قصة تميمة عين الحسد التي إمتدت إلى هياكل الطائرات
آخر تحديث GMT 19:41:00
المغرب اليوم -
الخطوط الجوية القطرية تستأنف رحلاتها على طريق الدوحة - دمشق اعتباراً من يوم الثلاثاء 7 يناير هاكرز صينيون يهاجمون وزارة الخزانة الأميركية سيارة من طراز "تسلا سايبرترك" تنفجر أمام فندق ترامب الفاخر في لاس فيغاس جنوب غرب الولايات المتحدة وزارة الخارجية الايرانية تستدعي السفير السعودي في طهران وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ضد تنفيذ بلاده حكم الاعدام في حق 6 مواطنين إيرانيين ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,553 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 جماعة الحوثي في اليمن تُسقط ثاني طائرة مسيرة أميركية من طراز "إم كيو-9 ريبر" خلال 72 ساعة وزارة الخارجية الإسرائيلية تعلن عن إصابة إسرائيليين اثنين في حادث الدهس الذي وقع في مدينة نيو أورليانز الأميركية توقف مطار بن غوريون عقب اعتراض صاروخ اطلق من اليمن وفاة مضيف طيران بسبب دخان في مقصورة طائرة سويسرية شركة الطيران الإسرائيلية "العال" تُقرر استمرار تعليق رحلاتها من تل أبيب إلى موسكو حتى نهاية مارس 2025
أخر الأخبار

قصة "تميمة عين الحسد" التي إمتدت إلى هياكل الطائرات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قصة

تميمة عين الحسد
واشنطن - المغرب اليوم

ربما لم تحظ أي تميمة صنعها البشر لدرء قوى الشر والحسد الخفية بما حظيت به تميمة "عين الحسد" من شعبية ومكانة وتأثير ولا يقتصر انتشار هذه العين الزرقاء اللافتة للأنظار على أسواق إسطنبول فحسب، بل امتدت إلى هياكل الطائرات، وصفحات المجلات المصورة.

وذكر موقع "B.B.C "أن رمز "عيد الحسد في  العقود القليلة الماضية، اقتحم عالم الموضة، وظهرت كيم كارديشان في مناسبات عديدة بأساور وأطواق رأس يتوسطها هذا الرمز، بينما استخدمته جيجي حديد في أواخر 2017 لدى تدشين خط أحذية "أي لوف".

و زاد البحث عن مقاطع الفيديو التعليمية عبر الإنترنت التي تعرض كيفية توظيفيه في تصنيع الأساور والقلائد وسلاسل المفاتيح منذ رواج الرمز بين المشاهير،.


ربما يوحي هذا الاهتمام المفاجئ برمز "عين الحسد" بأن شعبيته قد تصاعدت في الأونة الأخيرة، ولكن هذا الرمز في الحقيقة يستأثر باهتمام البشر ويداعب مخيلتهم منذ آلاف السنين.

ويجب علينا التنبه إلى الفارق بين التميمة و"عين الحسد". وتهدف التميمة إلى درئ الحسد، وذلك على الرغم من أنه قد يطلق عليها "عين الحسد".

و اتخذت هذه التميمة أشكالًا عديدة منذ آلاف السنين.
مصدر الصورة Metropolitan Museum of Art  Image caption تماثيل عثر عليها في مدينة تل براك في سورية منحوتة من حجر الألباستر، وتسمى "أصنام العيون"، ويُعتقد أنها تعود إلى ما قبل عام 3500 قبل الميلاد

ويعد الحسد وما يسببه من أضرار مفهوما بسيطا، إذ ينبع من الاعتقاد بأن النجاح الكبير أو التميز يجلب الغيرة والحسد. ويتجلى ذلك في صورة لعنة تحيل النجاح إلى فشل.

وجسّد هذا المفهوم هيلودوراس من إميسا أو حمص حديثًا في روايته الإغريقية "أثيوبيكا"، حين كتب "عندما ينظر الشخص بعين حاسدة لشيء مميز يمتلئ المكان بغضا وكراهية، ويرسل سهامه المسمومة فيصيب بها من هو أقرب منه".

وينتشر الاعتقاد بقوة تأثير الحسد عبر مختلف الثقافات، وينتقل من جيل إلي جيل، ولم يتمكن أي مؤلف حتى يومنا هذا من أن يجمع من الأساطير التي نسجت حول الحسد ما جمعه فريدريك توماس إيلورثي في كتابه "العين الحاسدة: سرد كلاسيكي لخرافة قديمة".

وعرض إيلورثي تجسيد الناس للحسد في مختلف الثقافات، بداية من نساء قبيحات يوصفن في الأساطير الإغريقية بالبشاعة، ويعرفن بـ "الجرجونات"، ويحلن كل من ينظرن إليه إلى حجر، وصولا إلى الحكايات الشعبية التي يتناقلها الأيرلنديون عن رجال يسحرون الخيل بنظرة واحدة. ولا تخلو ثقافة من أساطير حول العين الحاسدة الشريرة.
Image caption دُفنت عين حورس مع الفراعنة لحمايتهم في الحياة الأبدية

وترسخ الحسد ورموزه في ثقافة الشعوب، إلى درجة أنه ورد ذكره في النصوص الدينية، بما في ذلك الإنجيل والقرآن.

لم يعد الاعتقاد بأثر العين مجرد خرافة، فقد أكد وجوده بعض كبار المفكرين، وكان أشهرهم الفيلسوف الإغريقي بلوتارخ، الذي عرض في مصنفه "حلقات نقاش"، تفسيرا علميا للحسد، حين قال: إن عين البشر لديها القدرة على إطلاق أشعة غير مرئية، كانت في بعض الحالات، من القوة بحيث أهلكت الأطفال أو الحيوانات الصغيرة.

و زعم بلوتارخ أن بعض الناس أقدر من غيرهم على السحر، إذ أشار إلى مجموعة من الناس يعيشون جنوب البحر الأسود لديهم قدرات خارقة على الإصابة بالعين ويوصف عادة من يقال إنهم يملكون قدرات استثنائية على الحسد بأنهم أصحاب عيون زرقاء، ربما لأن هذه الصفة الوراثية نادرة في هذه المنطقة من حوض البحر المتوسط.

وأشار إيلورثي في كتابه إلى حكاية شعبية بولندية قديمة تدور حول رجل بلغت قدرته على إيذاء الآخرين بنظرته حدا جعله يؤثر أن يقتلع عينيه عن إلحاق الضرر بمن يحبهم.
Image caption تنتشر تميمة الكف التي تتوسطها العين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

وفي ظل شيوع الاعتقاد بقوة تأثير العين وما تجلبه من مصائب وكوارث لمن يصاب بها، ليس من المستغرب أن يبحث الناس من الحضارات القديمة عن وسائل لدفع أذاها، ما أدى إلى ظهور التمائم بأشكالها المتنوعة كما نعرفها اليوم.

وتقول دكتورة نيس ييلديران، أستاذة التاريخ الفني بجامعة بهتشه شهير في إسطنبول "يعود أول شكل من أشكال تمائم العين إلى عام3300 قبل الميلاد. واكتُشفت هذه التمائم في تل براك، وهي واحدة من أقدم المدن في منطقة ما بين النهرين، التي كانت تضم سورية وكانت هذه التمائم في صورة تماثيل من حجر الألباستر ذات عيون كبيرة منحوتة".

لكن تماثيل تل براك التي يقال إنها واحدة من أقدم التمائم المكتشفة لدرء العين، تبدو مختلفة تماما عن الخزرة الزرقاء المنتشرة في الوقت الحالي والتي لم تظهر في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط إلا نحو عام 1500 قبل الميلاد، فكيف تطورت هذه النماذج الأولى للتمائم لتصبح على هذا الشكل الحديث؟

وتقول ييلديران "ارتبط ظهور الخرزة الزرقاء المصنوعة من الزجاج في جزر بحر إيجة وآسيا الصغرى بتطور صناعة الزجاج. أما اللون الأزرق فمصدره الطين المصري المصقول الذي يحتوي على نسبة مرتفعة من الأكاسيد، إذ يُنتج النحاس والكوبلت اللون الأزق عند درجة حرارة الحرق".

وتقول ييلديران إن قلائد عين حورس التي اكتشفت في مصر هي الأكثر تأثيرا على شكل التمائم الزرقاء الحديثة. إذ افتتنت القبائل التركية الأولى بهذه الدرجة من اللون الأزرق، لارتباطها بإله السماء تنغري، ولعلهم استلهموا من المصريين استخدامهم للكوبلت والنحاس.

ولاقت بعدها الخرزة الزرقاء التي يتوسطها رسم العين انتشارا واسعا في المنطقة، واستخدمها الفينيقيون والسريانيون واليونانيون والرومان، واشتهر بها العثمانيون، وكانت أكثر رواجا في دول حوض المتوسط وبلاد الشام. وفي أعقاب ازدهار النشاط التجاري وتوسع الإمبراطوريات، انتقلت الخرزة الزقاء إلى سائر أرجاء المعمورة.

لا أحد ينكر الأهمية التاريخية لهذه التميمة الزرقاء، ولكن أكثر ما يثير الاهتمام في هذه الخرزة الزرقاء هو التغير الذي طرأ على استخدامها على مدار آلاف السنين. وما زلنا نضع رمز الخرزة الزرقاء على طائراتنا مثلما كان المصريون، والإيتروسكانيون يرسمون العين على مقدمة السفينة لضمان مرورها بسلام.

ولا يزال الأتراك يواظبون على إهداء المولود الجديد رمز العين الزرقاء، اعتقادا منهم أن الصغار أكثر عرضة للحسد.
Image caption عين العناية الإلهية، التي تظهر على ظهر الورقة النقدية الأمريكية من فئة الدولار، هي أحد الرموز التي يتبناها الكثير من الماسونيين أو البنائين الأحرار، وتعني أن الله كلي الوجود

لكن المرء قد يتساءل هل ستفقد هذه التميمة الزرقاء معناها الحقيقي وقيمتها التاريخية بسبب اختلاف أشكالها واستخداماتها من ثقافة لأخرى ومن سياق لآخر؟ ولا سيما بعد أن أثيرت مخاوف بشأن استغلال العين التي تتوسط تميمة الكف في مجال الأزياء والموضة دون تقدير قميتها الثقافية وفهم معناها.

ونظرا لامتداد تاريخ تميمة درء العين وارتباطها بمعتقدات راسخة في وجدان الكثيرين، فقد يُنظر لها في الوقت الحالي على أنها موروث ثقافي، وتنحدر كل من كيم كارديشان وجيجي حديد من ثقافات تأصلت فيها أهمية هذه التميمة الزرقاء لدرء العين وإبعاد الشرور.

ولكن ييلديران تقول: "لطالما كانت تمائم درء العين جزءا من ثقافة منطقة جغرافية كبيرة، وتنوعت استخداماتها وأشكالها من بلد لأخر. وربما نرى في المستقبل المزيد من الأشكال والتصميمات المستوحاة من هذه التمائم".

لا شك أن تمائم درء العين استطاعت أن تتخطى الحدود الثقافية والجغرافية والدينية، ولهذا يجدر بنا أن نقدر قيمتها المعنوية ولا ننظر لها كحلية جذابة أو صيحة من صيحات الموضة. فهذه التمائم هي موروث ثقافي تناقلته الأجيال منذ فجر الحضارة، وتعكس بعض أكثر المعتقدات رسوخا وعمقا في أذهان البشرية.

وإذا ارتديت هذه التمائم دون أن تعرف هذه المعلومات عن معناها وتاريخها، فإنها لن تصبح بلا تأثير فحسب، إنما أيضا قد تزيد من مفعول العين التي كانت من المفترض أن تحميك منها، هذا بالطبع إن كنت تؤمن بتأثير التمائم.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة تميمة عين الحسد التي إمتدت إلى هياكل الطائرات قصة تميمة عين الحسد التي إمتدت إلى هياكل الطائرات



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
المغرب اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 02:14 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

برشلونة يواصل نزيف النقاط ويخسر أمام ليغانيس

GMT 03:52 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر يونايتد يعتلي قمة مانشستر سيتي في دقيقتين

GMT 03:01 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

لايبزيغ يهزم آينتراخت فرنكفورت ويحرمه من الوصافة

GMT 03:48 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هوفنهايم يتعادل مع دورتموند في الدقائق الأخيرة

GMT 04:41 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

أتلتيكو مدريد يهزم خيتافي ويخطف وصافة الترتيب

GMT 04:13 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

GMT 04:08 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جمال موسيالا يفتح الباب بشأن مستقبله مع بايرن ميونيخ

GMT 04:37 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

القرعة تضع باير ليفركوزن في مواجهة كولن

GMT 04:21 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

شتوتغارت يواصل صحوته بالفوز على هايدنهايم

GMT 06:15 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

يورغن كلوب يُعرقل خطط ليفربول التعاقدية

GMT 03:58 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

نيس يسقط في فخ التعادل أمام مونبلييه

GMT 03:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

سيلتيك يهزم رينجرز ويتوج بكأس الرابطة الاسكوتلندية

GMT 04:32 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

كاي هافرتز يُؤكد أن نقطة إيفرتون محبطة و عليهم التماسك

GMT 06:08 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

ثلاثي ريال مدريد على رادار الأندية السعودية

GMT 06:03 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

ثنائي برشلونة يطرق باب الرحيل في شهر يناير

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 07:11 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

توتنهام يصعق ساوثهامبتون بخماسية في الدوري الإنجليزي

GMT 05:19 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

عبد الصمد الزلزولي يسهم في هزم ريال بيتيس لفياريال

GMT 15:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"أوبك+" يؤجل زيادة إنتاج النفط ثلاثة أشهر حتى نهاية مارس

GMT 07:04 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنكليزي بعد ديربي مان سيتي ضد مان يونايتد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib