالس بلدية منذ ثورة 2011 تونس تستعد لانتخاب أول مجالس بلدية منذ ثورة 2011



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 18:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"
المغرب اليوم - أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين

GMT 16:57 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاح كورونا سيكون مجانًا للجميع في المغرب تحت إشراف "الصحة"

GMT 23:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظر التجول في جميع الولايات التونسية ابتداء من الثلاثاء

GMT 12:59 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يكتشفون آثار ماء على سطح كويكب "بينو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib