أنقرة ـ وكالات
وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة الى تركيا في زيارة يهيمن عليها الملف السوري بعد اعلان واشنطن عن مساعدات جديدة للمعارضة والتمرد السوريين، وتشوشها تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي وصف الصهيونية بانها جريمة ضد الانسانية.
وسيتباحث كيري في المحطة التركية من اول جولة دولية له، مع نظيره التركي احمد داود اوغلو ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ثم الرئيس عبد الله غول.
وتشكل سوريا النقطة الرئيسية في هذه المباحثات مع القادة الاتراك الذين يدعمون المتمردين على الرئيس السوري بشار الاسد ويستقبلون نحو 200 الف لاجىء سوري.
واثناء زيارته روما الخميس اعلن كيري صرف قسط جديد من مساعدة بقيمة 60 مليون دولار للائتلاف الوطني السوري المعارض وللمرة الاولى مساعدة مباشرة للمجلس الاعلى العسكري السوري الذي يشرف على متمردي الجيش السوري الحر.
ورغم التوقعات الكبيرة فان وزير الخارجية الاميركي لم يمض حتى تسليم السلاح ولا حتى معدات عسكرية مثل العربات المصفحة او السترات الواقية من الرصاص كما اوردت بعض وسائل الاعلام الاميركية.
وفي شمال وشرق سوريا الذي تسيطر المعارضة على اجزاء كبيرة منه، تتفكك السلطة المركزية وبناها التحتية والجهاز الامني للدولة تدريجيا ويعاني الاهالي من اجل البقاء.
والمبالغ التي اعلن عنها كيري موجهة في قسمها الاكبر لادارة هذه المناطق وهو ما عبر عن امله في ان تساعد "الائتلاف في النجاح في انجاز عملية انتقالية سلمية".
اما المساعدة المباشرة للتمرد فانها تتمثل فقط في "حصص غذاء عسكرية ومساعدات طبية"، بحسب دبلوماسيين اميركيين. وكانت واشنطن حتى الان تقدم اجهزة اتصال ومساعدة طبية للمتمردين لكن عبر المعارضة السياسية السورية ومنظمات غير حكومية خارج سوريا.
وحول الازمة السورية تتقارب مواقف البلدين حيث تطالب تركيا منذ اشهر برحيل الرئيس بشار الاسد الذي وصفه اردوغان الاحد ب "الدكتاتور الظالم".
وكما فعلت المانيا وهولندا نشرت الولايات المتحدة على الاراضي التركية، بغطاء من الحلف الاطلسي، بطاريتي صواريخ ارض-جو من نوع باتريوت مخصصة لحماية تركيا في حال استهدافها بصواريخ من سوريا.
كما يتوقع ان يستغل كيري زيارته لحليفه التركي للتعبير عن الدعم لتصديه للارهاب بعد شهر من الاعتداء الانتحاري الذي استهدف السفارة الاميركية في انقرة. وقتل حارس تركي للمبنى في الهجوم الذي تبنته مجموعة تركية محظورة من اقصى اليسار.
لكن اجواء الزيارة شوشت عليها تصريحات اردوغان الذي سيلتقيه كيري بعد الظهر.
واثار رئيس الوزراء التركي جدلا اثناء اجتماع للامم المتحدة الاربعاء في فيينا حين اعتبر الصهيونية جريمة ضد الانسانية.
وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون واسرائيل والولايات المتحدة بهذه التصريحات التي وصفت بانها "كاذبة" و"مسيئة".
وقال مسؤول اميركي ان كيري سيندد لدى اردوغان بهذا التصريح.
وهناك مسائل اخرى تشوش العلاقات التركية الاميركية مثل بيع الذهب التركي لايران رغم العقوبات الدولية لطهران بشان برنامجها النووي، اضافة الى احترام حقوق الانسان.
وندد السفير الاميركي في تركيا فرنسيس ريسياردون في الاونة الاخيرة بعمليات الاحتجاز المطولة لعسكريين وصحافيين ونواب اتهموا بالتخطيط لانقلاب، وهو ما اثار غضب السلطات التركية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر