الثقافة المصرية لن تنسى اكسير السخرية ومنحازًا بلا حدود
آخر تحديث GMT 00:50:08
المغرب اليوم -

الثقافة المصرية لن تنسى "اكسير السخرية" ومنحازًا بلا حدود

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الثقافة المصرية لن تنسى

احمد رجب
القاهرة ـ أ ش أ

لن تنسى الثقافة المصرية "اكسير السخرية" احمد رجب الذي كان بحق "صوت الذين لاصوت لهم" ومنحازا بلا حدود لرجل الشارع وحقوقه في حياة كريمة.
وفي جنازة مهيبة ودع المصريون امس الأول /السبت/ كاتبهم الساخر والمعبر عن لسان حال الشارع المصري عبر عموده الذائع الصيت "نص كلمة" فيما ضمت الجنازة كل اطياف المجتمع المصري التي بادلت احمد رجب وفاء بوفاء ونعمت دوما بالابتسامة في بستانه الممدود.
واحمد رجب الذي ولد عام 1928 في الأسكندرية ليس مجرد كاتب ساخر او حتى عظيم الساخرين فهو كما قيل بحق فيلسوف وصاحب مدرسة مصرية
اصيلة في فلسفة الضحك لشعب ينتج الفكاهة ويتذوقها ويصدرها للعالم ثم انه عميد جامعة الكتابة المكثفة في كبسولة مضغوطة تقول كل شيء بأقل عدد من الكلمات كما ينتظرها القاريء دوما في "نص كلمة"على مدى اكثر من نصف قرن بجريدة الاخبار القاهرية.
وصية أحمد رجب
وحسب وصيته الدالة خرج جثمان احمد رجب من دار الأخبار قاصدا مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير بقلب القاهرة وانتهاء بمسقط رأسه في الثغر
السكندري الذي انجب من قبل ثلة من انجب المثقفين الساخرين مثل عبد الله النديم وبيرم التونسي وكلهم تفننوا وابدعوا في السخرية من الطغيان بألوانه وفجائع الظلم.
واذا كان احمد رجب الذي فاز بأرفع جائزة ثقافية مصرية وهي جائزة النيل في الآداب عام2011 قد قضي عن عمر يناهز 86 عاما بفاصل 30 يوما بعد
رحيل توأم روحه المبدعة رسام الكاريكاتير الشهير الفنان مصطفى حسين فان هذه الشراكة الثقافيةالابداعية الفريدة والتي يصعب تكرارها ستبقى قصة خالدة في التاريخ الثقافي المصري بقدر ماهي جديرة دوما بالدراسة والبحث.
انها الشراكة الثقافية-الابداعية التي شكلت جامعة في السخرية الهادفة نبتت من تراب مصر وتوالت تجلياتها مابين "فلاح كفر الهنادوة" و"كمبورة" و"عبده مشتاق" و"عزيز بيه الأليت" و"الكحيت"و"علي الكومندا" و"عباس العرسة" و"قاسم السماوي" و"عبد الروتين" و"عبده العايق" و"مطرب الاخبار.
وهي اسماء من خميرة سخرية معتقة عرفت طريقها لوكالات انباء عالمية ووسائل اعلام دولية تناولت ظاهرة احمد رجب-مصطفى حسين التي يمكن القول دون اي تزيد انها ظاهرة مصرية حلقت بأجنحة الإخلاص والإبداع عاليا عاليا في سماء العالمية.
شراكة ثقافية-ابداعية فاضحة للتناقضات والازدواجية واغتصاب حقوق الغير.
وحظت كتب احمد رجب بمقروئية عالية كما انتقل بعضها للشاشتين الكبيرة والصغيرة في أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية وستبقى عناوين هذه الكتب في الذاكرة الثقافية دالة على إمكانية الجمع مابين الرسالة والجاذبية والضحكة الصافية م"الحب وسنينه" و"ضربة في قلبك" و"صور مقلوبة" ونهارك سعيد"ناهيك عن فوزية البرجوازية .
واستأثرت قضايا الحب بكثير من الاهتمام والتناول الساخر لأحمد رجب حتى ان الكتاب الأخير"لعظيم الساخرين" وصاحب البريق العبقري احمد رجب قد صدر منذ فترة قريبة بعنوان "يخرب بيت الحب" وفي هذا الكتاب عالج احمد رجب قضايا معقدة بأسلوبه السهل الممتنع ورؤيته الثاقبة الساخرة فاذا بتلك القضايا الصعبة تتحول الى ضحكات تغسل القلب من الهموم واذا بالقاريء يمضي في رحلة ممتعة مع "عظيم الساخرين" وهو يتحدث عن الحب والزواج وعن الغيرة والخيانة ثم يتجه للتفسير الاقتصادي للخلافات الزوجية وثقافة القبلات وترشيدها ناهيك عن علاقة الزوج بحماتة.
ويرى احمد رجب ان انه اذا كانت المرأة لاتملك العضلات فهي تمتلك ماهو اقوى اي "الضعف الأنثوي" كما ان الرجل عادة لايتعلق "بالمرأة المفكرة" ومن هنا فان المرأة صاحبة القضايا والمواقف الفكرية قد تفاجأ بأن زوجها تزوج عليها.
والكتاب الأخير لأحمد رجب "يخرب بيت الحب" دعوة رجل مظلوم في محراب الحب لم يجد امامه بعد ان ظلم سوى الدعوة بخراب بيت الحب ليمضي الكاتب في السخرية من منظومة الحب بكل تفاصيلها ومن بينها دافع الغيرة والمساحيق والعطور التي يراها احمد رجب بمثابة اسلحة كيماوية للمرأة ومن اخطراساليب الحرب في معركتها مع الرجل.
ورفض احمد رجب في هذا الكتاب مقولة ان "الحب من غير امل اسمى معاني الغرام" وهي مقولة رومانسية بامتياز بينما بدا"عظيم الساخرين" منهمكا في كتابه الجديد يبحث عن اجابة للمعضلة التي تجابه الكثيرين :"لماذا يموت الحب"؟.
ويقدم احمد رجب اجابته اللذيذة عبر رحلة ممتعة وضاحكة بفلسفة رائقة في احوال المحبين وتقلباتهم واستئناس الحب او ترويضه بمؤسسة الزواج ..
تجويع الحب وموته" وهي اشكالية يتحملها الزوجان معا فهنا فلسفة للحب وان تخفت بعذوبة وفن خلف وابل من الضحكات وهنا قضايا حقيقية في الحب وللحب دون تنظير او افتعال وهنا ايضا كتاب وصفه مؤلفه.
بأنه "قد يكون علاجا لمرض لاعلاج له"! موضحا ان النصائح لاتجدي مع العشاق الذين رصد احوالهم عبر التاريخ وبواقعية ساخرة او سخرية واقعية وصادمة للرومانسيين يقول احمد رجب "ان الحب من غير امل اسوأ معاني الغرام".
كان احمد رجب يجسد فكرة "التمرد في الخيال" ليخلط الحلم بالضحكة الساخرة من الواقع وهو نسيج وحده اوتي القدرة على تناول "المسكوت عنه" في اوجه الحياة المصرية وكشف مخبوء النفوس دون ان يدمي او يجرح وانما يضحك حتى هؤلاء الذين يوجه لهم اصبع الاتهام شأنه في ذلك شأن توأمه الابداعي مصطفى حسين.
وبعد ان فرق المرض بين الفنان مصطفى حسين والكاتب الكبير احمد رجب والشريك الابداعى بالفكرة فى الكاريكاتير اليومى الشهير بجريدة الاخبار افتتح احمد رجب عموده اليومي "نص كلمة"بالدعاء لمصطفى حسين الذي كان يرقد في غرفة العناية المركزة بمستشفى في الولايات المتحدة.
كانا يجتمعان معا عبر خط هاتفى لوضع ابتسامة كاريكاتير..احمد رجب فى القاهرة وتوأم روحه مصطفى حسين الذى يعانى الآلام على بعد الاف الأميال فى امريكا!..اى نبل هذا واى ابداع وقدرة فذة على تجاوز اعتى الوان الألم الشخصى لصنع البهجة من اجل ابن البلد وحتى لاتغيب ابتسامة الصباح عن وجة مصر؟
ثم جاء الموت برجيل مصطفى حسين عن عمر يناهز 79 عاما ليستهل احمد رجب عموده اليومي بالدعاء بالرحمة لشريك رحلته الابداعية وتوأم روحه المصرية وليلحق به بعد شهر واحد.
هل يمكن لوطن انجب امثال هؤلاء النبلاء المبدعين ان يموت او يهزم؟!..اى كلمات تعبر عن عظمة هذا الولاء من جانب المثقف الكبير احمد رجب للوطن ولابن البلد.
احمد رجب:خبر رحيلك دمعة في عيون مصر تنقلها الدروب الى الدروب..ارتعاشة الم لفقد من اعطى الطرقات الكثير من الابتسامات..لكنك اقوى من تجاعيد النسيان فطبت حيا لاتموت في الذاكرة المصرية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثقافة المصرية لن تنسى اكسير السخرية ومنحازًا بلا حدود الثقافة المصرية لن تنسى اكسير السخرية ومنحازًا بلا حدود



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:36 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

أسرع طريقة للتخلص من كل مشاكل شعرك بمكوّن واحد

GMT 17:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

المدرب دييغو سيميوني يحصد جائزة "غلوب سوكر ماستر كوتش"

GMT 03:05 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

"سوق كوم" تندمج في "أمازون"

GMT 16:13 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

الإعلان عن موعد قرعة دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا

GMT 11:48 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخصين وإصابة آخرين إثر حادث سير مروّع في الجديدة

GMT 21:38 2016 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة أقدم باندا عملاقة في العالم عن عمر 38 عامًا

GMT 13:04 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى الطوسي تقدم الزي المغربي التقليدي بشكل عصري أنيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib