فنانون فرنسيون ينسخون جداريات كهف لاسكو
آخر تحديث GMT 13:29:03
المغرب اليوم -

فنانون فرنسيون ينسخون جداريات كهف لاسكو

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فنانون فرنسيون ينسخون جداريات كهف لاسكو

رسام ينسخ بعضا من جداريات مغارة لاسكو في مشغل في مونتينياك
مونتينياك ـ أ.ف.ب

يستعيد رسامون في محترف متخصص في جنوب غرب فرنسا الحركات نفسها التي انجزها فنانو كهف لاسكو في رسومهم الجدارية قبل 18 الف سنة، مستعينين هذه المرة بالصمغ الاصطناعي بدل الصخر الطبيعي وباضواء كاشفة مكان مصابيح الزيت، على ان تعرض هذه النسخة الكاملة ناهية العام 2016.

وكهف لاسكو الملقب بـ "كاتدرائية سيستنيا لعصور ما قبل التاريخ" والمدرج في قائمة التراث العالمي للبشرية مغلق للعموم منذ العام 1963 بغية حمايته. وقد عرضت نسخة أولى منه سنة 1983 لا يقدم فيها سوى جزء من الرسوم الجدارية التي تعود للعصر الحجري القديم العلوي.

وفي مونتينياك، على بعد 1,5 كيلومتر من المغارة الأصلية، تبصر الخيول والأيائل وغيرها من الحيوانات المرسومة على جدران الكهف، النور مجددا بدفع من فناني مدرسة الأعمال المنسوخة في بيريغور (ايه اف اس بي).

وهذا العمل الشاق الذي يتطلب جهدا كبيرا قد بدأ في أواخر العام 2012 وأنجز بسرعة قياسية بفضل جهود النحاتين والرسامين ومصنعي المعادن الآتين من مجالات مختلفة. ويكشف فرنسيس رانجنباش المدير الفني للمدرسة أن كل عنصر من العناصر الستة والأربعين اللازمة للمشروع تطلب بشكل إجمالي ثمانية أشهر من العمل.

وكانت البداية مع "التخريط الرقمي" لكتل كبيرة من البوليستيرين لرسم حدود الواجهات والأسقف استنادا إلى عينات أخذت من الكهف التاريخي بتقنية الأبعاد الثلاثية. ثم قام النحاتون باستنساخ أدق التفاصيل يدويا، أحيانا بواسطة أدوات تستخدم عند أطباء الأسنان، على ما يصرح فرنسيس رانجنباش المتخصص في النحت.

وتكتسي الدقة أهمية بالغة في هذه العمليات الرامية إلى تقديم نسخة طبق الأصل من الكهف، إذ ما من مجال للتعديل بعد صب أعمدة الصمغ هذه الممتدة على عدة أمتار.

ثم تبدأ عملية الطلي الطويلة مع دهن صبغ طبيعي اولا على عدة طبقات للحصول على لون الصخر الطبيعي وبعدها تستنسخ الحيوانات التي اشتهر بفضلها كهف لاسكو في أنحاء العالم أجمع.

 

- نقطة بنقطة -

ومن اجل التقرب قدر الامكان من الرسوم الاصلية يستند كل فنان الى صورة رقمية للكهف يبثها ضوء كاشف. ويقول جيل لافلور كبير الرسامين وهو يركز على نسخ مجموعة من الايائل من "قاعة الثيران" البالغ طولها 17 مترا "هذا يسمح لنا بمعرفة المكان المحدد للحيوانات على الجدار".

ويوضح ان رسامي لاسكو في تلك الفترة "استفادوا من قشارة الجدار لاعطاء الجسم شكله واكتفوا باعادة رسم خط ظهر الحيوان واضافوا الحوافر".

ويضيف "كانوا على الارجح اسرع منا مع تقنيات مختلفة. اما نحن فمضطرون على ان نكون دقيقين جدا لنسخ ما قاموا به بحذافيره". ويؤكد النحات فرنسيس رانجنباش "نحتاج احيانا الى ساعات لنسخ 10 سنتمترات مربعة فقط نقطة بنقطة".

ويعمل رسامو المحترف في ظروف جيدة وفي وضعية عمودية مع انوار متطورة تحاكي نور النهار الطبيعي. اما رسامو الكهف فهم على الارجح كانوا يصعدون الى سقالات بدائية ويرفعون ايديهم للرسم على سقف يبلغ ارتفاعه ثلاثة امتار "في ظل انارة غير ثابتة". ويؤكد فرنسيس رانجنباش قائلا "كانوا يتمتعون بحس تقني رائع وهم يرسمون الحيوانات غيبا مع كيفية تنقلها بحيوية". وهو يعتبر ان لاسكو لا تزال تجذب الفنانين بعد 18 الف سنة لانجاز رسومها "لاننا نستعيد الحركات نفسها وهذا امر ساحر".

وفي غضون اسابيع قليلة سيبدأ نقل 900 متر مربع من الجدران التي انجزها هؤلاء الفنانون الى المركز الدولي لفن الجداريات في مونتينياك الذي يتم بناؤه عند اقدام تلة لاسكو...على مرمى رمح من الكهف.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنانون فرنسيون ينسخون جداريات كهف لاسكو فنانون فرنسيون ينسخون جداريات كهف لاسكو



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib