وجدة – المغرب اليوم
أقدم فنانين مغاربة و أجانب على رسم جداريات كبرى، نصبت في الساحة الشهيرة سيدي عبد الوهاب، وسط مدينة وجدة، و ذلك في إطار ما يعرف ب "دائرة الفن Cercles des arts", وتندرج هذه الأخيرة في مجال فنون الشارع كالمسرح و السينما و الرقص التعبيري و السيرك، لاستهداف أكبر شريحة من الجمهور، و الذي زار الساحة ذات الحمولة التاريخية و العمرانية و الثقافية، و هي المحطة الخامسة في مسار قافلة مهرجان فن الرمال في طبعته الثانية، و التي أختير لها كشعار مركزي "حين يساءل الفن الهوية الإفريقية للمغرب"، و ستتختتم فعاليات المهرجان، عشية السبت 03 أيلول/سبتمبر بأمسية التجليات و معرض جماعي لفنانين شباب في مسرح محمد السادس في وجدة.
وتعد هذه التجربة الفنية و الإبداعية، الإنطلاقة الفعلية لمفهوم دعم الفنون المعاصرة، التي بدأت تترسخ شيئا فشيئا بعدما تعززت المدينة الألفية بعدد من الفضاءات الثقافية و الفنية التي تتيح هامشا من الحرية للإبداع و العرض، حيث ركز منظمو هذه التظاهرة على هذه التجربة الفريدة و الوحيدة في جهة الشرق، و ذلك لأجل إتاحة فرصة اللقاء المباشر بين الفنان و الجمهور في فضاء فسيح واحد، لاسيما عندما ينخرط الكل : من فنانين محترفين و آخرين هواة و جمهور، يرسمون في بوتقة واحدة على تيمة إفريقيا الأم، و تحت أسماع موسيقاها الراقية التي إخترقت الفضاء الفني العالمي بدون تأشيرة.
و خرجت هذه التجربة النوعية بأعمال إبداعية راقية، إستمتع بمعاينتها جمهور الساحة الغفير، الذي كان يقتصر في السابق على مشاهدة رواد فنون "الحلقة" بأشكالها المختلفة، في حين منحهم مهرجان فن الرمال فرصة متابعة رواد فنون التشكيل، الذين يعتمدون في أعمالهم على الصباغة و الريشة و بعض المواد الأولية الأخرى، و انخرط بعفوية في هذه العملية الإبداعية بالإضافة للفنانين الكبار فئة عمرية أصغر، استطاعت مجارات أعمال كبار الفنانين المشاركين بحس طفولي مرهف.
وتعبر رمزية فن الشارع أو "دائرة الفن La cercle des arts "، التي ركبت صهوتها جمعية "فن الشرق للتنمية" في دورتها الثانية، هي انفتاح على أكبر شريحة من المجتمع، حيث انطلقت مساراتها من واحة فكيك مرورا بشاطئ السعيدية و مدينة الليمون بركان، لتختتم برنامجها الفني و الإبداعي الغني و الثري لهذه السنة، بين أسوار باب سيدي عبد الوهاب و مسرح محمد السادس في وجدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر